خاطرة اليوم..في السياسة..
لماذا الحرب..!!؟
.......................................................................................
نشرت قبل عدة أشهر مقالة رجحت فيها إمكانية وقوع حرب على إيران،واليوم أرى بأن هذا الاحتمال يزداد مع مرور الوقت فالامبراطور يبني قضية سياسية ضد ايران ابتدأ بتفجيرات ناقلتي النفط ثم الهجوم على ناقلتين ثانيتين إلى إسقاط طائرة التجسس التابعة له والتي يدعى أن إيران قامت باءسقاطها وهي في الأجواء الدولية،اضافة إلى إتهامه طهران بقضايا التفجيرات التي ذكرتها..وكل ذلك بغية بناء جبهة دولية تدعمه وتساعده وتسانده في مبغاه وهو تغيير نظام الحكم في إيران عن طريق الضغوط الاقتصادية والسياسية إن أمكن أو عن طريق الحرب،وها نحن نشاهد نجاحه المهم في هذا الخصوص..فالقارة العجوز.. أوروبا وهي عبارة عن بيضة القبان في ترجيح عملية السلام أو الحرب على الساحة الدولية إنحازت للموقف الأمريكي بإعلان ميركيل رئيسة وزراء المانيا بأن إيران مسؤولة عن الهجوم على ناقلتي النفط التي وقعت قبل أكثر من أسبوع..علما بأن الموقف البريطاني مؤيد لسياسة الامبراطور دائما وباستمرار تطبيقا لقاعدة..انصر اخاك ظالما أو مظلوما..
إن الموقف الألماني ومن ثم الأوروبي فيه استدارة بمقدار ٣٦٠ درجة_ ولو ظاهريا_
عن الموقف السابق الذي كانت تلوم فيه امريكا لانسحابها من الاتفاقية النووية مع إيران وعن نيتها وعزمها على الاستمرار بتنفيذ أحكامها عن طريق خلق آلية مالية لمساعدة إيران في تجاوز آثار العقوبات الاقتصادية عليها..هذه الآلية التي لم تري النور رغم الإعلان عنها منذ سنة تقريباً مما يؤكد أنها كانت ذرا للرماد في العيون..ولا أدل على ذلك قيام وزيرا خارجية ألمانيا وبريطانيا بالسفر إلى طهران لإقناعها بتقديم تنازلات عن طريق الجلوس على طاولة المفاوضات مع الامبراطور دون شروط مسبقة..وهي ذات وجهة النظر الأمريكية..التي رفضتها ايران ولا تزال..
ولكن.. لماذا الحرب..!!؟
إن الإلتقاء التام بين المصالح الإسرائيلية الاقليمية مع مصالح رأس المال الغربي العالمي في الهيمنةوالسيطرة التامة على منطقة الشرق الأوسط بما فيها إيران مع مصلحة السعودية ومعظم دول الزيت العربي في القضاء أو تحجيم ما تعتبره النفوذ الشيعي في المنطقة لا يدع مجالا لحلول اخرى غير الحرب، فبزوال القوة الإيرانية يتم تحقيق الأهداف التالية
١) يزول حزب الله أو يتلاشى وتضعف سوريا بزوال أحد أهم حلفائها ومن الممكن بالتالي من انكماش أو حتى إنتهاء حماس.. أي باختصار ..بزوال إيران يزول كل وأي تهديد أمام تفرد اسرائيل بالمنطقة..وتفرد العالم الغربي بالسيطرة التامة على جميع منابع النفط وعلى المنطقة بأسرها موارد وشعوب وأسواق.
٢)السيطرة على الطرق البحرية والبرية المؤدية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا واسيا والى حد ما أوروبا..
٣)ضرب الحلم الصيني ببناء مشروعها الأكبر في التاريخ وهو..حزام واحد..طريق واحد أو ما كان تاريخيا يدعى ..طريق الحرير وبالتالي يتم الحد من طموحها وتمددها عبر المنطقة الممتدة من حدودها عبر القارة الآسيوية ،مرورا بالشرق الأوسط ولغاية القارة الأفريقية.. أي الحد من تطلعها لتصبح الدولة الاقتصادية الأولى في العالم وهذا هو جل اهتمام العالم الغربي ومربط الفرس في الصراع..
٤)السيطرة على أسواق واسعار النفط في العالم مما يحرم روسيا من احد مواردها الأهم،بالاضافة إلى سلبها من ورقة ضغط مهمة على الدول الأوربية.
٥)عزل القوات الروسية في سوريا وبالتالي محاصرة نفوذها هناك وحرمانها من استعمال الورقة الإيرانية على الساحة الدولية بالإضافة إلى استكمال الطوق حول روسيا من جميع الجهات باستثناء الجهة الشرقية.
٦) بالسيطرة التامة على نفط الشرق الأوسط يتمكن الامبراطور من الاستحواذ على أهم أدوات الضغط على مختلف دول العالم وبالتالي فرض وصياغة الواقع السياسي والاقتصادي والمالي الذي يراه مناسبا في العالم.
٧) بالإضافة إلى تحقيق أهداف جانبية أخري منها قطع الطريق على تركيا للتمدد سياسياً واقتصاديا في الشرق الأوسط وشرق آسيا وفي بناء تحالفات خارج الناتو أو خارج الهيمنة الأمريكية.. الإسرائيلية.
إن الأسباب التي سقتها تفوق في أهميتها مخاطر تدمير بعض أو معظم منشآت النفط،فالولايات المتحدة لن تتأثر بذلك بعد أن أصبحت مصدرا للنفط والغاز،علما بأن هذا الوضع مؤقت وليس دائم والمستفيد الأول من إعادة بنائه هو الولايات المتحدة والغرب في حال انتصارها في الحرب..
نعم..نعم.. إيران قادرة على إلحاق الخسائر العسكرية والمالية بالاءمبراطور ولكن النتيجة محسومة للأقوى ما لم تتوسع رقعة الحرب أو تقم الصين وروسيا بتقديم دعم غير محدود لإيران في جميع الحقول والميادين،ذلك أن هزيمة إيران الكاملة بحاجة إلى إنزال قوات برية أمريكية أو أمريكية ..عربية.. إسرائيلية مشتركة..
هذا ومن نافلة القول أن أذكر بأن معظم دول العالم،ومن ضمنها إيران ودول الشرق الأوسط هي أحجار شطرنج أو ملاعب لصراع الدول الاقتصادية والعسكرية الكبرى في العالم وهي على وجه التحديد اليوم.. الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل من جهة والصين وروسيا من جهة ثانية...وبالتالي يكن كل ما يجري يقع ضمن هذا الإطار ومن ضمن ذلك الحرب التي ستقع على إيران ما لم تخضع أو ما لم تحدث مفاجآت كبرى.
غسان دلل.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء