pregnancy

ثقافة الاعتذار ..





عن ثقافة الإعتذار 
.......................................................................................

 من المعتقد والمتداول أن الاعتذار ...
سمة من سمات الشخصية الضعيفة، وأن الأشخاص ضعيفي الشخصية هم فقط من يقدمون على الاعتذار، وهذا مفهوم خاطئ، فالإنسان القوي هو من باستطاعته أن يبادر ليتأسف عما أخطأ به من أفعال وأقوال، وضعاف الشخصية والنفوس هم الذين تأخذهم العزة بالإثم ويتهربون من الاعتذار عن الأخطاء التي يرتكبونها بمبررات أخرى واهية.
من الملاحظ أن هناك فجوة تحيل بين الكثير منا وبين الاعتذار، وكأن هذه الصفة لا تناسبنا أو أن عليها علامات استفهام جدلية، لهذا لا نعلمها لأجيالنا ولا نجعلها عادة في حياتنا، فالإنسان كثير الأخطاء، ومن الوارد جداً أن يرتكب خطأ بحق أي إنسان آخر وساعتها يلجأ إلى الاعتذار لإصلاح الأمور التي ساءت جراء فعلته وما ارتكبته يداه، وحقيقة فإن كثيراً منا يعلم أولاده منذ الصغر المكابرة على الخطأ، والالتفاف حول الموضوع بكافة السبل دون اللجوء للاعتذار كحل سريع يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
لقد آن الأوان أن نعيد ترتيب أولوياتنا التربوية والمنهجية التي علينا أن نعيد تشكيلها في أجيال المستقبل، والاعتذار وفنونه أحد أهم الأولويات التي يجب أن نوجدها في مجتمعاتنا فهو خُلُق وصفة عظيمة قد تحل الكثير من المشاكل، وتعيد الإنسان إلى إنسانيته التي سلخناه منها جراء أفكار الغلو والتشدد والهيبة المزعومة التي طغت على حياتنا فاستكبرنا على إنسانيتنا ..في النهاية أعتقد أن خلو هذه الثقافة من مجتمعاتنا قد قادتنا الى كوارث مجتمعية وسياسية واقتصادية ..لأن المكابرة والاستمرار والتحايل على الأخطاء المرتكبة وعدم الرجوع عنها ..قد أوصلنا لما نحن فيه ...أعتقد أنه آن الأوان لترسيخ هذه الثقافة في مجتمعاتنا ..وفي مؤسسات الدولة كلها ..وأبدأ بنفسي ..فأنا أقدم اعتذاري عما بدر مني خلال نصف قرن ونيف .. من حياتي ..إن أساء لأحد أو سبب ألما لأحد.

بتصرف عن د. يوسف الشريف جريدة البيان.
شكرا لتعليقك