pregnancy

خيط يشدني



خيط يشدني

الإثم الغربي ..العجمي

لحقت بركب عائلتي الصغيرة في "تغريبتنا .." الى هناك
مكملة طريقاً خططناه معاً كأسرة ..إيماناً مني بهذا المكون المقدس ووجوب تواجده معاً أينما كان ،

استنفذت ما يحقّ لي من سنوات الاجازة بلا راتب ...
فعدت أدراجي الى مكاني الأصلي الأصيل ..أظن عام 2009...?

لأن الاستقالة كقرار من عملي الوظيفي كان صعبٌ البتّ فيه عن بعد لأنني متمسكة بموقعي كعاملة ..منتجة ....في بلدي ..
الصعوبة طبعاً كانت في قرارة نفسي ..
عدت أدراجي وأطفالي والتحقت بركب عملي السابق ،.
كما جرى بالفعل وابتدأ روتين حياتي اليومي ..،المنتظم
مع فيروز الصباح
ثم الذهاب الى العمل ..وهكذا..روتين نشيط

التحقت بركب زميلاتي وزملائي الذين قد اصطفوا في دورات إعادة التأهيل في كل المجالات ..لغات أجنبية انكليزية فرنسية ..
برامج تصميم ورسم هندسي ..وغيرها ..

ما أعجبني وزاد من تمسكي بهكذا حياة ..منتظمة مليئة بالتحفيز والتنشيط واكتساب مهارات جديدات وتطوير لقديمات سابقات .لدي..

وجدتهم كل من كانوا بدائرتي الوظيفية أو معظمهم قد نال من تطوير الذات الكم الوفير شهادات سياقة ..،،،
مهارات معلوماتية ...برمجية.، البعض امتلك سيارته الخاصة والبعض الآخر امتلك مشروعه الصغير ..، بيتاً كاستثمار أو قطعه أرض لإقامة منشأة ..
و وقع الحياة المفعم بالحيوية نوادٍٍ رياضية .،،مسير جمعيات أهلية ..، وغيرها أمثلة كثيرة ....،،

لكنّ معاناة أطفالي بدأت وبات الخيط الذي يشدهم الى والدهم الذي بقي هناك ، أصبح يشدّ وبقوّة ..

الى أن بدأنا نعد الأيام لا بل الساعات.،، كي نعود أدراجنا الى هناك الى تغريبتنا من جديد ...

إيماناً واقتناعاً وبعد تجربة على أرض الواقع ..، بأن الأسرة بكل مكوناتها يجب أن تكون معاً ..،،أينما يكن ..فكانت الاستقالة الواقعيه ...

بعد تجربة عام وحيد فقط بعيداً عن الأب اكتشفته خيطهم المشيمي أقوى من رغباتي وأقوى من حبّي لذاتي كعاملة طبعاً ..

عدت الى روتيني الكئيب هناك ..، وكأنني خرجت من غرفة أو من صالة احتفال تضج بكل ألوان الموسيقا والجاز ...
الى سكووووون .......

ما أردت الإشارة إليه هو ذلك النشاط وتلك الحيوية التي نعيشها في أرضنا وكانت سائرة الى مزيد من الحياة ...المفيدة الغنية ..

لعمري ومنذ نعومة أظفاري لم أعش تحت وطأة ذلك الإثم الغربي ..لم يشدني ولم يدهشني الا فيما ندر .....
والآن وفي كل آن أقولها

"هنا أرضي وهنا جذوري وأتمنى لو أمضي بقية العمر في بيت ريفيّ استيقظ فيه على صياح ديك ..وأرتشف حبيبات الندى قهوة لصباحي .."

بقلمي ...........أمل ممدوح حيدر

شكرا لتعليقك