لأجل الوطن..!
.......................................................................................
يظن البعض أن نقد الأخطاء ومحاربة الفساد “وقاحة”..قد تصل إلى مستوى “الخيانة” و”الخروج على "القانون”..
وهذا غير صحيح إطلاقاً، بل إن قمة “الخيانة” أن نتعامى عن الأخطاء والفساد والتقصير لأن كلفة بقائها تتضاعف كلما مرّ عليها الوقت..
مصيبتنا أصبحت.. لا تقتصر على المسؤولين الذين لا يتقبّلون النقد، بل تتعداهم إلى “جوقة المطبلين” الذين يلاحقون كل منتقدٍ للأخطاء وداعٍ للإصلاح، ليرمونه بشتى التهم.. وبسببهم بدأ الكثيرون يتحاشون الحديث عن الفساد أو الدعوة لمحاربة الفاسدين، لأنهم أصبحوا مهددين بالتصنيف في خانة (العملاء والحاقدين والمتربصين والمعادين.. إلى آخرها من الاتهامات).. مما يساعد الفاسد على الإستمرار في إفساده والمقصر في تقصيره..
فما أن تنتقد فساداً أو تقصيراً حتى ينبري لك هؤلاء ليتهموك .. فضلاً عن أنهم يحاولون خداع الناس بالقول: (إحمدوا ربكم أننا أفضل حالاً من اليمن والعراق والصومال و.. و.. )، وهذه بحد ذاتها مصيبة كبيرة، لأننا أصبحنا نقارن أنفسنا بمن هم أسوأ وأدنى منا في محاولة لشرعنة الفساد، لماذا لا نقارن أنفسنا بمجتمعات.. نعتبرها في كواكب أخرى كاليابان وألمانيا والسويد وغيرها ؟!
هم يريدون أن يوصلونا إلى مرحلة بدل أن نُحارب الفساد؛ نديره أي “إدارة الفساد” رغم أن هناك من يرى أننا وصلنا إلى تلك المرحلة..
كما أن التعويل على الوازع الديني في محاربة الفساد لا يجدي نفعاً، والاتكاء على ضمير الإنسان فقط، أيضاً لا يكفي، فما نشاهده هو أن السرقات تزداد، والنهب يتّسع، والأخطاء والتقصير يكثُران، والمحاسبة غائبة..
لذلك يجب أن لا نكتفي بالاتكاء على “الوعظ”، بل يجب أن يأخذ كل مواطن دوره في الدفاع عن الوطن ومقدراته، وعدم التستر على الفاسدين بحجة إظهار الصورة الناصعة، فالعدو الخارجي يكشّر عن أنيابه ويترقّب نقطة ضعف، والعدو الداخلي ممثَّلا بالفاسدين، يرون البلد “غنيمة” ويحاولون تقاسمها، والحقيقة أن فساد هؤلاء هو الذي يمهّد السبيل للعدو الخارجي كي ينال من الوطن..
.. حربنا ضد الفساد والفاسدين لا تعني أننا نحارب الوطن، ودعوتنا ومطالبتنا بهدم مؤسسة الفساد لا تعني أننا نريد هدم الوطن، فخصامنا.. من أجل الوطن..
لا مع الوطن..!!
من صفحة الصديق ادريس دلول ..
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء