pregnancy

الأمراض النفسية والطب النفسي... ا. وليد حيدر




الأمراض النفسية والطب النفسي
........................................................ ... 

- من المعروف أن الإنسان يتألف من جسم ونفس، ومثلما يمرض الجسم بأمراض مختلفة فإن النفس كذلك تمرض بأمراض نفسية مختلفة. 
- وهذه الأمراض النفسية تتفاوت في خطورتها فمنها :
1- الاعتلالات النفسية البسيطة :
كالتصرفات الشاذة والانفعالات الشديدة المفاجئة لأسباب تافهة، وعدم الاستجابة لتحديات الحياة بصورة ناجحة، والقلق أو التهور أو العدوانية أو عدم القدرة على التكيف مع الذات أو المجتمع. ....وهذا النوع من الانحرافات النفسية لاتمنع الشخص إلى حد ما من أن يعيش حياة عادية. 
2- الأمراض النفسية ( العصاب ):
ويتميز المريض بأنه يشعر بمرضه ويحاول في بعض الأحيان التخلص منه إما بالإيحاء الذاتي أو بالذهاب إلى العيادات النفسية، وأهم هذه الأمراض الهستيريا وحالات الإنهاك العصبي والمخاوف المرضية، والأفعال القهرية. وهذه الحالات المرضية قابلة للعلاج. 
3- الأمراض العقلية (الذهان ):
وصاحبها لايرى في نفسه شذوذا ولايشعر بذلك، ويصبح في حالة يفقد معها قدرة الحكم على تصرفاته بالخطأ والصواب، كما يفقد القدرة على نقد سلوكه فقدانا تاما كجنون الاضطهاد ( البارانوايا )و الفصام ( الشيزوفرينيا) ،وهذه الحالات صعبة الشفاء إذا لم تلاحظ في بدء تكونها. 
وقد وجد علماء النفس المحدثين أن هذه الأمراض النفسية لاتعود لأسباب جسمية إنما تعود إلى أسباب نفسية واجتماعية وأسرية كوقوع الفرد ضمن شبكات من العلاقات المحبطة للنمو السليم للشخصية أو بسبب تراكم مشكلات لم يستطيع الفرد حلها ولم يجد من يساعده على حلها. 
ومن المؤسف نجد أن كثير من ذوي هذه الحالات يأخذون مريضهم إلى عيادات الطب النفسي العصبي، وغالبا فإن الطبيب النفسي يلجأ إلى معالجة المريض النفسي بإعطائه أدوية ذات محتوى كيميائي قد تهدئ من اندفاعات المريض وتكبح إنفعالاته الشديدة لكنها في واقع الحال هي أدوية مضرة على المدى البعيد لأن الطبيب النفسي يعالج الأمراض النفسية وكأنها أمراض جسمية، ولذلك نشاهد أن المريض إضافة لإدمانه على هذه الأدوية فإن حالته النفسية والجسمية تسير من سئ إلى أسوأ، ولذلك عمدت العديد من الدول المتقدمة إلى إغلاق مثل هذه العيادات واستبدال العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي الذي ينظر إلى حالة المريض النفسية والاجتماعية والأسرية والعمل على خلق بيئة اجتماعية مناسبة تستبعد كل العوامل التي كانت سببا في نشوء مرضه النفسي. 
أ. وليد حيدر 





 

شكرا لتعليقك