pregnancy

سوريا وعودة الزمن العربي. الدكتور أحمد داوود ( 2 ) مخترعات سورية سرقها الغرب




سوريا وعودة الزمن العربي. الدكتور أحمد داوود ( 2 )
مخترعات سورية سرقها الغرب 
.......................................................................................

لقد كان السوريون رواد الحضارة الأوائل و معلميها و كان الزمن السوري القديم زمناً إعمارياً تمدينياً للعالم المحيط .
و كما نقلنا لكم في سلسلة ( إبداعات جنس الجبابرة ) أهم المنجزات العلمية العربية في مجال ( الهندسة ) و ( الطاقة ) و ( البيولوجيا ) , سنقوم في الجزء الثاني من هذه السلسلة و عنوانه ( مخترعات سورية سرقها الغرب ) بالتعرف إلى المنجزات العربية في المجالات العلمية الأخرى الصناعية و الإلكترونية و الميكانيكية ...
الحلقة الثانية :
** {{ كروية الأرض و دورانها حول الشمس }}  **
لقد عرف السوريون منذ الزمن البابلي حركة الكواكب , و رسموا الأبراج و وضعوا النظام الستيني بناء على دائرة البروج حيث الدرجة ستون دقيقة و الدقيقة ستون ثانية , و علموا أن الأرض كروية و تدور حول الشمس وبذلك درسوا ظاهرة الخسوف و الكسوف منذ أربعة آلاف عام .
و في زمن الدولة العربية الإسلامية تقول هونكة :
(قبل النابغة الألماني " كوبرنيكوس " بخمسمائة عام جاء العلامة العربي [ البيروني ] ليقول : « لم تكن الشمس هي سبب تفاوت الليل و النهار , بل إن الأرض ذاتها هي التي تدور حول نفسها , و تدور مع الكواكب و النجوم حول الشمس » ... 
أية ثورة عاطفية تلك التي أثارتها أعمال " كوبرنيكوس " لقد ثار غضب أوروبا المسيحية ضده لأنه عارض الشرائع الكنسية و ما جاء في الكتب المقدسة
 (ص 153 – 154) . و حكم عليه بالموت حرقاً . 
و تضيف هونكة :
( و من أولئك أيضاً [ البتاني ] ( 877 – 918 م ) الذائع الصيت في القرون الوسطى و عصر النهضة . و قام بإكمال النتائج التي توصل إليها بواسطة قياساته الدقيقة الصحيحة لمدد السنوات الاستوائية و القطبية المختلفة , بعد أن قام «  بقياس دوران الأرض حول الشمس بطريقتين مختلفتين » ... هذا و إن مقدمته للزيجة الصابئية الشهيرة قد ترجمت إلى اللاتينية , و علق عليها " راجيو مونتانوس ", ثم صدرت بالإضافة إلى مؤلَّف " الفرغاني " عام ( 1537) م في مدينة نورنبرغ حيث أصبحت في متناول المثقفين في بلاد الغرب . و في عام ( 1645) م . طبعت ثانية كمخطوطة مفردة في مدينة بولونيا من أعمال إيطاليا تحت العنوان اللاتيني التالي : ( كتاب محمد البتاني في علم النجوم مع قليل من الحواشي ليوحنا راجيو مونتانوس ) , و من الطبيعي جداً أن يهتم كوبرنيكوس بالمعلمين العرب , ثم بقيت مخطوطات البتاني" مع مخطوطات " ابن يونس " مرجعاً و سنداً للفرنسي ( Laplace ) في دراساته حتى 1800 م) ( ص 145 – 146 ) .
و معلوم أن الغرب الناهض مؤخراً عزا ذلك إلى ( غاليليو و كوبرنيكوس ) و شطب من الذاكرة أي ذكر للعرب في هذا الحقل ! . 

** قانون الجاذبية ** 
بات من المعروف أن كلاً من [ الكرخي ] و [ الكندي ] اكتشفا قانون الجاذبية قبل نيوتن بستمائة عام .
و قد دافع أحد السوريين عن أطروحة الدكتوراه بهذا الموضوع في جامعة السوربون منذ نصف قرن هو الدكتور " صلاح الأحمد " الأستاذ في جامعة دمشق , و دعي بــ ( قانون الكرخي – نيوتن ) .
و تقول هونكة بهذا الصدد :
( و لقد قام الكندي بإجراء قياس الزاوية بواسطة البيكار في علم الهندسة و قياس الثقل النوعي للسوائل , و أجرى التجارب حول قوانين الجاذبية و السقوط ) (ص 153 ) .
- و مع هذا بقي الغرب مصراً على إلصاق هذا الإنجاز العلمي العربي بإسحق نيوتن ! ...

** البوصلة ** 
تقول هونكة :
( من المعلوم أن الصينيين كانوا يعلمون أن الإبرة المغناطيسية تشير دوماً إلى الشمال , و لكنهم في حديثهم نفسه , لم يستدلوا على استعمال البوصلة إلا بواسطة (غيرهم ) . و لما كانت السفن التجارية ( العربية ) تصل في ذلك الوقت – أي في القرن الحادي عشر – إلى المحيط الهندي , يرجح الرأي القائل بأن هؤلاء (الغير) هم العرب بالذات . و ثمة مصادر عربية تؤكد استعمال العرب للبوصلة قبل ذلك العصر . و في عام ( 1269) م نقل " بطرس فون ماريكو " عن العرب مباشرة معلوماته عن المغناطيس , و عن كيفية استعمال البوصلة , و أدخل استعماله إلى أوروبا في رسالته ( Epistole De Maquete  )...
و بعد ذلك بخمسين عاماً أي حوالي ( 1320) م , اكتشف إيطالي من أمالفيا البوصلة كما زعموا , و هو " فلافيو غيوبا " المولود في مدينة أمالفي الإيطالية . و حقيقة الأمر إن فلافيو هذا قد عرف هذه الآلة عن طريق العرب , و تقع أمالفيا هذه إلى جانب فينيقيا ( فينيسيا , البندقية ) أولى المدن البحرية التي كان لها تجارة مزدهرة مع العرب الأصدقاء , و كان لها أيضاً مراكز تجارية في المرافئ العربية (ص 47 – 48 ) . 
- و الحقيقة أن فينيقيا ( فينيسيا , البندقية ) هي مدينة سورية منذ أن وجدت و اسمها شاهد على ذلك . و إن ( أمالفيا ) شادها السوريون و سكنوها لأول مرة . و اسمها سوري سرياني يعني الجميلة , و ليست مدينة ( الفي ) في رجال ألمع عند ( أبها و الفيوم ) في وادي النيل إلا بعضاً من مظاهر هذا الاسم السوري القديم . و الكلمة في القاموس السوري السرياني دون أداة التعريف هي (فايا) أي الجميلة ...
سنتعرف في الحلقة القادمة على مخترعات أخرى سرقها الغرب و نسبها إليه ...

لمزيد من التفاصيل :
المصدر:
موسوعة نينورتا التاريخية , الجزء الأول , قصة الخلق – الدكتور أحمد_داوود (بتصرف)
شكرا لتعليقك