pregnancy

أهمية الوعي الديني



أهمية الوعي الديني
.....................................

لم يعد خافيا كيف اصبح الدين عموما والدين الإسلامي على وجه الخصوص مطية لأصحاب الأغراض السياسية والمالية والتآمرية؛ أصبح الدين ألعوبة بيد اللاعبين يتعانق فيه الإفتاء مع الجهل ليفجر المجتمعات من الداخل وليخلق القلاقل والانقسامات.
وإذا ما طرحت أي قضية دينية في نقاش انبرى المتدينون بالصوت العريض: "هذه مسائل لأهل الاختصاص ولا يحق لنا أن نفتي فيها أو نبدي رأيا" وكأن ما يجري الحديث عنه هو فرع من علوم الذرة أو الرياضيات المستعصي على الفهم، وكلنا يعرف أن "الدين يسر" وليس عسر وأن "الحرام بين والحلال بين" كما هو معروف بالحديث الشريف .
أما العلمانيون فيسارعون أيضا إلى رفض الخوض في النقاشات الدينية والفتاوى على أنها مواضيع عقيمة لا طائل منها.
بالنهاية يترك الأمر لرجال الدين الذين يتفنن جلهم في تعسير الأمر وفي إرضاء الحاكم أيا كان.
وفي ظل غياب رأي المجتمع ورقابته تلعب الأصابع الخفية هنا دورها لتنشيط الانقسام وإيقاظ الفتن، ويدفع الجميع بالنهاية الثمن، كضريبة باهظة للسكوت والنفاق والحياد السلبي القاتل.
من هنا يمكن ملاحظة أهمية الوعي الديني ليس للمؤمنين فحسب بل لغير المؤمنين أيضا، حتى يدرك الجميع ما هو حقيقي مما هو مزيف، وما هو ديني مما هو التفاف على الدين، ولمنع استغلال المجتمع باسم الدين، فيتصدى الجميع للمارقين وللمتصهينين وللمنافقين؛ فالدين عدا عن كونه إيمان هو أيضا معرفة، وحينما تكون المعرفة منقوصة أو مشوهة يسهل التلاعب بالمجتمع وغسل العقول وتفريغها.
وفيما يلي أهم النقاط التي تدفع بأهمية الوعي الديني وضرورته:

أولا. يقوي الوعي الديني من الإيمان بالله تعالى ويقومه وينقيه من الشوائب والانحراف
ثانيا. يتصدى الوعي الديني لمظاهر التهجين والتزوير والتزييف والتشويه والدس في الدين الجارية في عصرنا على قدم وساق بغية ضرب الأرضية الاخلاقية ومن ثم قهر الشعوب وإبادتها
ثالثا. يتصدى الوعي الديني لظاهرة الإرهاب التي تشكل ذروة التزييف والتآمر وسوء الفهم للنص الديني في آن معا.
رابعا. يتصدى للظاهرة المزمنة المتمثلة بالنفاق والتملق للحكام وتشكيل ثنائية معيبة معرقلة للنهوض ومثبطة للإبداع وقاتلة لأي محاولة تغيير، فرجل الدين يفتي والحاكم يكافئ ويمرر الشعوذات الفكربة
خامسا. يساهم الوعي الديني في تحديد الأعداء الحقيقيين وفضحهم وتعريتهم حتى لو تقنعوا لكون الإيمان والدين يأخذ بثمرات الأشياء لا بما تدعيه.

إن أهمية الوعي الديني تفتح باب التنوير على مصراعيه وتقبل بتعدد مدارسه، وتقاوم تشكل طبقة من الكهنة المعتاشين على النفاق والتسلط الروحي والثقافي على الجمهور، واغماض العيون عنه لن يجد نفعا لأن القافلة الصفراء تسير وتعربد وتدهس الصغير قبل الكبير، وآن لنا باستبدالها بقافلة خضراء يانعة ترفض الجهل والتبعية والاستبداد
أننا جميعا لله واسم الله لنا كلنا، ولا يحق لأحد مصادرة اسم الله والتسلط على الناس وعقولهم بدعوى الاختصاص أو بدعوى المنحة الإلهية وهو ما لا يتحقق دون وعي ديني يضع النقاط على الحروف .

ع . ح . الحموي

شكرا لتعليقك