pregnancy

ملاحظات حول لغة سوريا القديمة ..بقلم الاستاذ علي حسين الحموي






ملاحظات حول لغة سوريا القديمة 
.......................................................................................

نظرية اللغات السامية نظرية تتناول التاريخ بطريقة مقلوبة فتجعل من الأصل فرع ومن الفرع أصل 
وهي نظرية صهيونية بامتياز هدفها عبرنة (جعله عبرانيا) كل التاريخ القديم للمشرق الآرامي العربي
بدليل استخدام السامية بطريقة شبه مرادفة لليهودية  (العداء للسامية)
وأدلة أخرى منها ادعاء أن حضارة ايبلا حضارة عبرانية مع أنها أقدم من العبرانيين بمئات السنين 
من هنا يجب التنبه إلى عدة نقاط وهي : 
- اللغة الآشورية هي لغة سريانية ولا توجد لغة اشورية؛ تماما كما نقول اليوم لا توجد لغة مصرية ولكن توجد لهجة مصرية 
- اللغة العبرية القديمة تختلف عن اللغة العبرية الحديثة وقد ابتكرها لغوي اسمه اليعيزر بن يهوذا في عشرينات القرن المنصرم واشتقها من العبرية القديمة ومن الآرامية القديمة ومن الآرامية الحديثة (السريانية) ومن اللغة العربية نفسها 
- اللهجة العبرية القديمة هي اللهجة الصحراوية للسريانية والفرق بينها وبين السريانية كالفرق بين لهجة البدوي ولهجة أهل المدن العربية الشامية 
- اللهجة الكنعانية هي اللهجة الفينيقية نفسها والاسم الكنعاني هو الاسم الأصيل؛ والفينيقي هو اسم تجاري ارتبط بتجارة صبغة الأرجوان 
- انتشرت اللغة الآرامية على نطاق واسع جدا لدرجة أن العالم الآرامي كان يقارب ضعف العالم العربي اليوم من حيث المساحة فمساحة العالم الآرامي تساوي مساحة العالم العربي تقريبا مضافا عليه فارس وأرض تركيا اليوم ومنطقة البلقان 
- في الفترة الآرامية تكلمت مصر وليبيا والنوبة اللغة الآرامية بلهجات متعددة
- تباعد اللهجات أمر ليس بسيطا فعلى سبيل المثال في زمننا الحالي قد يصعب على الشامي فهم كل ما يتحدث به التونسي أو الجزائري مع أنهما يتكلمان نفس اللغة وهي العربية 
وكذلك الأمر يصعب على سريان مدينة الرها (نصيبين في تركيا حاليا) فهم ماذا يتحدث أهل معلولا بسبب تباعد اللهجات ولكن هذا لا يعني أنهم يتحدثون لغتين مختلفتين
- إن اللهجات السائدة في العصور القديمة كانت متشابهة جدا ولا تمثل لغات منفصلة وهي اللغة الآرامية الشرقية (السريانية) واللغة الآرامية الغربية  (الكنعانية) واللغة العربية العرباء (اللغة العربية الفصحى)
والارجح أنها تعود إلى لغة واحدة هي اللغة العربية السورية .

إن حضارتنا واحدة وهويتنا واحدة وهي الحضارة السورية الآرامية العربية؛ ومهما حاول الغاصبون التشويش على حقيقة وجودنا وثقافتنا العريقة فإن وعينا قادر على إلحاق الفشل بهذه المساعي المشبوهة.

علي حسين الحموي
شكرا لتعليقك