سورية رئة للعالم
......................................................................................
سورية لم ولن تكون في مهب الريح ، لانها رئة العالم ، وأرض الحضارات والمقدسات ،
ان تبددت ، تبدد العالم ، نحن في مرحلة تحول عالمي نعيش بين عصرين ، عصر يحزم حقائبه يهم الرحيل ، وعصر شفق انساني في طور الولادة والانبثاق والتبلور ،
عصر إنساني جديد قادم يرفض هيمنة أي مكون على مكونات المجتمع الاخرى ، ولكنه يرفض بالآن ذاته اضطهاد او تحييد او اقصاء او تهميش أي مكون من مكونات مجتمعنا السوري الذي يمثل فسيفساء الشرق التاريخي الحضاري الاصيل ،
حقآ أجزم ان شعبنا السوري بعربه وأكراده وسريانييه وجميع مكوناته الطائفية بصرف النظر عن التطورات والمستجدات الامنية المؤقتة ،،، بدأ يعيش ثورة وعي فكرية كونية أخذت تتجاوز البعد الوطني و القومي والديني والعشائري لاول مرة في تاريخه على الاطلاق ، بسبب نضوج شروطها الكونية الموضوعية ، في أذهانه ،
اذ أخذ المثقف السوري يتطرق الى جميع الملفات والمسائل الفكرية الكونية المستعصية السياسية والقومية والتاريخية والاقتصادية والامنية والجيوسياسية [ التحالفات الجديدة ] والاخلاقية [ الفساد ] والقانونية التي عجز العالم عن حلها بآن معآ ، وأخذ يزيح عنها غبار السنين ويميط اللثام عنها ، ويتناول المسكوت عنه ، بامعان ، وتعمق شيئآ فشيئآ ،،،،،
فالاقدار شاءت ان نجد انفسنا كسوريين وجها لوجه أمام العالم باسره ، وان نكون مطالبين بمواجهة جميع هذه الملفات والقضايا دفعة واحدة وبالتالي ان نعي انه ثمة علاقة جدلية عضوية فيما بينها
وان نعي ان قضية العالم هي قضيتنا ، لان العالم اكد لنا ان القضية السورية هي قضية عالمية ، بمعنى ان العالم فرض علينا وعيا لم يكن في ادمغتنا كما يجب ، بانه ثمة علاقة جدلية عميقة بين سورية والعالم ، فلكي يكون العالم بخير
يجب ان تكون سورية بخير ، ،والعكس صحيح ، لكي تكون سورية بخير يجب ان يكون العالم بخير ، وهذا يعني بالضرورة ان يكون هناك حوار سوري مع العالم ، وحوار عالمي مع السوريين ، هذا هو سر تعدد المؤتمرات والمنصات والتحالفات التي تخص الشان السوري ، مما يحتم على السوريين انتاج عقل جمعي للرد على التحدي الذي شكلته أسئلة العالم ورمي الكرة الى ملعبه من جديد ،
نعم ان جوهر القرار الاممي 2254 ينص على هذه الحقيقة التي تسطع بين سطوره بصورة يستحيل معها إخفاءها او حجبها عن العقل والمنطق والادراك السليم *****
لقد توفرت الحرية غير المشروطة وغير المقيدة وغير الموجهة للتعامل مع هذا العالم ، وفرضت نفسها بالضرورة على أدمغة المثقف السوري ، وغدت انعكاسا امينا لضرورة تعامل الانسان السوري القسري مع العالم كله بجهاته الاربع للدفاع عن وجوده وهويته وكينونته وارادته وكرامته الانسانية ، تلك الحرية التي تعتبر الشرط الضروري الموضوعي الذي يجب توفره في أية ثورة فكرية انسانية شاملة على الاطلاق ، هذه الثورة الفكرية التي وصفها الرئيس الاسد بالمعركة التي تمثل التحدي الاكبر أمام السوريين ، بعد ثمانية أعوام حرب كونية تجري على ارض سورية أم الحضارات .
أ.صبري حيدر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء