قضية الشهر ----كانون الأول
(علاقة النفس بالجسد )
الطب السيكوسوماتي :
- من الحقائق الثابتة منذ فجر التفكير الإنساني التأثير المتبادل بين العوامل الجسمية والعوامل النفسية. وفي هذا المعنى يقول الطبيب أبن العباس المتوفي سنة 994م في كتابه ( كامل الصناعة الطبية )الجزء الثاني ص 18 : ( فأما الأعراض النفسانية فإنه قد ينبغي أن لايدمن الإنسان على الغم ولايستعمل الغضب ولايكثر من الهم والفكر ولايستعمل الحسد فإن ذلك كله مما يغير مزاج البدن ويعين على إنهاكه وضعف الحرارة الغريزية ( المناعة ) مما يتيح للحميات الرديئة ( الجراثيم والفيروسات ) من مهاجمة الجسم وإضعافه وإنهاكه.
- ومن الأطباء القدماء الذين اهتموا اهتماما كبيرا في العلاقة بين النفس والجسد الطبيب والفيلسوف ابن سينا،حيث تمكن من معالجة كثير من الأمراض الجسدية باتباع أساليب نفسية وبالعكس.
- لكن الطب الحديث عامة يقصر اهتمامه على البحث بالأسباب العضوية للمرض. ....لكن حدثت في السنوات الأخيرة من منتصف القرن العشرين حركة علمية جديدة ترمي إلى توجيه عناية الطبيب إلى المريض من حيث هو إنسان لا من حيث هو مجرد مجموعة أعضاء حسية، وتعرف هذه الحركة بالطب السيكوسوماتي أي الطب الجسمي النفسي، ونتيجة ذلك أقيم الدليل نهائيا على أن بعض الأمراض العضوية كالقرحة المعدية وارتفاع ضغط الدم والربو والتهاب المفاصل وقرحة الكولون. ...الخ لها أسباب نفسية ناتجة عن الضغط النفسي والقلق والخوف والانفعالات المزمنة والمستمرة وبأسلوب حياة الأشخاص والطموح الزائد والخوف من الفشل. ....
- ولذلك نجد أن معظم الأطباء الآن يحذرون من تصديق الإشاعات الغير مسؤولة والتي يبثها البعض حول المرض المستجد كوفيد -19 ( كورونا )،لأن القلق والخوف يضعفان مناعة الجسم مما يمكن الفيروس من هزيمة المناعة الذاتية للجسم والقضاء عليه والموت لاسمح الله.
- ولذلك علينا أن لانصدق كل ما يقال أو يكتب حول هذا المرض ويجب الاقتصار على المصادر الطبية الموثوقة في أخذ المعلومات الطبية الصادقة. وطبعا أنا لن أتطرق إلى كيفية تشخيص هذا المرض ومعالجته وأعراضه والوقاية منه لأنها من اختصاص الأطباء، لكن من واجبي الآن أن أتطرق إلى خطر الشدة النفسية والقلق والخوف في إضعاف المناعة، ولذلك علينا أن لانرتعد أو نخاف أو نصاب بالذعر والهلع لمجرد إصابتنا ببعض الرشح أو السعال أو ارتفاع درجة الحرارة فقد تكون أعراض لأمراض معروفة سابقا وغير خطرة. وحتى إذا تم التأكد من الإصابة في الكورونا فعلينا أن نتمتع بالشجاعة والهدوء واتباع النصائح والإرشادات حتى يتم التغلب على المرض لأن نسبة الشفاء من هذا المرض حسب أقوال بعض الأطباء تتجاوز 98% ولذلك لاحاجة للخوف والذعر لأن الخوف والذعر يجعلان الجسم في حالة تعب وإعياء وفوضى عضوية يليها ضرر جسمي كبير يفسح المجال للفيروس القاتل من الانتصار على المناعة الذاتية.
- فقد أثبتت الدراسات السيكوسوماتية أن حالات الرعب والقلق والخوف تؤدي إلى تغيرات واضحة في الدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم، كما أثبتت أن القلق والخوف وتوقع الأسوأ يؤدي إلى ظهور نوبات من الربو عند بعض الأشخاص مما يساعد الفيروس كورونا من تدمير الرئة عند هؤلاء الأشخاص.
أ. وليد حيدر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء