pregnancy

أجمل ماكتب عن المقاوم و المثقف المشتبك باسل الأعرج





أجمل ماكتب عن المقاوم و المثقف المشتبك باسل الأعرج 
.......................................................................................


- الأعرج الذي كان مأخوذا بحركة التوباماروس النضالية في أمريكا اللاتينية ، بالتوازي مع دراسة بنية النظام الاستيطاني الاستعماري الصهيوني، لم يكن بذلك أبدا ، مثقف صالونات و مقاه و ندوات ، او مصابا بالنزوع الاعتزالي و قصوره العاجية ، ولم يعرف نفسه بالسلب و الرأسية 
ومن أشهر مقولاته :
● ليست الصالونات الفكرية و الثقافية هي التي ستحرر بلادنا ، بل النزول للناس و الشوارع ●

- لم تغتله إسرائيل إلا لكونه مثقفاً عضوياً قبل أي شيء، ومشتبكاً في كل اللحظات :

ماذا بعد استشهاده؟ ما يميز باسل أنه حتى في لحظات المواجهة الأخيرة، قرر أن يجعلها مقاومةً حتى النفس الأخير. ترك رسالة خاصة تحمل في طياتها الكثير من أفكاره الخاصة والمباشرة: تحية العروبة والوطن والتحرير. اعتبر الأعرج أن العروبة جزءٌ لا يتجزأ من معركة الصراع مع العدو الصهيوني، أضاف إلى هذا البعد البعدين الرئيسيين: الوطن على خصوصيته والتحرير على مركزيته في أي قضية.
 إذاً هذه الأبعاد الثلاثة تجعل المعركة مع العدو أكثر مباشرة من دون لبس. هو كتب رسالة مباشرة خاطب فيها الوجدان والمخيال الشعبي المباشر: «هل هناك أبلغ أو أفصح من فعل الشهيد»، و«نحن أهل القبور لا نبحث إلا عن رحمة الله». وختم بالتحفيز على عادته: «فلماذا أجيب أنا عنكم، فلتحثوا أنتم».
 هنا يدرك باسل بحنكته كمثقف وكمشتبك في آنٍ أن فعله «الاستشهادي» سيكون «محفزاً أساسياً لأجيالٍ ستأتي من بعده، فلماذا لا يقرن الفعل بسلوكٍ ثقافي مماثل: جملٌ مباشرة، تمتلئ بالمقاومة بكل أشكالها، فضلاً عن الفعل الاستفزازي لناحية «قوموا» و«افعلوا» و«اشتبكوا». 
إذا ترك باسل في رسالته القصيرة والعميقة حكمته التي تفترض العمل قبل أي شيء. بدا كما لو أنه يريد أن يغرس فكرة المقاوم المثقف الذي يختار لحظات استشهاده، ولا ريب أنه كمثقف متعمق القراءة قارب شخصيات الأبطال في الملاحم الإغريقية حين يواجهون بالأخطار المميتة: يواجهون بثبات وصلابة ثم يتركون خلفهم جملاً يحفظها الناس إلى الأبد كونها جاءت في تلك اللحظات الحرجة. هو كان يدرك تماماً بأنَّنا حضارة تمجد أبطالها حتى في خساراتهم لأرواحهم. حضارةٌ ترتكز إلى الكلمة التي تزلزل بعد فعلٍ زلزالٍ هو الآخر. 
في المحصلة، أدرك باسل، كمثقف مشتبكٍ أن الثقافة هي درع المجتمع، وتحديداً المجتمع الفلسطيني قبل أي شيء، فعمل عليها بكل ما أوتي من قوة؛ وكانت هي مقتله كما كل من حملها باشتباك/ بعضوية قبله: هكذا كانت نهاية غرامشي وكنفاني وسواهما.
 لذلك كيف كان ممكناً لباسل أن تكون نهايته مختلفة؟ هو كان يدرك الطريق هذا ويعرف نهايته. لم تغتل إسرائيل باسل الأعرج إلا لكونه مثقفاً عضوياً قبل أي شيء، ومشتبكاً في كل اللحظات. هنا محط الرحال، ومربط الفرس.
جريدة الأخبار في الذكرى الثانية لاستشهاده و مصادر أخرى
شكرا لتعليقك