( 6 ) يونيو ( 1799) ... ولادة الشاعر الروسي [ بوشكين ]
.......................................................................................
" ألكسندر بوشكين " أمير شعراء روسيا و كاتب روائي و مسرحي، نشأ في أسرة من النبلاء كانت تعيش حياة الترف. كان والده شاعرًا بارزًا فساهم ذلك على إنماء موهبته الشعرية.
ترجع جذوره إلى « أصول حبشية » ، والدته كانت حفيدة " إبراهيم جانيبال " ضابط أفريقي ضمن قوات القيصر, فورث بعض الملامح الإفريقية، حيث امتلك شعرا أجعد، وشفتين غليظتين.
يعد من أعظم الشعراء الروس في القرن التاسع عشر ، ولقب بأمير الشعراء. و دراسة هذا الشاعر تدفع إلى دراسة الأدب الروسي جملة، ومعرفة مراحل القيصرية الروسية ، وكذلك معرفة الحوادث التاريخية التي وقعت في النصف الأول من القرن التاسع عشر. سميت فترة إنتاجه " بالعصر الذهبي للشعر الروسي "، وهو عصر التقارب بين الأدب الروسي من جهة والآداب العربية والشرقية من جهة أخرى.
عرف أيضا عصره بالاستبداد الاجتماعي. حيث كانت السلطات مركزة بين القيصر والنبلاء.
كان بوشكين بإنتاجه الشعري يعبر عن انحلال وسطه، ويطالب بحرية الشعب، بوصفه المرجع الأول والأخير للسلطة، وكان أول من دعا إلى الحد من سيادة النبلاء في روسيا، وكان ناقما على مجتمعه مطالبًا بتقييد الحكم القيصري وإعلاء شأن النظام الديمقراطي بين الناس.
وبالرغم من أن بوشكين لم يعش أكثر من ( 38 ) عامًا من جراء نقمته على أحد اصدقاء زوجته وانتهى الامر بالمبارزة وفي الساعة التي اتفقا فيها على المبارزة اطلق النار عليه مرتين فأصاب الشاعر بأصابات خطيرة فقضى نحبه، و ترك الكثير من الآثار الأدبية؛ لدرجة أن قراءه يشعرون أنه قد عمَّر كثيرًا.
كانت سنوات النفي فرصة رائعة ليطلع بوشكين على ثقافة المسلمين وحضارتهم في القوقاز. شاهد الشاعر المسلمين وعاش بين جنباتهم وجالسهم ورآهم كيف يصلون وقرأ القرآن الكريم وأصغى إليه مرتلاً، وتعرف على سيرة النبي محمد. وقد أثّر كل ذلك عليه فكتب قصائد ( أسير القوقاز ) ( رسلان ولودميلا ) ( قبسات من القرآن ) ( الرسول ) ( ليلى العربية ) ( محاكاة العربي ).
كانت كل هذه المؤلفات تشير إلى إعجاب الشاعر " بالإسلام ونبي الإسلام "، وتدل على احترامه الكبير للثقافة الإسلامية.
اعتبر الشاعر بوشكين العرب والمسلمين أمة ذات تراث عريق وأخلاق نبيلة. يتناول الشاعر في قصيدة الرسول قصة نزول الوحي على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد أرفقها بمجموعة من القصائد المشفرة دلالة على تحديه للكنيسة الأرثوذكسية المتشددة.
يقول في هذه القصيدة عن ترجمة للدكتور شهاب غانم :
" مهموماً بالظمأ الروحي كنت أجر خطاي في برية غير ذات زرع عندما ظهر لي في مفترق الطريق ملاك ذو أجنحة ستة وبأصابع من نور، في مثل الحلم، لمس حدقتي عيني، فاتسعت الحدقتان النبويتان، كما لو كانتا لنسر مذعور"
وفي قصيدة ليلى العربية يقول :
تركتني ليلى مساء أمس دون اكتراث
قلت : توقفي، إلى أين ؟
فعارضتني : لقد شاب شعر رأسك
قلت : للمتهكمة المتعالية ، لكل أوانه !
فالذي كان مسكاً حالكاً، صار الآن كافوراً لكن ليلى سخرت من الحديث الفاشل .
وقالت : أنت تعلم أن المسك حلو لحديثي الزواج أما الكافور فيلزم النعوش.
في قصيدة إسطنبول ينتقد الشاعر انسلاخها وبعدها عن الإسلام فيقول :
تخلت إسطنبول عن الرسول إذ حجب عنها الغرب الماكر حقيقة الشرق الأزلية وتركت إسطنبول الصلاة والسيف في سعيها إلى التسلية والترفيه ونسيت إسطنبول عرق القتال وتعودت على شرب الخمور في أوقات الصلاة.
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء