pregnancy

الحرب العالمية الأولى (١٨)





الحرب العالمية الأولى (١٨) 
.......................................................................................

دول جديدة تحت منطقة الحرب :

في أواخر ربيع عام 1918 تشكلت ثلاث بلدان جديدة في جنوب القوقاز أعلنت استقلالها عن الإمبراطورية الروسية وهي:جمهورية أرمينيا الأولى (1918-1920)وجمهورية أذربيجان الديمقراطية وجمهورية جورجيا الديموقراطية.تأسست أيضًا اثنتان من الكيانات الصغيرة مثل ديكتاتورية وسط بحر قزوين والحكومة الوطنية المؤقتة لجنوب غرب القوقاز. مع انسحاب الجيوش الروسية من الجبهة القوقازية في شتاء 1917-1918 استعدت الجمهوريات الكبرى للقتال بعد تقدم الجيوش العثمانية الذي بدأ في الأشهر الأولى من عام 1918. واستمر هذا التضامن لفترة وجيزة بعد إنشاء الجمهورية الترانسقوقازية الديمقراطية الإتحادية في ربيع 1918 ولكنه إنهار تمامًا في شهر مايو بعد تلقي الجورجيون الحماية من ألمانيا وإبرام أذربيجان معاهدة كانت أقرب إلى تحالف عسكري مع الدولة العثمانية. وتُركت أرمينيا وحدها تكافح لمدة خمسة أشهر ضد تهديد الاحتلال الكامل على يد العثمانيين.

**انتصار الحلفاء: صيف 19

* هجوم المائة يوم :
=============

بدأ الهجوم المضاد للحلفاء في 8 أغسطس 1918 ووقعت معركة أميان، وقد شاركت أكثر من 400 دبابة و120,000 من قوات الدومينيون واالبريطانية والقوات الفرنسية. وبحلول نهاية اليوم الأول تشكلت فجوة كبيرة مقدارها 15 ميل (24 كم) في الخطوط الألمانية أثناء هذه المعركة، وقد تسبب ذلك في ضعف الروح المعنوية للمدافعين مما جعل الجنرال الألماني إريك لودندورف يقول عن هذا اليوم بأنه "يوم أسود للجيش الألماني".وكان لوندروف على حافة الإنهيار والبكاء مما جعل موظفيه القلقين باستدعاء طبيب نفسي له. بعد تقدم الألمان 14 ميلًا (23 كم) إزدادت شدة المقاومة الألمانية وانتهت المعركة في 12 أغسطس.

بدلًا من الاستمرار في معركة أميان الناجحة، تحول انتباه الحلفاء لمكان آخر، فقد أدرك الآن قادة التحالف أن مواصلة الهجوم ضد المقاومة هو مضيعة لحياة الجنود، وأنه من الأفضل التقدم نحو خطوط العدو. عندها بدأوا في شن هجمات سريعة للإستفادة من التقدم الناجح على الجناحين (جناح الجيش) ومن ثم إجبارهم على الفرار عندما يفقدون الدافع في مواصلة القتال عند كل هجوم.

أطلقت قوات الدومينيون والقوات االبريطانية المرحلة التالية من الحملة ومنها وقعت معركة ألبرت في 21 أغسطس وقد اتسع الهجوم بعد انضمام القوات الفرنسيةفي 26 أغسطس وفي شمال سوم زادت القوات البريطانية الهجوم لـ سبعة أميال أُخرى (11 كم) ومنه وقعت معركة أراس الثانية التي تضمنت معركة سكارب وفي 2 سبتمبر وقعت معركة خط دروكورت كيويانت. وفي الأيام التالية زادت القوات البريطانية عدد جنودها. خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس كان الضغط على العدو قويَّا على الجبهة بطول 70 ميل (113 كم). وفقًا للحسابات الألمانية، فقد كان كل يوم يُقضى في قتال دامٍ بين الجنود وهذا لم يحدث مع أي عدو مضى، وليالٍ مرت دون نوم عند خطوط القتال."

في مواجهة هذه التطورات أصدرت القيادة العامة الألمانية الأوامر للانسحاب إلى خط هيندينبيرغ في الجنوب. وتنازلوا عن الجبهة دون قتال. ووفقًا لوندورف «كان علينا أن نقر بضرورة الانسحاب من الجبهة بأكملها من نهر سكارب إلى نهر فييل».

في سبتمبر استطاع الحلفاء التقدم إلى شمال ووسط خط هيندينبيرغ. واصل الألمان القتال القوي وأطلقوا العديد من الهجمات المضادة على المواقع التي خسرها، وقد نجح في معارك قليلة وهناك من ربحها لفترة معينة قبل أن يستولي عليها الحلفاء، وسقطت المدن المتنازع عليها والقرى والمرتفعات والخنادق والبؤر الإستيطانية من خط هيندينبيرغ في أيدي الحلفاء. في 24 سبتمبر جاء هجوم شنته القوات البريطانية والفرنسية على بعد 2 ميل (3.2 كم) من سانت كوينتين. وعاد الألمان إلى خط هيندينبيرغ. فيما يقرب أربعة أسابيع من بدء القتال من 8 أغسطس تم أخذ أكثر من 100,000 سجين ألماني، 75,000 أخذتهم قوة المشاة البريطانية أما البقية فقد أخذتهم القوات الفرنسية.

في 28 سبتمبر أطلقت القوات الأمريكية والفرنسية هجومًا نهائيَّاً على خط هيندينبيرغ في معركة غابة أرجون، وفي الأسبوع التالي تعاونت الوحدات الأمريكية والفرنسية في التغلغل إلى مقاطعة شامبانيا الفرنسية وبدأتمعركة بلانك مونت ريدج مُجبرين الألمان التراجع نحو حدود بلجيكا. في 8 أكتوبر استطاع الفيلق الكندي والجيش البريطاني الأول والثاني اختراق خط هيندنبيرغ ووقعت معركة كامبري الثانية.

في 29 سبتمبر هاجمت قوى المركز وسط خط هيندينبيرغ، هاجم الجيش البريطاني الرابع بقيادة فيلق الأسترالية قوات العدو فيمعركة مونت سانت كوينتين بينما هاجمت القوات الفرنسية حصون العدو خارج سانت كوينتين (في أثناء معركة سانت كوينتين كانال. في 5 أكتوبر استطاع الحلفاء كسر كافة دفاعات العدو في الجبهة 19 ميل (31 كم) على طول خط هيندينبيرغ).

عندما وقَّعت بلغاريا هدنة منفصلة في 29 سبتمبر كان إريك لودندورف تحت ضغط كبير لعدة أشهر وعلى وشك الإنهيار، فقد كان من الواضح أن ألمانيا لم تعد قادرة على شن دفاع ناجح.

في تلك الأثناء انتشر خبر الهزيمة العسكرية لألمانيا في جميع أنحاء القوات المسلحة الألمانية. وانتشر التمرد بينهم. الأدميرال راينهارد شير وإريك لودندورف قررا إطلاق المحاولة الأخيرة لإستعادة "شجاعة" البحرية الألمانية، وهما على معرفة بأن الأميرماكسيميليان سيعترض على هذا قرَّر لوندروف عدم إطلاعه على هذا القرار. ومع ذلك فقد وصلت جملة "إعتداء وشيك" للبحارة في كيل. رفض العديد منهم أن يكون جزءًا من هجوم البحرية الألمانية واعتقدوا أن هذا انتحارًا لذا تمردوا ولكن ألقي القبض عليهم. بعدها قال لوندروف بأن اللوم يقع عليه في اتخاذ هذا القرار، ففصله القيصر عن منصبه في 26 أكتوبر. في إنهيار البلقان يعني أن ألمانيا كانت على وشك أن تفقد الإمدادات الرئيسية من النفط والمواد الغذائية. خاصًة وأنها استخدمت كافة احتياطها حتى مع استمرار وصول القوات الأمريكية في معدل 10,000 جندي لكل يوم. زودت الولايات المتحدة الحلفاء أكثر من 80٪ من النفط خلال الحرب وهذا يعني أنه لايوجد نقص في الإمدادات يمكن أن يؤثر على جهود الحلفاء.

مع تداعي العسكرية الألمانية وفقدان الثقة في القيصر تقدم الألمان لطلب السلام. الأميرماكسيميليان تولى مسئولية الحكومة الجديدة كمستشار ألمانيا للتفاوض مع الحلفاء. بدأت المفاوضات مع الرئيس الأمريكي ويلسون في الحال على أمل أنه سيقدم لألمانيا شروطًا أفضل من البريطانيين والفرنسيين. طالب ويلسون بالملكية الدستورية والرقابة البرلمانية على الجيش الألماني.في يوم 9 نوفمبر أعلن مستشار الحزب الديمقراطي الإجتماعي الألماني فيليب شايدمان أن ألمانيا ستصبح جمهورية ومع ذلك فلم تكن هناك أية مقاومة لهذا القرار. أزيلت جميع السلطات الممنوحة والتحكم في أمور الدولة التي كانت تحت إمرة القيصر والملوك وكل من له هذه السلطة بالوراثة. وبذلك انتهت إمبراطورية ألمانيا وظهرت ألمانيا جديدة: جمهورية فايمار.

يتبع.........ويكيبيديا

الصورة :

باول فون هيندنبرغ قائد عسكري وسياسي ألماني كان رئيس ألمانيا. حارب في الحرب النمساوية البروسية عام 1866. وكذلك في الحرب الفرنسية البروسية. وارتقى بعدها سلم الرتب العسكرية، ثم تقاعد عام1911.و لكنها لم تكن سوى البداية.فقد عين بعد ثلاث سنوات في قيادة القوى الألمانية في شرق بروسيا، فتغلب على الروس في معركة تاننبرغ
شكرا لتعليقك