من أوراق "نينورتا_العذراء"
.......................................................................................
وعلى سبيل الموت
نرتضي أدنى سبيلٍ للحياة
ونرتمي ..
إلى أطواق النجاة
في غرقنا المعتاد
الممتدّ عبر الصحاري ..
أو كسعف النَّخيل
يمدُّ التّائه جوعاً
ولو بمصّ النواة ..
************
و نحن ولو ورثنا
ألويةَ الحربِ كلّها
من "كركلا" العتيقة
إلى أبواب "خيبر"
ترى عشقَ الجمال فينا
مذهباً .. و ديناً
و ترانا
شيوخ طريقة ..
*************
و على سبيل الموت
نحن رهبان الزّمان
الذي يضيع
كالشَّريد .. كالفقيد
إذ يغيب عنه كلّ ربيع
نخلق من طينٍ توضَّأ
بالدّماء و البَخور
ورداً تضمَّخ ملءَ النَّدى
بعزف الشَّهيق الراحل
من الصدور ..
وأسألكِ ..
لماذا الرسائل ؟
في حين أنت آية
و الكون صفحةُ الله
و في حين أنا أتشظّى
كرشق النّقاط
فوق السطور ...
فعلى سبيله _ أيضاً _
شهادةً للعبادة
أو قُلْ ربَّما .. عادة
نرتديه كثوب صوفيٍّ
ونظل ندور ..
ندور ..
ندور ..
***********
وعلى سبيل البقاء
لا حُبـّاً بالوجود
ولا خوفاً من هلاك ..
نحن شعراء هذه الأرض
إذ نطوِّعُ كل موتٍ
طعماً مستساغاً
و ننفض صمته الجاثم
ألحاناً للقصيد ..
وأطفال هذه الأرض
تقصُّ مخالبه المغروزة
في أكباد العواصم
تمسّد بها اسفلت
الشوارع
أو تكشط بها
ما تراكم من صديد ..
و سوريّات هذه الأرض
تغزلُ من حبائله
أثوابَ عرسٍ للفرح
ومشنقةً للملوك
وأربطة تعقدُ باقات الزّنبق
فوق جثمان الشهيد
وعلى كل سبيلٍ
بين وجود .. او فناء
نشربُ من حياض الردى
ونرتضيه ..
أعذب من السلسبيل
لأنَّـنا .. أسيادُ الحياة
ولأنّـنا .. شعبٌ عنيد
فقل للموت أن يتوب
لأي عدل يقتضيه ..
فكلّ جهدٍ يبذله
قد ضاع .. سدى
في اقتيادنا
عبر درب العبيد ...
2 / 11 / 2017
سامر الريابي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء