pregnancy

خاطرة اليوم في السياسة ..بقلم الأستاذ غسان دلل






خاطرة اليوم..في السياسة
.......................................................................................

لم يحدث في تاريخ البشرية المعروف أن سيطرت  دولة أو امبراطورية ما على مقدرات الشعوب ومصائرها..قدر سيطرة وتحكم الإمبراطورية الأمريكية بذلك،لا لأنها تملك أقوي قوة ضاربة في العالم ولا لأن اقتصادها هو الأول ولا لأنها ربما الاكثر تقدما في العالم أو الأغنى في العالم وإنما لسبب أبسط بكثير وإنما متشابك واعقد أيضاً بكثير.. وأقصد به تمكنها من سابقة في التاريخ ،لم تسبقها إليها دولة أو امبراطورية أخرى من قبل ألا وهي..
السيطرة على المال ووسائل إنتاجه،ونقله ما بين الدول والافراد والأدهى إجبار الاصدقاء والأعداء في العمل على حماية الدولار إن كانوا دولا أو أفراد..سواء عن طريق شرائه والاحتفاظ به كاحتياطي لنقدها أو للاحتفاظ به كمدخرات ،خاصة للأغنياء والأثرياء..فالدول الكبرى والأثرياء يسعون لحمايته حين يسقط أو ينهار..
سواء كانوا أعداء أو أصدقاء..وهذا ما حدث تماما إبان فترة الركود الاقتصادي الأكبر الذي أصاب امريكا سنة ٢٠١٨.
لذلك نجد بأن الدولة الأكبر مديونية في العالم( حوالي ٢٣تريليون دولار) لا تهتم ولا تخشى من تلك المديونية وإن تزايدت أو تراكمت، كما نشاهد من عام الى عام..فهي قادرة على طباعة الكم الذي ترغب فيه من الدولارات ..فهي مدينة بالدولار..وتسدد بالدولار إن كان يساوي كفة عدس أو من الذهب قنطار..وهنا يكمن وجه الخطر،فالدولار ورق وليس ذهب، أي أنه غير قابل للنضوب وبالتالي ومع استمرار الحال ،تكن امريكا قادرة على الاستمرار في السيطرة على مقدرات ومصائر الشعوب الى فترة طويلة..وطويلة من الزمان..
بالإضافة إلى عامل آخر ،حاسم وحساس وهو خشية الدائن من إفلاس المدين الكبير،اذ أن ذلك قد يلحق به أشد الأضرار وقد يؤدي بدوره إلى إفلاسه هو،مما يدفعه إلى حمايته ومنحه المزيد من الأموال..
للأسباب المتقدم ذكرها نجد أن المواطن الأمريكي يسكر ويثرى على حساب العالم دون االخشية من عواقب تصرفاته أو تصرفات حكومته ونجد بأن حكومته تتصرف بدكتاتورية مطلقة على شؤون الكون..ونجد أن العالم أمام خيارين..
الاستمرار على نفس الحال أو هز اركان الدولار..وبما أن طبيعة الأشياء ترفض الجمود او ترفض بقاء الحال _إلى مدة طويلة_على نفس المنوال..لا يبقى أمام الأمم والدول إلا الخيار الثاني وهو هز اركان الدولار.. وهذا الاحتمال يضعنا مجددا اما خيارين..
هز اركان النظام بشتى الطرق السلمية المتاحة أو هزه بالتهديد بحرب نووية أو ما شابه..
هذا وإن الخوض في التفاصيل ليس من السهل وهو متروك لذوي المسؤلية في الدول ولذوي الاختصاص ولكن الأيام القريبة القادمة ستكن مؤشرا للأحداث لعدة عقود او سنوات..فالامبراطور يضرب في كل مكان وفي كل الاتجاهات...
وللحديث بقية إذا رغب الأصدقاء..
غسان دلل



شكرا لتعليقك