pregnancy

( 7 ) حزيران (1981) ... قصف [ مفاعل تموز العراقي ]





( 7 ) حزيران (1981) ... قصف [  مفاعل تموز العراقي  ]
....................................................................................
 الذكرى ( 38 ) لقصف مفاعل تموز العراقي..او مايسمى بعملية أوبرا
"عملية أوبرا" « ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مفاعل "تموز1"  النووي في العراق عام (1981) »، اشتركت فيها ثماني طائرات دمرت المفاعل تدميرا كاملا في أول هجوم ضد منشأة نووية بالعالم . وقد بررت إسرائيل هجومها بإحباط محاولة العراق استغلال هذا المفاعل لإنتاج أسلحة نووية يستخدمها ضدها.

حاول العراق منذ ستينيات القرن العشرين الدخول رسميا في النادي النووي السلمي وربما العسكري عبر برنامج نووي طموح، استغل فيه - لا سيما منذ بداية السبعينيات - طاقات كتلة كبيرة من العلماء التقنيين كانت حصيلة عقود من التطور التكنولوجي والعلمي في البلاد ، وخاصة مع اكتمال تأميم ثروته النفطية عام ( 1975).

فقد أسس العراق { منظمة الطاقة الذرية العراقية } التي تولت بناء " مركز الأبحاث النووية " ومع نهاية الستينيات أكمل خبراء من الاتحاد السوفياتي عملهم في تشييد مفاعل للأبحاث النووية السلمية بقدرة ( 2 ) ميغاواط قرب منطقة ( الزعفرانية ) جنوبي بغداد.

وبلغ عدد العاملين في البرنامج النووي العراقي نحو ( 1500) شخص ما بين عالم ومهندس وتقني وإداري ، وساهم فيه علماء كبار في مجال الذرة كان في طليعتهم العالم المصري [ يحيى المشد ] الذي يُعتقد أن الموساد الإسرائيلي اغتاله ( 1980) لدوره الكبير في هذا البرنامج الذي لم تعرقله شراسة الحرب العراقية الإيرانية.

وفي عام ( 1976) قام وفد من العلماء النوويين العراقيين برئاسة " عبد الرزاق الهاشمي " وعضوية " جعفر ضياء وحسين الشهرستاني " و " همام عبد الخالق " بزيارة فرنسا لإكمال ترتيبات استقدام مفاعلين نوويين أطلق عليهما اسميْ " تموز1 " ( يسمى أيضا "مفاعل أوزيراك" و"مشروع 17 تموز" ) بقدرة ( 40 ) ميغا واط، و" تموز2 " بقدرة ( 1/2 ) ميغا واط.

أقيم المفاعلان في منطقة التويثة ( 17 كلم جنوب بغداد ) وبُني حولهما ساتر ترابي ضخم محمي بامتداد نحو ( 15)  كلم مع ارتفاع ( 25 ) م عن الأرض ، وتمت تقويته بشباك حديدي وجُعل له نفقان سريان ، وأجريت ترتيبات لحمايته في حالة حدوث فيضان مدمر.

كما تم إرسال فريق من العلماء والمهندسين لتدريبهم في مركز "ساكلاي" الفرنسي على تشغيل المفاعلين ، وعُين المهندس العراقي { مهدي غالي العبيدي } رئيسا لفريق معني بعملية "الطرد المركزي" كخيار في برامج تخصيب اليورانيوم للأغراض العسكرية.

لكن الفرنسيين أدخلوا تبديلا مفاجئا في العمل يتعلق نوع الوقود النووي المنوي استعماله في المفاعلين ، فبدلا من وقود نووي ذي قدرة عالية بحدود ( 80% ) استخدموا نوعا منه يسمى " الكراميل " وهو ذو قدرة لا تتجاوز ( 18% ). وقد صمم الفرنسيون هذا النوع من الوقود حتى لا يكون بمقدور العراق استخدام الوقود الأصلي لإنتاج سلاح نووي .

في عام ( 1981) أعيد انتخاب "مناحيم بيغن" رئيسا لحكومة إسرائيل فاتخذ قرارا بقصف المفاعل النووي العراقي ، مبررا ذلك بأن "مفاعل " تموز1" كان "على وشك أن يعمل" ولا بد من إحباط محاولة بغداد استخدام هذه المفاعلات لإنتاج أسلحة نووية تستخدم ضد بلاده، التي تمكنت من إنتاج نحو ( 200 )  قنبلة نووية من مفاعلها الفرنسي الأصل ( مفاعل ديمونا ) خلال ثلاثة عقود .

ويفيد قائد سلاح الجو الإسرائيلي خلال عملية قصف المفاعل العراقي الجنرال " ديفد عبري " بأن الحديث عن التهديد النووي العراقي بدأ عام ( 1976) لكن لم يُتخذ قرار إسرائيلي للتخلص منه إلا عام (1981)، وذلك بعد استكمال معلومات أمنية واستخبارية وصلت من داخل العراق عن المفاعل والمراحل التكنولوجية التي وصل إليها، عبر تجنيد عملاء بعضهم خبراء أجانب عملوا في المفاعل العراقي .

وحسب فيلم وثاقي عرضه التلفزيون الإسرائيلي العام للمرة الأولى مساء يوم ( 18 أبريل/نيسان 2007 ) وتضمن صورا التقطها الطيران الإسرائيلي خلال الغارة التي شنت على المفاعل ؛ فإن أجهزة المخابرات في الجيش الإسرائيلي هي التي أشرفت على تنفيذ هذه الغارة.

أطلِق على العملية بداية اسم { " تلة الذخيرة " } ثم غُير إلى { "عملية أوبرا" } واتخِذت الاحتياطات اللازمة لتنفيذها بنجاح، ومن ذلك ضمان عدم وجود حاجة إلى التزود بالوقود في الجو ، لأن الأميركان رفضوا في حينه منح الإسرائيليين هذه الميزة التي نالوها بعد ذلك عام ' 1982).

وأفاد الفيلم بأن الجيش الإسرائيلي استخدم في الغارة ثماني طائرات من طراز ( "أف 16" ) أميركية الصنع كانت واشنطن تنوي تسليمها لشاه إيران " رضا بهلوي " ولكن بعد الثورة الإيرانية بزعامة " الخميني " أعطتها لإسرائيل ، وكان من المفترض  ألا تتسلمها إلا في عام ( 1982).

وكشف الفيلم كيف تدربت مجموعة الطيارين الثمانية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض خصوصا فوق قبرص والبحر الأحمر. وقد أخِذت جميع المخاطر في الاعتبار خلال الغارة على المفاعل ، وخاصة ما يتعلق بالأعطال واحتياطي المحروقات والنيران الأرضية المضادة والأخطاء الملاحية.

وبالإجمال فقد شارك ( 230 ) شخصا في هذه العملية، وحث رئيس الأركان الإسرائيلي حينها الجنرال ( رافاييل إيتان ) الذي كان يخشى حصول تسريب لأخبار العملية - رئيس الوزراء بيغن على إعطاء الأمر للبدء في التنفيذ ، ثم خاطب الطيارين المكلفين  بالهجوم قائلا : " إذا وقعتم في الأسر فقولوا كل ما تعرفونه .. أنتم تعتقدون أنكم تعرفون الكثير ولكنكم لا تعرفون شيئا ".

وفي يوم ( 7 يونيو/ حزيران 1981 ) وقبل يوم واحد من افتتاح المفاعل رسميا من قبل الفرنسيين ؛ أقلعت الطائرات الثماني من إيلات على البحر الأحمر وحلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية والعراق كي لا يتم رصدها.

وحين صارت الطائرات فوق موقع المفاعل العراقي الرئيسي " تموز1 " ألقت عليه القنبلة الأولى التي كانت بزنة ( 900 ) كلغ، ومرت ( 50 ) ثانية قبل إلقاء بقية القنابل مما أدى إلى انهيار المفاعل بالكامل. أما مفاعل " تموز2 " فلم يتعرض للقصف لكونه منشأة صغيرة تستخدم مفاعلا تجريبيا للمفاعل الكبير .

أثارت العملية - التي وُصفت بأنها أول هجوم ضد منشأة نووية بالعالم والأكثر خطورة في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي - انتقادات

منقول
شكرا لتعليقك