pregnancy

الطوطم والتابو(التحريم) عند الشعوب البدائية






الطوطم والتابو(التحريم) عند الشعوب البدائية
..........................................................................................

استطاع فرويد بقدرته الهائلة على توظيف الطاقة الرمزية للأساطير في إضاءة جوانب مظلمة من النفس البشرية واستجواب مناطق عصية عن الفهم في تضاريس الحياة الانسانية،في ظلال هذه المنهجية الإبداعية يوظف فرويد الدلالات الرمزية الأسطورية لتفسير النشأة الأولى للنظام الأخلاقي،يعتبر فرويد أن الخطيئة الأولى ليست قطف آدم للتفاحة من شجرة المعرفة وإنما هي قتل الأب البدائي من قبل أبنائه،وتفيد هذه الأسطورة أن جماعة من البدائيين في الغاب الأول التي يحكمه أب ذكر قوي كان قد استحوذ على نساء القبيلة وفرض نوع من التحريم الجنسي الصارم عليهم مما أدى إلى ثورتهم عليه وقتله والتهامه(الالتهام رمزية إلى التماهي مع هذا الأب) ونشأ على أثر ذلك صراع عنيف بينهم على التركة.
وسفكت الدماء في غياب هيبة الأب وانهيار النظام الذي وضعه،فالأبناء كما يرى فرويد في هذه الأسطورة كانوا يناصبون أباهم الكراهية والعداء نظرا للتحريم الجنسي الصارم الذي فرضه عليهم،ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يدينون له بالحب والولاء والتقدير والإعجاب،إذ كان الأب لهم نموذجا وقدوة يتماهون به ،وبعد قتله كابدهم الندم وأشقاهم الألم،فأقاموا تحت تأثير هذا الندم والحزن طقوسا طوطمية تكريما للأب وتكفيرا عن إثمهم العظيم،وتأسيسا على هذا الموقف التكفيري أسسوا نظام التحريم ثم شيدوا نظام من المقدسات التي حظروا بموجبها على أنفسهم ماكان الأب قد حرمه عليهم ف نشأ التحريم وولد المقدس وظهر القانون وجرت العادات والتقاليد والأعراف على تأصيل هذه المبادئ الأخلاقية التحريمية ،ينطلق فرويد من تأكيده على هذا التصور الأسطوري من نتائج الأبحاث الأنثروبولوجية حول نظام التحريم في القبائل البدائية في استراليا وغيرها.
وفي هذا السياق يقدم فرويد إشارات واضحة إلى أهمية الأحلام ودورها في نشأة الدين والمحرم عن البدائيين،وكان تجلي الأموات في أحلام البدائيين عاملا كافيا لترسيخ فكرة الخلود والأرواح وقدرتها على التأثير ،فعندما قتل الأب ظهر لهم في أحلامهم وقد أثار هذا الظهور خوفهم ،فبدؤوا بالصلوات على روحه خوفا من نقمته وغضبه عليهم ويعتبر فرويد إن التضحيه بإبن البكر عند معظم الشعوب البدائيه رمزيه لقتل هذا الإب وما محاولة النبي إبراهيم التضحيه بابنه إسماعيل والإبن المسيح تضحيه بنفسه من أجل التكفيرعن الخطئيه الأولى وفداء الإنسانيه إلا ضمن هذا السياق وماسر تناول القربان المقدس الذي يرمز الخبز فيه إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه كما ورد على لسان السيد المسيح إلا رمزية لذلك.
المصدر: كتاب فرويد موسى والتوحيد و الأسس الرمزية والأسطورية لنشأة الأخلاق للدكتور علي أسعد وضفة.

مروان وردة

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...