الجامع الأموي (٥)
.......................................................................................
دولة المماليك
وفي عام 1260م. تحالف المغول، بقيادةكتبغا مع القوات الصليبية، واستولوا على دمشق من الأيوبيين، وقد أمر بوهيموند السادس أمير إمارة أنطاكية، بإقامة القداس الكاثوليكي في "المسجد الأموي". ومع ذلك، استطاع المماليك بقيادة قطز وبيبرس، بإسترجاع مدينة دمشق في وقت لاحق في نفس العام. وفي عام 1270، أمر بيبرس بترميمات واسعة النطاق للمسجد، لا سيما الرخام والفسيفساء والايرمينيه. ووفقا لكاتب سيرة بيبرس، ابن شداد، أن تكلفة ترميمات التي أقيمت في عهد بيبرس بلغت 20,000 ديناراً. وكان من بين أكبر الشظايا التي أضيفت للمسجد هي قطعة فسيفساء يبلغ طولها 34.5 متر وعرضها 7.3 متر، وقد أقيمت هذه الفسيفساء في الرواق الغربي وتسمى لوحة بردى.وكانت هذه القطعة من الفسيفساء التي زينت المسجد جزء من مشروع الترميم الذي شمل المسجد، وكان لها تأثير كبير في عمارة المماليك في مصروالشام.
في عام 1285م، بدأ العالم ابن تيمية بتدريس تفسير القرآن في المسجد. وفي عام 1300م، قام إلخانية المغول بقيادة محمود غازان بغزو مدينة دمشق، فقام ابن تيمية بحث مواطني دمشق على الجهاد ومقاومة الاحتلال. واستطاع المماليك بقيادة قلاوون بطردالمغول في وقت لاحق من تلك السنة.وعندما دخلت قوات قلاوون إلى مدينة، حاول المغول بإقامة عدة مجانيق في "المسجد الأموي" لكن محاولتهم باءت بالفشل. وشرع المماليك بحرق المجانيق قبل أن توضع في المسجد.
وفي الأعوام الممتدة مابين 1326-1328م، قام الوالي المملوكي في الشام، تانكيز ، بأعمال ترميم في المسجد، وأمر بإعادة تجميع لوحات الفسيفساء على جدار القبلة واستبدال كل البلاط في قاعة الصلاة بالرخام. كما قام السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون بأعمال ترميم رئيسية للمسجد في عام 1328. وقد تم هدم وإعاد بناء قبلة الجدار الغير مستقرة وتم نقل بوابة باب زيادة إلى جهة الشرقية من المسجد.وقد تضرر جزء كبير من هذه الأعمال خلال الحريق الذي أحرق المسجد في عام 1339.وقد وصف خبير الفن الإسلامي ، فينبار ب.فلوود. دورالمماليك البحرية في إعادة ترميم المسجد الأموي بالهوس، و جهودهم في صيانة واصلاح و استعادة المسجد كانت لا مثيل لها في أي فترة أخرى من حكم الإسلامي لدمشق.وقد قضى عالم الفلك العربي ابن الشاطرمعظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي من عام 1332حتى وفاته في عام 1376. وقد قيل أنه قام بتنصيب مزولة كبيرة على المئذنة الشمالية للمسجد في عام 1371.وفي عام 1392م احترقت مئذنة اليسوع خلال حريق أصاب المسجد عام 1392م .
وفي عام 1400، غزا تيمور دمشق. وأصدر أوامره بإحراق المدينة يوم 17 آذار/مارس، وقد دمر الحريق أجزاء كبيرة من المسجد الأموي. وإنهارت المئذنة الشرقية و القبة المركزية.وتم ترميهما في وقت لاحق، وتم إضافة مئذنة في جهة الجنوب الغربي من المسجد خلال عهد السلطان المملوكي قايتبايفي عام 1488م.
الدولة العثمانية
في عام 1516م، سيطر العثمانيين على دمشق بقيادة سليم الأول بعد إنتصارهم علىالمماليك في معركة مرج دابق. وحضر سليم الأول لتأدية صلاة الجمعة في الجامع الأموي .واستخدم العثمانيون نظام الوقف للمواقع الدينية كوسيلة لربط السكان المحليين مع السلطة المركزية. وكان الوقف الجامع الأموي الأكبر في المدينة، و تم توظيف 596 شخص. وخصصت أغلب الوظائف الإشرافية والكتابية للمسؤولين العثمانيين في حين تم تخصيص المكاتب الدينية في الغالب للعلماء المحليين. على الرغم من أن الأوقاف تخضع للضريبة، فقد تم إعفاء الجامع الأموي منها.وفي عام1518، قام جانبيردي الغزالي الوالي العثماني لدمشق والمشرف العام لوقف المسجد، بعمليات إصلاح وتزيين المسجد كجزء من برنامجه بإعادة إعمار مدينة دمشق.
وفي عام 1661م، تم تعيين الباحث الصوفي البارز عبد الغني النابلسي للتدريس في المسجد الأموي.
وفي عام 1893م، شب حريق أدى إلى تدمير معظم الفسيفساء والألواح الرخامية، أعيدا في وقت لاحق.وقد دمر الحريق أيضا النسيج الداخلي لقاعة الصلاة وتسبب في انهيار القبة الوسطى للمسجد. والسبب الرئيسي لهذا الحريق هو أحد العمال الذين كانوا يقومون بأعمال ترميم للمسجد، وقد كان هذا العامل يقوم بطريق الخطأ بتدخين النارجيلة. وقد قام العثمانيون بإعادة تشييد كامل المسجد، ولكن تم الحفاظ على الهيكل الأصلي بشكل كبير.
وفي عام 1899م، أعطيت معظم محتوياتقبة الخزنة إلى الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني وتم الإحتفاظ بعدد قليل من القطع في الأرشيف الوطني في دمشق"
يتبع
من ويكيبيديا
تم بناء مئذنة قايتباي في 1488 بناء على أوامر من سلطان المماليك قايتباي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء