قصة موت المتنبي الشاعر الذي قتله شعره
كان
المتنبي يستعلي على الشعراء،
ويكثر من السخرية منهم ومن شعرهم، على نحو جعله هدفَهم جميعاً، وكان يكثر من الفخر بنفسه، فهو القائل :
سيعلمُ الجميعُ ممن ضَمَّ مجلسُنا بأنني خيرُ من تَسعى بِهِ قَدَمُ
أنا الذي نَظَرَ الأعمى إلى أدبي
وأسمعتْ كلماتي مَن به صَمَمُ
ويكثر من السخرية منهم ومن شعرهم، على نحو جعله هدفَهم جميعاً، وكان يكثر من الفخر بنفسه، فهو القائل :
سيعلمُ الجميعُ ممن ضَمَّ مجلسُنا بأنني خيرُ من تَسعى بِهِ قَدَمُ
أنا الذي نَظَرَ الأعمى إلى أدبي
وأسمعتْ كلماتي مَن به صَمَمُ
وفي إحدى قصائده التي كتبها في صباه يقول :
إن
أكن معجَباً فعُجْبُ عجيبٍ لم يجد فوق نفسهِ من مزيدِ
أنا تربُ الندى وربُّ القوافي وسمامُ العِدَى وغيظُ الحسودِ
أنا في أمةٍ تداركها اللـهُ
غريبٌ كصالحٍ في ثمودِ
أنا تربُ الندى وربُّ القوافي وسمامُ العِدَى وغيظُ الحسودِ
أنا في أمةٍ تداركها اللـهُ
غريبٌ كصالحٍ في ثمودِ
ويقول :
أيُّ محلٍّ أرتقي أيُّ عظيمٍ أتقي؟
وكلُّ ما خلقَ اللّـهُ وما لم يخلقِ
محتقرٌ في همَّتي كشعرةٍ في مَفْرِقي
هكذا
كان المتنبي في تقديره لذاته ، يراها الأعلى دائما ً، و الأحق بالمجد والشرف ، ولا
يتنازل عن هذه الرؤية تحت أي ظروف كانت !.
• الهجاء القاتل :
والغريب أن المتنبي قُتِلَ بسبب الهجاء ؛ على الرغم من أن الهجاء لا يمثل ركناً أساسياً في ديوانه ؛ فعندما ترك المتنبي سيف الدولة أمير حلب الذي كتب الكثير من القصائد في مدحه ومناقبه ؛ بعد أن وشي بينهما الواشون ؛ اتجه إلى مصر لمدح واليها كافور الإخشيدي الذي كان عبداً أسود مثقوب الأذن ، ولكن كافور خذله ؛ فأطلق المتنبي فيه لسانه يهجوه وشعبَ مصر ، فنجده في قصيدة يبالغ في هجائه لكافور ، ويصفه بكل صفات الرجل الدنيء ؛ من الكذب ، وإخلاف الوعد ، والغدر ، والخيانة ، وخسة الأصل ، والجبن ؛ فيقول :
أُرِيكَ الرِّضَا لو أخْفَتِ النَّفْسُ خافيا
وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا
أَمَيْنا ً؟ وإخلافاً ؟ وغَدْراً ؟وخِسَّة ً؟ وجُبْناً ؟
أَشَخْصاً لُحْتَ لي أم مَخازيا ؟
وإنك لاتدري : ألونُكَ أسودٌ من الجهلِ؟
أم قد صار أبيضَ صافيا ؟!
وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا
أَمَيْنا ً؟ وإخلافاً ؟ وغَدْراً ؟وخِسَّة ً؟ وجُبْناً ؟
أَشَخْصاً لُحْتَ لي أم مَخازيا ؟
وإنك لاتدري : ألونُكَ أسودٌ من الجهلِ؟
أم قد صار أبيضَ صافيا ؟!
ثم
يقول وهو راحل عن مصر
:
العَبدُ لَيسَ لحرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَو أنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولُودُ
لا تشترِ العبدَ إلا ّو العصا معه إنَّ العبيد لأنجاسٌ مناكيد ُ!
ما كنت أحْسِبُني أحيا إلى زمنٍ يسيء بي فيه عبدٌ وهو محمودُ
العَبدُ لَيسَ لحرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَو أنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولُودُ
لا تشترِ العبدَ إلا ّو العصا معه إنَّ العبيد لأنجاسٌ مناكيد ُ!
ما كنت أحْسِبُني أحيا إلى زمنٍ يسيء بي فيه عبدٌ وهو محمودُ
ومع هذا الهجاء الشديد اللهجة لكافور ؛ استطاع المتنبي الخروج من
مصر دون أن يمسه سوء ، وجاء مقتله بسبب قصيدة هجا بها رجلاً يسمى "ضبة بن
زيد"، يتعرض فيها لحادثة مقتل أبي ضبة ، وقد فر وترك أباه ، وهو يستخف به
فيقول فيها :
ما
أنصفَ القومُ ضُبَّهْ وأمّه الطُّرطُبّهْ
وَمَا عليكَ مِنَ القَتْـلِ إنَّما هيَ ضَرْبَة
وَمَا عليكَ مِنَ الغَدْرِ إنَّما هِيَ سُبَّهْ
وَمَا عليكَ مِنَ القَتْـلِ إنَّما هيَ ضَرْبَة
وَمَا عليكَ مِنَ الغَدْرِ إنَّما هِيَ سُبَّهْ
ثم
يقول :
ما كنت إلا ذُباباً
نفتكَ عنّا مِذبّه
وإنْ بَعُدْنا قليلاً
حملْت رُمحاً وحَرْبَهْ
إن أوحشتْك المَعَالي
فَإِنَّها دارُ غُرْبَهْ
أو آنستْك المَخَازِي
فإنَّهَا لكَ نِسْبَهْ
وفي القصيدة أبيات كثيرة ؛ يتعرض فيها المتنبي لأم ضُبة ، ويرميها بأفحش التهم ، وكان لأم ضبة أخ يسمى "فاتك بن أبي جهل الأسدي"؛ فلما بلغته القصيدة أخذ الغضب منه كل مأخذ ، و أضمر السوء لأبي الطيب ، وعندما علم أبو نصر محمد الحلبي بِنية فاتك ؛ حذر المتنبي ، فلم يزده هذا التحذير الا عناداً ، و ركب المتنبي وسار ، فلقيه فاتك في الطريق ، فأراد المتنبي أن ينجو بنفسه ، فقال له غلامه : ألستَ القائل :
ما كنت إلا ذُباباً
نفتكَ عنّا مِذبّه
وإنْ بَعُدْنا قليلاً
حملْت رُمحاً وحَرْبَهْ
إن أوحشتْك المَعَالي
فَإِنَّها دارُ غُرْبَهْ
أو آنستْك المَخَازِي
فإنَّهَا لكَ نِسْبَهْ
وفي القصيدة أبيات كثيرة ؛ يتعرض فيها المتنبي لأم ضُبة ، ويرميها بأفحش التهم ، وكان لأم ضبة أخ يسمى "فاتك بن أبي جهل الأسدي"؛ فلما بلغته القصيدة أخذ الغضب منه كل مأخذ ، و أضمر السوء لأبي الطيب ، وعندما علم أبو نصر محمد الحلبي بِنية فاتك ؛ حذر المتنبي ، فلم يزده هذا التحذير الا عناداً ، و ركب المتنبي وسار ، فلقيه فاتك في الطريق ، فأراد المتنبي أن ينجو بنفسه ، فقال له غلامه : ألستَ القائل :
الخيلُ
و الليلُ والبَيداءُ تعرفني
والسيفُ والرُّمح والقرطاسُ والقلمُ ؟
والسيفُ والرُّمح والقرطاسُ والقلمُ ؟
فثبت المتنبي حتى قتله فاتكٌ ، وقتل ابنَه محمداً وغلامَه ، وهكذا
كانت نهاية هذا الشاعر العربي الكبير التي جاءت بسبب شعره ولسانه....
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء