pregnancy

كذب المراهقين ..بقلم الأستاذ وليد حيدر





كذب المراهقين 
.......................................................................................

إن الطفل الصغير يظن أننا نرى أفكاره كما نرى شكل وجهه، ولذلك لايلجأ إلى الكذب إلا نادرا، وإذا لجأ إلى الكذب فمن السهولة على الكبار كشف كذبه، لأن الطفل في عقله الباطن لايعرف أن له ذاتا مستقلة عن ذوات الآخرين. 
أما المراهق فيعرف أن له ذاتا متميزة عن ذوات الآخرين، وبأن له سريرة خاصة به يضمنها أفكاره وأحلامه وأسراره ونواياه........ وحتى يتأكد من ذلك يلجأ في كثير من الأحيان إلى الكذب ليتأكد أن الآخرين لايرون أفكاره وليس بإمكانهم اقتحام سريرته الخاصة به، وعندما يعجز الآخرون ( الكبار)  عن كشف كذبه يشعر بالإعتزاز وأنه أصبح شخصية متميزة عن الآخرين. 
ولذلك على الأهل والمربون أن لايضيقوا ذرعا به ولايتهمونه بالكذاب والمنحرف... لأنه فقط يحاول إثبات ذاته من خلال فصل ذاته الفردية في ذهنه عن ذوات الآخرين. 
فمرحلة المراهقة هي مرحلة إنتقالية لأن المراهق ينتقل خلالها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد. 
ولذلك على الأهل والمربين  عموما الكف عن معاملته كطفل، وعليهم مساعدته على تجاوز مرحلة المراهقة بسلام من خلال احترام أفكاره وشخصيته وتوجهاته وميوله واهتماماته ورغباته وتوجيهها وتصعيدها من خلال النصح والإرشاد والتوجيه والقدوة الصالحة حتى تتشكل شخصيته المستقلة بسلام ودون متاعب له أو للمحيطين به.

أ.وليد حيدر
شكرا لتعليقك