pregnancy

الإيمان ... والخوف من الفكر التقدمي (1)


الإيمان ... والخوف من الفكر التقدمي (1)

...........................................................
لم تزل العلاقة منقطعة أو خجولة بين المؤمنين والتقدميبن، بما فيهم التقدميين المؤمنين أنفسهم، بدعوى التناقض الصارخ بين هذا وذاك، وبات هذا قاعدة فكرية أساسية نعيشها ونتقبلها في حياتنا اليوم لا نشذ عنها إلا لماما.

والمضحك المبكي أن هذا التناقض قد يعتمل في الشخص الواحد فيكون مؤمنا وتقدميا في آن معا وحين تسأله كيف جمعت بين النقيضين يجيب بالإيجاب طواعية مقرا بأنه تناقض كبير وبأنه يفصللبين إيمانه بالله والديانة التي يدين بها وبين التقدمية كنظام اقتصادي يرتقي بالإنسان.

ولو ابتعدنا عن شكليات كل من الأيديولوجيتين ما يتعلق بطقوس الديانات وحرفية النص فتمثلنا روح الديانة، لوجدنا أنها تصب عند الإنسان كرامته وصحته وتلبية احتياجاته؛ فيقول السيد المسيح عليه الصلاة والسلام (مرقس 2: 27): «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ ِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.
"
ومن المعروف أن يوم السبت كان اليوم المخصص للعبادات والطقوس لدى اليهود .
ومن ناحية ثانية معظم التيارات الفكرية التقدمية لا تعترض على الدين بوصفه إيمانا بل بوصفه بابا للاستكانة والاستسلام للقدر والاستغلال والتبعية وهي تدين المؤسسات الدينية من كونها أداة في يد السلطة الاستغلالية والقمعية تتحكم برجال الدين ومواعظهم حسب مصالحها وحسب هواها.

ولننظر إلى ما قال "ماركس" نفسه في الدين: (الدين هو تنهيدة المضطهد، في قلب عالم لا قلب له، هو روح لظروف لا روح لها، إنه أفيون الشعب) "وقد قيلت هذه العبارة في بريطانيا قلب العالم الرأسمالي أيام ماركس وهنا يسخر ماركس من هذا العالم بأنه بلا قلب اي بلا رحمة ولا شفقة" (1)

أي إن الدين تعويض لقسوة هذا العالم، فالعبارة موجهة ضد العالم الرأسمالي وليس ضد الدين. ولكن من ناحية أخرى كان الدين وقتها (ولا زال) بعيد كل البعد عن أي محتوى نضالي أو إنساني بل يقتصر على الشعائر والعبادات التي إن لم ترتبط بإرادة الإنسان نحو الخير و التطور (العقلي والعلمي) الخاص والعام بقيت مجرد طقوس لا تقدم ولا تؤخر.

يتبع...............

ضياء حميو-الحوار المتمدن

علي  حسين  الحموي

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...