الفئات المهمشة
.......................................................................................
القراءة مهمة ومهمة جدا لكن ماذا نقرأ؟
في الغرب كلهم يقرأون،ويعملون،ولديهم آلاف المجالات ليثبتوا أنفسهم من خلالها
و في بلادنا لدينا قراء ومثقفون كبار ،لكن المجتمع لا يعرف كيف يستفيد من هذه الكنوز الثمينة.
أما نحن قراءتنا من نوع آخر
وإذا أردنا أن نقرأ سويا ننزل إلى الميدان.
نقرأ عن بلدنا المدمر الذي ينزف. وتستنزف كل طاقاته بكل قسوة،أمام أعيننا التي تبكيه.
ونقرأعن الكثير من المستثمرين الأجانب يتهافتون لإعمار سورية،ليس حبا في سورية، وأنما لتغنى شركاتهم التي ترقص فرحا على أنقاض بلدنا الغالي.
ونحن نريد لأبناء بلدنا،من رجال الأعمال، أن يحظوا بشرف بناء بلدهم، فهم يحتاجون للدعم الحقيقي والأمان ليشغلوا أموالهم.
نقرأ عن أمهات حزينات، ينتظرن انتهاء الحروب إلى غير رجعة،ورجوع أولادهن بسلام.
نقرأ عن أسر تقتر وتقتر وتستدين،لتعيش ولتعلم أولادها، وهم يكابدون الحياة الصعبة بالصبر والقناعة،ثم يغادرونهم أولادهم إلى بلاد بعيدة.
وفي أحسن الأحوال، يتبادلون معهم رسائل وصور عبر وسائل التواصل، تكون هي صلة الرحم الوحيدة.
ونقرأ عن أعداد هائلة من الخريجين الجامعيين، الذين لا يجدون مجالا لتطبيق
خبراتهم، لتتحطم أحلامهم سريعا، وإن حصلوا على وظيفة،يترقوا لمرتبة أصحاب الدخل أقل من المفروض،ثم ليبدأ مسلسل الدين والتقسيط والقروض.
ثم نقرأ عن حياة العمال،الذين يملكون خبرات كبيرة،ويتقنون أعمالهم ويتميزون بمهارة عالية ومهنية قل نظيرها،والغير مؤمن على حياتهم ولا على صحتهم، يعانون في ظل الحرب من البطالة وقلة الحيلة.
وعن المزارعين النشيطين المظلومين القانعين الذين يمدوننا بالغذاء، والذين تُحرق محاصيلهم، وتُسرق فرحتهم، قبل أن تصل إلى السوق.
ولايجنون حتى ثمن بذار خضارهم الشهية، التي تعبوا في زراعتها بسبب رخصها،ولا يجدون من يعوضهم.
ونقرأ عن المعلمين الذين لايتكبرون،يعملون عدة أعمال، طمعًا بالعيش الكريم والسمعة الطيبة واللقمة الحلال.
مثل ذاك المعلم الذي الذي أعرفه،يخرج في الخامسة صباحا إلى البازار،ويعود في الثامنة للمدرسة، وعند العصر يجر عربة للخضار.هذا حقيقي.
هذا المعلم طالما لم يغب عن ذاكرتي،وهو يردد:( بدنا نعيش)
وهو ذاك الخباز الذي يقف وراء الفرن ليخبز للناس خبزهم وقوت يومهم،ليأكل من تعبه وعرق جبينه، كل همه قرش مبارك.
وكأنه يقول:( حرارة الأفران ولا المال الحرام)
نقرأ عن شعبنا المناضل الذي يقاوم ويقاوم بانتظار الأمل، يعمل دون كلل أو ملل، يعمل لساعات طويلة. ولايصل لنتيجة، محافظا على فقره، الذي زاد بسبب الحرب و البطالة والفساد.
هؤلاء وغيرهم،ظلموا ولم يأخذوا حقهم، فهم يحتاجون لمحطة أمان، هم بحاجة لجمعيات تحافظ على حقوقهم، ليشعروا بالراحة والسلام، عندها سيتطور عملهم، وسينعكس ذلك عليهم وعلى مجتمعاتهم.
بسواعد عمالنا تزدهر الحياة،فلنحافظ عليهم وعلى كرامتهم من الضياع، فالمجتمع لايحيا ولا يقوم إلا بهم.
ونحن على يقين أن العمل شيء مفروض ومقدس، وقيمة كبيرة للإنسان،وفضيلة قال الله تعالى :(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
فلنقرأ أيضا أن: (من يفرط بقوته يلقى موته).
والشباب هم القوة وهم الثروة الحقيقية،فلنتدارك مستقبلناومستقبل أولادنا بالوعي،ولنستعيد قوتنا التي هاجرت حتى لانموت.
والأهم أن لانفرط بوطننا وندرك خطر ما يحاك له.
فبدونهم لن نُحسن قراءة أي شيء، ولامعنى للثقافة مهما عظمت، وسيتفكك كل شيء تاريخنا وإنساننا ووطننا.
دلال درويش
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء