المواطن
رقم 14 يصلي في محراب الشهادة
العيد يحمل رموز حروفه النازفة.
العيد ليس كما كان في استقباله لنا قبل
السنوات السبع العجاف.
كان مختلفا. كان يرتدي اثواب الحداد.
تسعة شهداء وعشرات الجرحى تضيء توابيتهم سماء الوطن. وتصعد أرواحهم للشرفات
العالية قبل يومين من مجيء عيد الأضحى. قبيل أذان الفجر. يتصدى شباب بعمر الورود
لمتوحشي القرن الواحد والعشرين .يدافعون ببسالة عن أرضهم وعرضهم ببسالة نادرة.
ويردونهم على اعقابهم.
ويصل صوت الأذان والحداء إلى الشام.
دمشق الفيحاء. فيهرع المواطن رقم 14 لتلبية النداء. والصلاة في محراب الشهادة
بمبرة تل الدرة. وفي بيت شقيقته ضياء. خنساء سورية التي قدمت ابنها الخامس ضيغم
شهيدا على مذبح الحرية والشهادة. قبل رأسها بخشوع. وانحنى أمام هامتها التي لاتقل
صلابة وشموخا عن قامة الخنساء وجميلة أبو حيرد وكل النساء اللواتي دخلن التاريخ
بمواقفهن الشجاعة.
أجل. لم تكن أقل شجاعة ونبلا منهن وهي
تعلن بأنها ربت أبناءها ليكونوا كبش فداء من أجل حماية الأرض والعرض.
شعر المواطن رقم 14 وجميع المعزين
بالقوة أمام هذه الخنساء الجديدة. وتيقنوا أن النصر قاب قوسين أو أدنى مادام هناك
نساء وأمهات بهذا العنفوان والشجاعة والاباء.
شيء واحد بقي يقلق المواطن رقم 14 هو
لماذا هذا الخلل الفني في تلافي هذه الثغرة التي ينفذ منها الأعداء بين الحين
والآخر. ولماذا لايكون المدافعون عن حمى أوطانهم سواء من المتطوعين العسكريين أو
من المتطوعين المدنيين في مرتبة الشهادة التي يتساوى فيها الجميع بالحقوق. ماداموا
في خندق واحد. فهل وصلت المفارقات حتى بين الأموات؟ ...........المواطن رقم 14
د.حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء