pregnancy

التراث والمؤامرة ..بقلم د.باسل الشيخ ياسين





التراث_المؤامرة
......................................................................................

دائماً تقفز  نظرية المؤامرة إلى السطح عندما نحاول إيجاد سبب لضعفنا وتخلفنا وتمزّقنا،وتكون الشماعة هي الصهيونية والإمبريالية اللتان  تقفان حائلاً دون وصول مراكبنا لشواطئ التطور والتحرر والمواكبة..نبحث عن المشكلة خارجنا وما المشكلة إلا جزء منّا إن لم أقلْ أننا نحن عين المشكلة وأصلها. 
إننا اليوم بين فكي الكماشة كما يرى الحصفاء والمحلّلون
(التراث والمؤامرة).. 
فالمؤامرة تهدف لمحو الهوية المرتكزة للتراث والتراث الذي يبلور الهوية ويرسم حدودها هو من جعل منا بيئة خصبة لنثر بذور المؤامرة.. 
اليوم لا أرى مصطلح المؤامرة مناسباً ولا حتّى في الماضي.. من يقرأ التاريخ بتجرّد يرى أن انطلاء المؤمرات على أمتنا منذ اتفاقية سايكس بيكو.. إنما سببه الغباء والسذاجة اللذان كانا يحكماننا وجعلا منا خرافاً تمدّ طوعاً إلى جزّارها أعناقها.. 
اليوم وعلى الملأ  تسقط نظرية المؤامرة لأن العدو هو كل من يرى فيك مطيّة للوصول لمآربه ولا يأبه بما قد يصيبك جرّاء سياسته الاستغلالية التي ستجعل من ضعفك وتخلّفك منفذاً تعبر منه إليك..اليوم أصبحت التهديدات والمخططات والتدبيرات علنيّة وصريحة ..فلاحاجة لمؤتمرات سريّة ولا لاتفاقيات وراء الكواليس ولا لوعود يقطعها من لا يملك لمن لا يستحق.. 
 خلاصة الأمر هي أنّ التمسك بالتراث يجعل منا بنية يابسة قابلة للكسر ولكن التخلي عن كلّ التراث والانفتاح على تجارب الآخر استناداً لمبدأ التقليد الأعمى سيجعل منا بنية لينة قابلة للعصر حتى تَفرغ من نسغ الأصالة والاستقلالية والتفرّد لنعود محض إمّعةٍ تمرّغ جبهتها على أعتاب الآخرين..
الحل من الداخل وكان بين هذا وذاك قواما..

تحياتي

د.باسل الشيخ ياسين
شكرا لتعليقك