فتاة_غسان : فاطمة بنت سليمان الأحمد
......................................................................................................................................................................
"شاعرة سورية" ولدت عام 1908 في أسرة علم و أدب في قرية "السلاطة قضاء القرداحة" في محافظة اللاذقية في سورية، وتوفيت فيها عام 1985.
هي بنت الشيخ "سليمان الأحمد" ، عالم الدين والبلاغة واللغة والأديب الشاعر، و أحد المصلحين الدينيين والاجتماعيين البارزين.
والدها الشيخ سليمان الأحمد وإخوانها الأساتذة والأدباء « محمد وأحمد وعلي الذين وصل صيتهم على مستوى الوطن العربي وخاصة أخوها بدوي الجبل.
كانت ولادتها في قرية السلاطة قضاء القرداحة و فيها ترعرعت ونشأت تسمع توجيهات والدها وتتعلم على يديه القرآن الكريم وتحفظ دواوين الشعر العربي بعد أن انبرى والدها لتعليم بناته بنفسه، فأتقنت ما تعلمت وبرعت في حفظ الشعر، حتى تفتقت موهبتها في صوغ الشعر فشجعها والدها على مراسلة كبريات المجلات، ونشرت فيها قصائدها.
وعندما وصلت إلى مرحلة النضوج تزوجت الشيخ العالم والشاعر الكبير كامل صالح، ولكن حياتها الزوجية لم تثنها عن المشاركة في الحياة الثقافية، فاستمرت تقرض الشعر، كما كتبت المقالات التي دعت فيها إلى استنهاض الشباب وتحرير المرأة ومنحها فرص التعليم.
إن فتاة غسان – شقيقة بدوي الجبل – الشاعر الكبير، واحدة من هؤلاء الذين عملوا بجرأة على نشر أفكار نيرة، تعتبر جزءاً من النهوض العام الذي عاشه المجتمع العربي في سورية، و رائدة من رواد عصر النهضة، لم تتردد في خوض معركة التنوير، ناشرة الوعي والفكر الاجتماعي والسياسي في آن واحد.
تعهد الوالد الشيخ بالرعاية و التعليم, غير مبال بالرأي العام الذي كان مناهضاً آنذاك لتعليم المرأة, و الذي اتهم من أجل هذا بالكفر و الإلحاد، و لكن الوالد الشيخ العالم لم يحفل بهذا السخف، و مضى في تنفيذ ما اعتزم القيام به لتعليمها و إكسابها ثقافة رفيعة، واضعاً مكتبته الخاصة تحت تصرفها، مناقشاً إياها في شتى المواضيع سواء كانت في علم اللغة نحواً وصرفاً وفقهاً أو بالأدب والشعر و ما يتعلق بحياة الشعراء والأدباء وأشعارهم وأخبارهم وطبقاتهم. و لا يمكن تعداد الكتب الدينية والأدبية التي اطلعت عليها فتاة غسان دراسة وشرحاً واستيعاباً.
نظمت فتاة غسان الشعر مبكراً، و بمساندة الوالد الذي رعى هذه الموهبة نقداً و صقلاً، و كانت تنشر قصائدها في الصحف والمجلات الصادرة آنذاك، لا يعرف بالضبط متى بدأت بنظم الشعر، و لكن بالعودة إلى المراجع التي نشرت لها قصائدها فإن أقدم نص عثر عليه يحمل تاريخ 20 آب 1924 م، و قد نشر في مجلة المعرض في بيروت في العدد 330 السنة الرابعة، فمن المرجح إذن أنها نظمت الشعر و هي في الخامسة عشر من عمرها.
الإنتاج الشعري
لها قصائد تضمنها كتاب حوى ترجمة عنها بعنوان: «فاطمة سليمان الأحمد.. شاعرة الإنسان والوطن - فتاة غسان».
ولها قصائد منشورة في صحف ومجلات عصرها، منها: «روح شاعرة»، «خبرينا يا ذكاء» - جريدة المعرض - العددان (344، 349) - 1924. «إن مت»، «ذا رقي الإنسان» مجلة منيرفا - العدد (6، 11) - 1924. «ورقاء غنتني»، «جولة فكرية» - مجلة الأماني - العدد (10) والعدد الممتاز - 191.
«فتلتام أكبادٌ بهن صدوع» - تكرر نشرها بعدة مجلات، أولها مجلة «النور».
الأعمال الأخرى
كتبت مقدمة لديوان أخيها الشاعر بدوي الجبل . نظمت القصيدة العمودية، وتناولت أغراضها ومعانيها فأكثرت من الوجدانيات ووصفت الطبيعة ومزجت بينهما - أحيانًا - فوشت قصائدها بمسحة رومانسية ، كما أفادت من تراث الشعر العربي في صوره ومفرداته، فتأست على الأيام الخوالي، وشجتها دموع الورقاء، ومرت بالرقمتين، ودعت لقبرها بالسقيا
وفي قصائدها الوطنية تتحرك صورها ومعانيها في اتجاه التجديد، فتتناول موضوعات تعكس روح عصرها وقضاياه، عدّدت في أوزانها وأبنيتها فنظمت المخمَّسات وقطَّعت القصائد وشطَّرت بعضها، لغتها سلسة، وصورها حية صافية.
كما أن لها قطعة مسرحية نثرية واحدة، و مقالة أو أكثر في قضايا الأدب والاجتماع.
مواضيع شعرها
كان في مقدمة ما تناولته الشاعرة من مواضيع، مسألة الماضي، فدعت إلى تجاوز عقدة "الماضي المجيد" التي طالما توقف الشعراء عندها مغتربين أنفسهم عن حاضرهم المتهلهل الممزق. و قد أكدت على ضرورة الاهتمام بالحاضر و المستقبل، وويل لشعب يتقوقع على ماضيه و يعجز عن التطوير.
تعتبر الطائفية الموضوع الثاني الذي شمله عدد من قصائدها، حيث وقفت بصلابة وجرأة أمام المد الطائفي الذي غذّاه المستعمر :
لا تقولوا مذاهب فرقتنا
مذهب الحق وحدة وإخاء
مــا دعا الــدين للشقاق
خلقته السياســة النكــراء
تعتبر فتاة غسان أن التربية الحسنة للفتاة وتزويدها بالمعرفة وهديها للأخلاق الكريمة خير وسيلة لصونها وحماية عفتها :
عودوا عليها بالثقافة تكشفوا عن أي مكرمة و عن صواب
و تعهدوا بالعلوم نضيرة فالعلم أكـــبر حارس غـــلاب
إن الفضيلة إن جلت أزهارها متــت إليه بـأمتن الأســباب
على أنها تعلق أملاً كبيراً على نهضة المرأة و تطلب أن تكون النساء نصيرة هذه الأفكار، وإن كانت تلقي باللوم عليهن بسبب تقاعسهن:
هذه هديتي التي أودعتها لبنات يعرب نصرتي و عتابي
.......
من مصادر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء