pregnancy

من قتل شكري بلعيد ..في ذكرى اغتياله





من قتل شكرى بلعيد ؟
من يحاول ان يقتل احلامنا ؟
.......................................................................................

كان شكرى بلعيد المناضل التونسى فى طليعة الثائرين على حكم زين العابدين بن على فى بداية ثورات الربيع العربى التى انطلقت شرارتها الاولى من تونس ولكنه فى النهاية كان ضحية لهذه الثورة فقد تم اغتياله بعد مرور عامين من احداثها .. لم يكن اغتياله مجرد اغتيال لشخصه ولكنه كان فى الواقع محاولة اغتيال لاحلام شعب باكمله 
فى ثورة الشعب التونسى كان حلمنا كبير .. لقد حلمنا كما لم نحلم من قبل بأن نغير تونس الحبيبة ونعيد بناء مؤسسات الدولة الحديثة ..  تونس الحرية والعدالة الاجتماعية ..  والتففنا حول مناضلين من ابناء تونس ممن دفعوا الغالي والثمين من أجل هذا اليوم العظيم

ولكن صحونا من الحلم على كابوس فقد كان تنظيم الاخوان  يتربص بالتورة لكى يسرقوها بالاكراه ويسرقوا معها احلام هذا الشعب العظيم

وخرج الحقوقيون يحمون ثورتنا وكان صوت العملاق أسد الأسود شكري بلعيد المحامى يهتف ويزلزل الشوارع وكنا وراءه... ولكن هيهات .. سرقوا الثورة .. ازاحونا من الصفوف الأولى و كشروا عن انيابهم  اغتالوا احلامنا وحطموا امالنا واستولوا على تونس 

ولم يتراجع شكرى بلعيد .. فقد فضحهم في كل المنابر وكشف حقيقتهم وأنهم تجار الدين وأنهم يريدون الرجوع إلى الوراء الي عصر العنف والاستبداد .. عصر الظلمات.
في آخر حوار أجراه شكري بلعيد على قناة “نسمة”، قبل اغتياله خصص آخر كلماته للتحذير من حزب النهضة والسلفية الجهادية، واعتبرهم أعداء للذكاء وناشرين للظلامية في تونس، وهاجم رجعيتهم وأفكارهم القائمة على الإقصاء

وقال ان الذي حدث من إحراق واعتداء علي قناة تليفزيون نسمة في تونس لا ينفصل عما حصل من معارك جوهرية سابقة بل هو مواصلة لصراع  تاريخي بين قوى النور وقوى الظلام .. بين دعاة الحداثة ودعاة الرجعية .. انه امتداد للصراع الذى خاضه ابو قاسم الشابي فى تونس والصراع الذي خاضه طه حسين في مصر .. ماساتنا معهم امتداد لماساة الحلاج ومعارك المعتزلة 

كان هذا هو محور اخر حديث تليفزيونى له وكانت النتيجة ان جاء ردهم  قاسيا وعنيفا ودمويا فاغتالوه بكل وحشية وكان اغتياله دليلا على بريريتهم ودليلا على انهم لا يواجهون الكلمة بالكلمة ولكن يواجهون الكلمة بالرصاص وكان اغتياله ايضا دليلا على ان تنظيمات الاخوان التى تظهر السلمية فى العلن تمتلك اجهزة سرية لتنفيذ الاغتيال لمن يعارضوها .

وقد خرجت الجماهير بمئات الالاف لتودع الشهيد المناضل البطل .. وكان فى خروجها بهذه الاعداد الكبيرة رسالة لمن اغتالوه  .. انه لو نجحتم فى اغتيال شخص فلن تنجحوا ابدا فى اغتيال احلام شعب تونس العظيم.

نجوى عبد الرحمان
تونس
شكرا لتعليقك