غريغوريوس حداد بطرك المسيحيين وإمام المسلمين"
..............................................................................
لله والتاريخ وللحقيقة ولكل مواطن سوري
في عام 1915 كنت تجد في حارات دمشق جثة طفل هنا وجثة شيخ هناك ماتوا جوعاً ..
فالأتراك أخذوا القمح والشعير وكل ما يؤكل ليطعموا جنودهم في حرب "السفر برلك "-الحرب العالمية الأولى- وكان الموت جوعاً قد اصبح من المشاهد العادية في دمشق.
كان البطريرك "غريغوريوس حداد" - بطريرك الروم الأرثوذكس آنذاك - قد رهن كل أملاك البطريركية واشترى القمح باسعار باهظة لينقذ ما يستطيع من البشر من الموت وكان كل من يمرعلى الكنيسة "المريمية " في دمشق يأخذ رغيفاً في اليوم يحميه من الموت.
وفي أحد الأيام اشتكى الخوري الذي يوزع الأرغفة من كثرة عدد المسلمين في ذلك اليوم
فرفع البطريرك الرغيف وسأله أمام الجموع هل كتب عليه للمسيحيين فقط ؟
فأجابه : لا
فقال : إذن عليك توزيع الخبز بمعدل رغيف يومي لكل من يريد دون النظر إلى دينه أو مذهبه .
وتدريجياً لم يبقَ من أملاك البطريركية شيء لم يتمّ رهنه ومن ثم بيعه بعد أن كثرت فوائد ديون الرهن .
رهنَ البطريرك "حداد" صليبه الماسي - الذي كان قيصر روسيا "نقولا الثاني" قد أهداه له عام 1913 - عند أحد اليهود المرابين مقابل ألف ليرة عثمانية .
ولكن أحد المسلمين المقتدرين فكّ الرهن وأعاد الصليب الى البطريرك الذي عاد فباعه سراً ووضع مثيلاً له من الزجاج واشترى بثمنه القمح .
توفي البطريرك "غريغوريوس حداد " الذي أطلق عليه السوريون واللبنانيون لقب :" بطرك المسيحيين وإمام المسلمين" عام 1928 وتم تشييع جنازته من بيروت إلى دمشق فاستقبلت الحكومة السورية جثمانه على الحدود بإطلاق مئة طلقة من المدفعية تحية له وخرج في وداعه مسلمو ومسيحيو دمشق عن بكرة أبيهم .
تحيا_سوريا
من مصادر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء