pregnancy

لماذا مزمار الحي أو زامر الحي لا يطرب؟!!..بقلم د. نور الدين منى





لماذا مزمار الحي أو زامر الحي لا يطرب؟!!
....................................................................................
  
 أوجعني هذا المثلُ المأثورُ الجامعُ المعبرُ " زامرُ الحي لا يطرب أو مزمار الحي لا يطرب" أو كما يقال" مغنية الحي لا تطرب " . 
نقبت في الكتب السماوية فلم أجد ذِكراً لهذا القول حتى نتعامل معه على أنه قانون أرضي أو سماوي إلى يوم يبعثون .. هل يعني نحن بني البشر لا يجوز أن نُطرب لزامر الحي قبل يوم البعث ؟!
 طالما فخامة أو معالي إبليس ما زال قائماً بيننا إلى يوم يبعثون !!

 يفترض أن مزمار الحي المصنوع من القصب أو الخيزران من نفس البيئة يختزن في خلاياه همسات العشاق، و آهات الثكالى ..و نقيق الضفادع و خرير مياه السواقي..و أغاني الفلاحين و زغاريد النساء..وضحكات الأطفال..و زقزقة العصافير...
و لهذا فإن زامر الحي بمزماره و أصابعه الراعشة يعزف انشودة الحي فرحاً أو حزناً.. بصدق لا يضاهى!! ومع ذلك فإن فرقة المشاهدين و المستمعين لا يتحرك في أعماقهم شيء..نتيجة تراكم صقيع و جليد من عصور...
فأين العقل الذي هو الشكل الآخر للإيمان بالله ؟؟ 

ما  الذي حدث للعقل والقلب حتى لا يطربان لمزمار ابن الحي ؟
 هل المشكلة  قلة إيمان بالله و فتنة إبليس؟.. 
هل الحقد و الغيرة والحسد نتيجة بيئة تربوية سيئة؟!.. 
هل الأنظمة السياسية و الاجتماعية تضافرت و اجتمعت كلها فشكلت جبالاً من جليد  عزلت و خدرت أحاسيس الناس في نفس البيئة و المكان؟؟

 بينما يذوب الجليد المتراكم من ألف عام.. وترتعش النفس طرباً..
عندما يأتينا غجري بدون هوية و لا عنوان ..ولا انتماء ..و مزماره مصنوع من عظام جماجمنا فنُطرب له و لمزماره. 
 و ترقص على أنغامه صبايا الحي..و يزداد طربنا و نشوتنا عندما نرى الزامر الغجري ينتشي سكرانا ...
و نقدم له في أفراحنا قدحاً وراء قدح..فتهاجر أحساسينا نحو أقدامنا ..و تُطرَب أحذيتنا.. و تتحول رؤوسنا لجماجم فارغة....
لا عقل و لا إحساس.. 

ارتعشْ ايها العقل ..!! أذِبْ الجليد و انفُضْ غبار الزمن...
 أرسل صدمةً غجرية للقلب التائه..!!

 أحبتي ..من لم يطربْه زامرُ الحي لن يحسَ ولن  يُطرَب أبدا..!!! 

١٣ تموز ٢٠١٥

  نور الدين منى
شكرا لتعليقك