"النقد حاجة -المثالية عائق "
.......................................................................................
على المستوى الفردي والأسري أو المؤسسة وحتى المجتمع نمتلك إيجابيات وسلبيات ،وهذا ملائم للطبيعة البشرية التي تتمتع بالإرادة والاختيار فهي مزيج من الخير والشر بنسب متفاوتة .
إن هذه القضية ليست مشكلتنا لكن السبب الرئيس في مشاكلنا هو ادعاء الكمال .
فالتظاهر بالمثالية يسلبنا إمكانية اصلاح الخطأ أو حتى رؤيته والإحساس بوجوده .
الكل يعلم أن لاحل لمشكلة ما إلا بالاعتراف بوجودها أولا كشرط لازم ، لكن نادرا مانجد من يعترف بوجودها ولهذا تتتضاعف أزماتنا على كل الأصعدة .
إن سبب كتابتي لهذا المقال هو أني علقت على منشور يظهر صورة مثالية لإحدى الدول الصديقة فأظهرت بعض السلبيات في تعليقي حتى لاننخدع بالمثالية الزائفة ونبقى على قيد الواقعية .
ماراعني إلا انثيال التعليقات الهجومية علي وكأني أعلنت الحرب في حين أن كل مافعلته هو النقد البناء والإضاءة على خطأ ليس من المقبول وجوده .
وقبل مدة من ذلك كتبت مقالا أتحدث فيه عن القوة الاستراتيجية لإحدى التكتلات المقاومة وتميزها الكبيرمن هذه الناحية عن التكتلات السياسية في المنطقة العربية والإسلامية ،لكن وكعادتي أحاول أن أبتعد عن المثالية لقناعتي أن المثالية تزييف للحقائق ،وتعمية عن الواقع ،فذكرت فيه بعض الأمور التي تحتاج إلى الإصلاح،واقتراحات لإصلاحها، لكن وكما توقعت لم يتم نشره…
إن الطبيعةوالغريزة البشرية تقتضي حب الكمال والسعي لتحصيله،والقفز على سلم الكمال يحتاج معرفة حقيقية بالدرجة التي وقف عليها الواقع ،وبالتحديات المعوقة للوصول ،والجهد اللازم ،ونقاط الضعف والقوة ..
إن القرآن الكريم انتقد المسلمين بشدة حال الفشل في أحد ،فهل كان ضدهم أو يعاديهم أم كان يعلمهم الواقعية والاعتراف بالأخطاء ؟
إن لم نتجاوز مرحلة المثالية المتخيلة لاأدري ماهو المستقبل المرسوم لنا ..لكن بالتأكيد لن يكون مستقبلا سارا مع كل التفاؤل والأمنيات .
حسام خلف
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء