pregnancy

سوريا وعودة الزمن العربي. الدكتور أحمد داوود مخترعات سورية سرقها الغرب






سوريا وعودة الزمن العربي.  الدكتور أحمد داوود

مخترعات سورية سرقها الغرب 
.......................................................................................

لقد كان السوريون رواد الحضارة الأوائل و معلميها و كان الزمن السوري القديم زمناً إعمارياً تمدينياً للعالم المحيط .
و كما نقلنا لكم في سلسلة ( إبداعات جنس الجبابرة ) أهم المنجزات العلمية العربية في مجال ( الهندسة ) و ( الطاقة ) و ( البيولوجيا ) , سنقوم في الجزء الثاني من هذه السلسلة و عنوانه ( مخترعات سورية سرقها الغرب ) بالتعرف إلى المنجزات العربية في المجالات العلمية الأخرى الصناعية و الإلكترونية و الميكانيكية ...

الحلقة الأولى : 
من هذه المخترعات التي سرقها الغرب نبدأ بالحديث عن :
** صناعة الورق و اختراع الطباعة ** 
الورق = فافيريو ( Paper ) :
إنّ تسمية الورق لم يعرفها الغرب بلغاته إلا من خلال السوريين . فالكلمة بالسورية السريانية هي ( فافيرو ) و ( فافيرون ) و تعني : برديّ , أصول البردي , قرطاس , ورق .
و ( فافيرو ) : قرطاسيّ , ورقيّ .
و لما كانت الفاء بالسريانية تلفظ P فقد صارت بالإنكليزية Paper و بالفرنسية Papier إلى اليوم . 
ثم واصل العرب دورهم العمراني القديم زمن الدولة العربية الأموية و العباسية في صقلية و جنوب إيطاليا و إسبانيا ...
تقول زيغرد هونكة في كتابها ( شمس الله تسطع على الغرب ) : 
( وقدم العرب إلى صقلية من تونس أيضاً , من المنطقة التي حول القيروان , و حوّلوا خرائب صقلية إلى حدائق غنّاء , و استوردوا لها من بلادهم أشجار النخيل , و زرعوا فيها أشجار البرتقال و الفستق و المرّ و الموز و الزعفران ... و استخدم المتعلمون في صقلية في كتاباتهم ورقاً أبيض كان أول ورق عرفته أوروبا , و كان ذلك قبل أن تصدره إسبانيا للغرب بزمن طويل ) ( ص 410 )
تقول هونكة أيضاً :
( فمنذ أن رجع الحجاج من إسبانيا يحملون رقعاً منه اكتشفه الجميع فجأة في كل الأنحاء عند محاسبي التجار العرب , و عادوا برزم من الورق الأندلسي الناعم . و بعد ( 200 ) سنة أصبح مواطنو نورنبرغ و رافنسبورغ و بازل و كونستات يسافرون جماعات و فرادى إلى برشلونة و بلنسيا حيث كان يصنع بالقرب منها الورق الناعم الفاخر و ذلك بشهادة الجغرافي العربي و الرحالة الكبير [ الإدريسي ] الذي قال : ( إنه لا يوجد مثله في العالم إطلاقاً ) ... و ظل الأمر على هذه الحال إلى أن جاء تاجر التوابل أولمان سترومر , و هو أشهر أبناء العائلة النورنبرغية الواسعة التجارة الذي أوصلته تجارة الزعفران إلى إسبانيا , فكان أول من فكر بصنع الورق في بلاده نفسها . و في عام ( 1389) م أنشأ أولى مطاحن الورق في ألمانيا و ذلك على مقربة من نورنبرغ , ثم سعى إلى طلب عمال عرب متخصصين في هذه البضاعة من إيطاليا حيث بنيت أول مطاحن الورق في أوروبا سنة ( 1340 م ) (ص 44) .

اختراع الطباعة : 
تقول هونكة : 
( و في الواقع فإن استعمال الورق قد أدّى في وقت قصير في كل الأنحاء إلى اختراع فن الطباعة ... و نحن لا نزال نجهل بأية آلات دأب وزير عبد الرحمن الثالث يطبع الرسائل الرسمية للدوائر الحكومية و ينسخها في الأندلس . و لكننا نعرف حق المعرفة أن العرب قد سكّوا النقود الورقية في مطابعهم , و صنعوا أوراق اللعب التي وصلت إلينا عبر إسبانيا ...) (ص 47) .
و لما كانت اللغة , و منها التسميات اللغوية للإبداعات الإنسانية , هي أهم محددات الهوية القومية لهذا الإنجاز الثقافي أو ذاك , فإن كلمة (طبع – طباعا) بالسريانية و (طبع – طبعاً و طباعة ) في الفصحى هي التي صارت في اللغات الأوروبية type بعد سقوط العين و typewriter آلة طباعة.

ثم جرت عملية التزوير الغربي كالعادة ليعمموا على العالم أجمع الادعاء الكاذب بأن الألمان و تحديداً سترومر من نورنبرغ أول من اخترع الطباعة و الطابعة ...
سنتعرف في الحلقة القادمة على مخترعات أخرى سرقها الغرب و نسبها إليه ...

لمزيد من التفاصيل :
المصدر:
موسوعة نينورتا التاريخية , الجزء الأول , قصة الخلق – الدكتور أحمد_داوود (بتصرف)
شكرا لتعليقك