pregnancy

القصة الكاملة لزواج الخطيفة عند "الشركس"؟؟


القصة الكاملة لزواج الخطيفة عند "الشركس"؟؟


طريقة واحدة مهما اختلفت الأساليب، ومها ضُبطت بقوانين صارمة، أو متهاونة، والسبيل الواحد هو التلاقي بين حبيبين، بين امرأة تعشق الأمومة، ورجل يحب المؤانسة؟! والزمن أربك ارتباطهما في تقاليد قد تبدو بالية في مخيلة كل مقدم على الزواج، ولكنه يعود بعدها لينطق بما دللت عليه الأعراف والتقاليد.

ماذا فعلت تلك العادات؟، من تبعها؟ ومن حطمها؟ من حافظ عليها؟ ومن حاول تغييرها؟.. والمثال الأشهر على ذلك، ما هو متبع لدى "الشركس"، ويبدو فيما يقومون به أشبه بأسطورة لا يتمتع بها إلا الأبطال، وكانوا هم أبطال النضال في سبيل الوصول إلى قلب الحبيب!!

في هذه الإضاءة أردت أن أضع القارئ في محيط ما يدور في أذهان المحبين من "الشركس"، وكم يتمنى كل إنسان على وجه البسيطة أن يحذو حذوهم، لأن الهدف هو الوصول، وليس أصدق من "الشركس" في الوصول إلى الباب الذي يؤدي إلى مفتاح القلب!!

الزواج حسب العادات "الشركسية" تصنف في حالتين، وهناك ثالثة تعتبر حالة استثنائية يعمل بها في حالة الضيق المادي للشاب؟. فالحالة الأولى هي إسلامية شرعية وكما متبع لدى كل الطوائف الإسلامية، فيتقدم الشاب لخطبة الفتاة، ويمكن أن يوافق أهل الفتاة، أو لا يوافقون، وبالطبع فإن للفتاة علينا حق السؤال في رفض أو قبول المتقدم لخطبتها. هذه الطريقة يعمل بها حوالي 80% من "الشركس" في هذه الأيام. أما الحالة الثانية والتي اشتهرنا بها دوناً عن غيرنا من بين سكان الأرض، والتي تعرف بزواج (الخطيفة) وهذه الطريقة تعتبر شرعية، وليست كما يتوههما البعض أنها قد تلحق العار بوالد الفتاة، أوعائلتها؟.

** البداية:
لا بد للشاب أن يتقدم لخطبة الفتاة حسب الطريقة الأولى، فإن أجيب طلبه، نال ما أراد، أما إن رفض من قبل أهل الفتاة؛ فإنه يلجأ إلى (الخطيفة) وفي (الخطيفة) لا تخرج البنت دون علم من إحدى صديقاتها، أو إحدى جاراتها، وتقول لهم: (اليوم بدي انخطف لفلان.. خبروا أهلي وين أنا، ومع مين) كذلك يفعل الشاب إذ يخبر صديقاً له ماذا ينوي فعله. وكانت قديماً تخطف الفتاة على حصان.
** الخطوات:
ما هي الخطوات التي تتبعها الفتاة ليلة (الخطيفة)؟
لا تأخذ شيئاً معها سوى (صرّة) صغيرة فيها ملابسها الخاصة بها، وتكون على اتفاق مع من تحب.. أن يلتقيا في مكان معين، وبعلم صديقتها، كذلك يفعل الشاب إذ لا يأخذ الفتاة إلى بيته، ولا يحق له أن يلتقي بها أو يقيم معها في خلوة، بل تودع في بيت أحد معارفه، أو أيّاً كان، ويحظر عليه بعد ذلك أن يراها أو يلتقي بها».
** وقع الخبر على الأهل:
في بادئ الأمر، يأتي صديق الشاب، يدق باب بيت أهل الفتاة، ويقول لهم جملة واحدة: (بنتكن خطفها فلان، وهيّي عند فلان أمانة) ثم يذهب. فيتناول أحد أهلها مسدساً ويطلق ثلاث طلقات في الهواء، فيعرف أهل القرية أن هناك فتاة خطفت، فيركض كل رجل إلى بيته ليتفقد بناته.. وهنا تؤكد صديقة الفتاة للأهل أنها على علم بما جرى.

** ماذا يفعل أهل الفتاة بعد معرفتهم مصير ابنتهم؟

يرسل صاحب البيت التي تنزل فيه الفتاة في طلب أقاربها، ويتم إبلاغهم برغبة (فلان) الزواج من ابنتهم، ويذكر أن والد الفتاة أو أحد إخوتها إن وجد لا يحضرون، بل من الأقارب فقط، وبعد مداولات، يتم الاتفاق، ويؤتى بالشيخ لتسجيل الزواج، وتسأل الفتاة إن كانت أجبرت على الخطيفة، أم أنها موافقة عليه؟ فإن كانت مجبرة أعيدت إلى بيت والدها، أما إن كانت موافقة، فيسجل عقد زواجها، وهنا أيضاً لا يحضر والد الفتاة، أو أخوها، فالوالد لا يحضر عقد زواج ابنته، كما لا يحضر العرس، وفيما بعد يصبح (الصهر) غالي، ويدخل البيت، وتعود البنت إلى بيت والدها كأن شيئاً لم يكن.

** طريقة ثالثة:

هناك طريقة ثالثة من أنواع الزواج بطريقة الخطف، ولكن ما يميزها أنها مفتعلة، ومتفق عليها بين الطرفين، أي أن يتقدم شاب لخطبة فتاة، ولكن أحواله المادية لا تسمح له بذلك، ولكنه مرغوب من قبل الفتاة، فيتفق والد الفتاة مع الشاب على اللجوء لزواج الخطيفة، وفي هذه الحال تكون الأمور أقل تعقيداً من سابقتها، ولكنها نادراً ما تحدث.
** المهر:
لكل منطقة عادات تتبع أحياناً ما هو محيط بها من باقي الطوائف، فمثلاً ما زال المهر لدى "الشركس" الذين يقطنون "الجولان" مقدراً بـ /500 / ليرة كمقدم، و/1000/ ليرة كمؤخر. أما في منطقتنا الوسطى كان المهر يتراوح بين /10000/ ليرة و/50000/ ليرة سورية، اليوم ارتفعت المهور ووصلت إلى /100/ ألف ليرة، و/500/ ألف ليرة كمؤخر صداق. في منطقة "منبج" يصل المهر إلى /500/ ليرة في كلا الحالين.
** يوم العرس:
العادة المتبعة هي عدم حضور أهل العروس يوم فرح، خاصة من تزوجت بطريقة الخطيفة. وبالنسبة لما يقدم في العرس للمدعوين، فيقدم المأكولات الشركسية، هذا كان سابقاً، ولكن اليوم نقدم الأصناف التي تشتهر بها ومتعارف عليها من قبل كل سكان المنطقة بكافة أطيافها.
...................................
ــ مصدر المادة من لقاء مع الأستاذ "غسان جك" من أهلي قرية "تل سنان".
محمد أحمد القصير

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...