pregnancy

كف مليء بالحنطة ..سلمية العشق.. بقلم الأستاذ محمد القصير




تستيقظ مع قلبي مفزوعة كي لا يفر منها النسيان .. فتمشط غرتها بالذاهبين إلى العمل وتمسح بالطلع وجهها لغاية في نفس أنوثتها بغواية المسافرين بأن يعودوا وأن لا يسرفوا بالغياب ..

هي سلمية التي يحق لقلبي أن يحبها على الأقل لفرط علو سهلها فوق أي جبل ..

رغم أنها في الليل تلتقط أنفاسها وبشدة لضراوة معركتها مع النهارات المكلفة ..

مساء الخير يا قلبي ..

هل ما زال الفلافل مشتهى"بك ؟ هذا المحتوى المكثف بالنثر والمقفى والومضات وما هنالك من خواطر أخرى و طلاوات ..

سمعت أن شهوة الحياة منعت سنابل بوحار من الظهور وإختارت لها كمون غير معتاد .. يقال أن شهوة الحياة قد خبأت السنابل من الإحتراق لتنهض في موسم آخر .

وسمعت أنه صار لأطراف شفتيك سمرة مستحبة وأن أهدابك لم تعد بحاجة لأقلام الكحل ..لكثافة ما تم منحك إياه من غامض كحل العتم والظلمة ..

سمعت أن الباعة المتجوّلين لم ينسوا العتابا في مناداتهم على بضائعهم حين يرددون شطرا" للنعناع والزعتر وباقي الخضار والشطر الآخر لله فاتح الرزق الجبار الكريم ..

هل ما زالت بيوتنا كقلوبنا مفتوحة الأبواب؟!

وهل ما زالت قبراتنا يحببن الغريب كما القريب ويعقدن قرانهن عليهم كما تقتضي السجايا أن لا جغرافيا للحب ؟!

و اليساريون ألم تتخشب خطاباتهم من كثرة البرد؟!

كيف حالكم يا أصدقائي ؟

سمعت أن الخطابات لم تعد تقيكم رعونة الصقيع وأن مدافئكم باتت محشوة بعشرة أيام هزت العالم لجون ريد 

وما العمل للينين وراس المال لماركس ..

  و مقررات اللجنة المركزية والتي وصل دخانها إلى حدود سيبيريا .. كان الدخان بلوريتاريا" بزفيره الصاعد من عمق تاريخ بدا بلا طائل ..

أعمق ما في سلمية مدافئها ،لأن البرد فيها يجبر كل الأيديولوجيات على ثقافة الحوار و في مدفأة واحدة ..

الآن .. نعم الآن .. 

هنالك وشم لكف امرأة عجوز يلامس وجهي .. 

كف مليء بالحنطة .. 

أريد أن أبكي .. 

....

بقلم أ. محمد القصير 
 

شكرا لتعليقك