الجامع الأموي (٦)
.......................................................................................
الانتداب الفرنسي
في عام 1929، كان أهالي دمشق يجتمعون في الجامع الأموي كل جمعة، ليقوموا بمظاهرات منددة ضد سلطات الانتداب الفرنسي، ولم يقتحم الفرنسيون الجامع طيلة وجودهم في سوريا لمعرفتهم بمكانة الجامع الأموي عند أهل الشام.
وقد خضع المسجد الأموي لترميمات كبرى خلال الانتداب الفرنسي على سوريا، واستمرت حتى عام 1963 في ظلال جمهورية السورية الأولى.
ما بعد الاستعمار
المسجد الأموي
في الثمانينات وفي أوائل التسعينات، أمر الرئيس السوري حافظ الأسد بعملية تجديد واسع النطاق للمسجد. وشملت الترميمات المئذنة الغربية للمسجد ( مئذنة قيتابي) والواجة الغربية للجامع،والجدار الشمالي للجامع المطل على ضريح صلاح الدين، كما أعيد تبليط المدخل الغربي للجامع، وتجديد الأرضيات وتبديل القواعد الحجرية التالفة للأعمدة ، وتم معالجة الخشبيات التالفة وترميم وإصلاح الصالات وإعادة إنشاء وتركيب قبة داخل صحن الجامع، إضافة لإنشاء شبكة إطفاء خاصة بالمسجد.وقد انتهت أعمال الترميم والإصلاح في سنة 1414هـ / 1994م، وتم إعادة افتتاح المسجد.
وفي عام 2001، زار البابا يوحنا بولس الثاني المسجد، لرؤية أثار مقام يوحنا المعمدان. وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها البابا بزيارة إلى مسجد.
وفي 15 مارس 2011، بدأت أول الاحتجاجات التي تتعلق بالحرب الأهلية السورية في المسجد الأموي عندما اجتمع مابين 40-50 مصلي، حيث قام المتظاهرين برفع شعارات تطالب بالديمقراطية. لكن قوات الأمن السورية قامت بقمع الاحتجاجات بسرعة، وتم تطويق المسجد خلال صلاة الجمعة لمنع ظهور مظاهرات الواسعة النطاق.
العمارة
الفناء وحرم الجامع
أرضية المسجد الأموي هي مستطيلة الشكل وهي بقياس 97 متر عرض و 156 متر طول. ويحتل الفناء الجزء الأكبر من المسجد وهو يغطي الجزء الشمالي من المسجد ، في حين يغطي حرم الجامع الجزء الجنوبي من المسجدويحيط فناء المسجد أربعة جدران خارجية. أما الأرصفة الحجرية للفناء فقد أصبحت متفاوتة بمرور الزمن بسبب الإصلاحات التي مر بها المسجد على مدار التاريخ، وقد تم تسويتها مؤخرا. أماالأروقة المحيطة بالفناء تم دعمها بأعمدة حجرية وأرصفة بشكل متناوب. ويوجد رصيف واحد بين كل عمودين. نظراً لأن الجزء الشمالي من الفناء قد دمر في زلزال وقع في عام 1759، كما أن الممرات ليست متسقة؛ ويرجع ذلك لعدم وجود الأعمدة التي كانت تدعم ذلك، عندما أعيد بناء الجدار الشمالي .
كما يوجد داخل فناء الجامع ثلاث منشئات صغيرة وهي:
قبة الخزنة
أنشئت قبة الخزنة بداية في العهد العباسيفي عام 789م، واستخدمت كخزنة لأموال الجامع، ومن ثم أصبحت مكتبة لكتب ومخطوطات الجامع النفيسة.
قبة الوضوء
أنشئت قبة الوضوء بداية في العهد العباسي،وإنهارت بعد وقوع زلزال في عام 1759م،وقد جددت في العهد العثماني بأمر من والي دمشق عثمان باشا الكرجي،وتقع في وسط الفناء وهي مجوفة مثمنة من رخام قائمة على أربعة أعمدة رخامية في وسطها أنبوب ماء من النحاس يمج الماء إلى الأعلى.
قبة الساعات
تقع في الجهة الشرقية من فناء الجامع الأموي ، ويعود تاريخها إلى العهد العثماني، أما عن تسميتها بقبة الساعات، فيعود إلى العصر العثماني الذي نقل إليها الساعات الموجودة على باب الجامع ،وجعل منها مركز التوقيت.
كما يوجد أيضاً داخل صحن الجامع عمودين ذي رأس نحاسي مزخرف كانا يستعملان للإضاءة.
و تتكون المساحة الداخلية من الحرم من ثلاثة أروقة وهي موازية لاتجاه الصلاة نحو مكة المكرمة. وتم دعم الأروقة بصفين من الأعمدة الكورنثية. وكل واحد من هذه الأروقة ينقسم إلى مستويين. ويتألف المستوى الأول من أقواس نصف دائرية كبيرة، في حين أن المستوى الثاني يتكون من أقواس مزدوجة. ويتكرر هذا النمط في أروقة الفناء. أما الأروقة الداخلية الثلاثة تتقاطع في وسط الحرم مع رواق كبير، يوازي جدار القبلة("اتجاه الصلاة") ويواجه المحراب والمنبر.وينقسم الجناح المركزي في الأروقة إلى نصفين ويتكون من أحد عشر قوس.
والحرم الشريف هو بقياس 136 متر طول و 37 متر عرض
كما يوجد أربعة محاريب على خط جدار الحرم، وأهمها محراب الصحابة الكبير الذي يقع تقريبا في وسط الجدار. ويقع محراب صحابة النبي في النصف الشرقي. ووفقا للمهندس العباسي موسى بن شاكر، تم بناء المحراب الأخير خلال مرحلة التشييد الأولى للمسجد ،وأصبح المحراب ثالث محراب متخصص في تاريخ الإسلام.وهو أقدم محراب في المسجد، حيث كان يصلي المسلمين قبل إنشاء المسجد، ويسمى أيضاً محراب المالكية. أما المحاريب الباقية فهي:
محراب الخطيب
محراب الحنفية
محراب الحنابلة
واجهة المسجد
تم تزيين الفناء والحرم الشريف للجامع الأموي بواجهة فخمة تزيد المسجد فخامة ووقاراً معروفة بواجهة الحرم، وتقع في الجهة الجنوبية من المسجد، وتطل على الفناءوالذي يضم 25 باباً خشبياً تنفتح مباشرة على الحرم.
ويعتقد المؤرخون أن واجهة الحرم كانت مماثلة للأسلوب والنمط المعماري لبقية الأروقة من حيث تناوب العضائد والأعمدة، وتم إعادة بناء الواجهة دون أعمدة بعد حريق وقع عام 1067،وحلَّ محل هذه الأعمدة عضائد يرتفع في منتصفها كتلة فخمة مازالت على وضعها الأموي الأصلي، وتتألف هذه الكتلة من ثلاثة أبواب بقناطر نصف دائرية ترتكز على عضادتين يتوسطهما عمودان، وفوق هذه الأبواب الثلاثة قوس كبير يحتوي ثلاثة نوافذ.
وقد تم وضع على جانبي هذه الكتلة برجان صغيران تعلوهما قبتان صغيرتان من الرصاص فوقهما ثلاث تفاحات وهلال من النحاس.
وفي عهد الوليد كانت هذه الواجهة بما فيها مكسوة بـالفسيفساء سقط معظمها إثر الحرائق والزلازل التي أصابت المسجد على مدار التاريخ وبقيت على حالها حتى الستينات من القرن الماضي حيث تمت عملية ترميم واستصناع الفسيفساء بإشراف وزارة الأوقاف والمديرية العامة للمتاحف وتم إكساء هذه الواجهة برسوم فسيفسائية مستوحاة من الأسلوب الأموي الأصيل.
قبة النسر
موقع القبة في المسجد الأموي
هي إحدى إنجازات الوليد بن عبد الملك وأكبر قبة في المسجد الأموي، وقد جددت هذه القبة في عهد نظام الملك وزير ملك شاهالسلجوقي في عام 1075، وقام صلاح الدين الأيوبي بتجديد ركنين منها في عام1179، وتم استبدال القبة الخشبية الأصلية وتم بناؤها من الحجر في أعقاب الحريق الذي وقع عام 1893.
وتقع القبة فوق مركز قاعة الصلاة بارتفاع 45 متر و قطرها 16 مترا،وترتكز القبة على طبقة تحتية مثمنة مع اثنين من النوافذ المقوسة على جانبيها وتم دعمها بأعمدة الممرات الداخلية المركزية.
ووصفها ابن جبير قائلا فيها:
«أعظم ما في هذا البناء قبة الرصاص المتصلة بالمحراب وسطه، سامية في الهواء عظيمة الاستدارة، ومن أي جهة استقبلت البلد ترى القبة في الهواء منيفة على كل كأنها معلقة من الجو.»
أما عن تسميتها بقبة النسر فيقول ابن جبيرفي كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم:
«يشبهها الناس بنسر طائر، كأن القبة رأسه والغارب جؤجؤه، ونصف جدار البلاط عن يمين والنصف الثاني عن شمال جناحاه»
يتبع
من ويكيبيديا
الصورة : واجهة الجامع الأموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء