نحن أمة لاتخاف
عندنا مثل يقول : ( الذي لايخاف لايُِخيف)، وقال حكيم : الشجاعة هي إتقان الخوف وليست غياب الخوف.
فالخوف : هو انفعال يصيب الإنسان عندما يواجه خطرا معيناً أو عندما يتوقع خطراً معيناً كالمرض والكوارث والحروب...... وحتى يتخلص من الألم النفسي الناتج عن الخوف يقوم بتحصين ذاته بأساليب دفاعية أو هجومية متنوعة لدرء الأخطار الآنية أو المتوقعة.
_ فالأمم الغربية أستطاعت أن تستثمر الخوف من خلال إتقان الخوف، فاكتشفت اللقاحات للإنتصار على الجراثيم والفيروسات الممرضة، واكتشفت البارود واخترعت الأسلحة الفتاكة للدفاع عن أوطانها وشعوبها ومجتمعاتها وأفرادها ضد كل من يفكر في الاعتداء عليها في الحاضر او في المستقبل، كما أقامت أنظمة حكم تحترم المواطن وتستثمر طاقاته المبدعة.
_ أما نحن العرب لانخاف لأننا نظن أن الله معنا، وهذا الظن الخاطئ دفعنا إلى الاتكال على الله دون الأخذ بالأسباب........ فهولاكو بجيوشه الجرارة دمر بغداد وحلب ودمشق وقتل مئات الألوف من البشر وذبح الأطفال وبقر بطون الحوامل واغتصب النساء........ والصليبيون أحتلوا بيت المقدس وخاضوا بدمائنا ذبحا وتقتيلا لمدة مئتين من السنين........... وتيمور لنك المجنون عاد بعد عشرات السنين واحتل بلاد الرافدين وبلاد الشام وكان أكثر دموية من هولاكو........
_ وكلما أنتصرنا على غازي أو طامع بعد أن ندفع أثمان غالية... نغفوا ونستكين ونتفرق ونتصارع على الكراسي والمناصب والإمتيازات الشخصية الضيقة بدلا من التفكير بإقامة دولة أو دول قوية تحمي الأجيال من الأخطار القادمة.... حتى أصبحنا عبارة عن تجمعات بشرية بدون أي غطاء استراتيجي كدجاج الفراخات التي تنتظر حتفها على مذابح الصراعات الطائفية والمذهبية والقبلية والإثنية والمؤامرات والأطماع الخارجية.
_ وعندما حاولت معرفة أسباب غياب الخوف في العقل العربي وجدت الأسباب التالية :
1_ الإعتقاد القبلي ( أي قبل التجربة) أن الله معنا وأنه ناصرنا، ولنا وحدنا جنة النعيم، ناسين أن الطريق إلى الجنة هو العمل والإبداع.
2_ التسليم بأن كل مايصيبنا من كوارث هو من قضاء الله وقدره، وليس لإرادة الإنسان أي دور في صنع التاريخ.
3_غياب الفكر النقدي
4_ إنتظار المخلص الذي سيظهر في وقت من الأوقات ومعه كل وسائل الخلاص، ناسين ان المخلص هو العقل والعلم والإرادة والمؤسسات والشعب الحي المتمدن.
5_ العقلية الفردية.
أ. وليد
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء