تتمة الجزء السياسي الخاص
عن صبرا وشاتيلا البترولية
--------------------------------
أما عن موضوعنا الرئيسي ،وهو أن الغرب لم يكن يدفع ثمنا لبترول العرب بقدر ما كان يدفع مقابلا لقوة العرب ،فتلك مسألة واضحة تماما ،
.فلو العرب هم الأقوي الآن لكان باستطاعتهم التنسيق والاتفاق فيما بينهم بل ولكان باستطاعتهم إدراك الهدف الخبيث الذي كان يبيت لهم منذ زمن وتحديد كمية المنتج وسعره بحيث لا يتحول أعظم كنز اكتشفته البشريه ،لا تتحول ثرواتنا القومية البترولية ،إلي أصفار زائدة في البنوك الأمريكية ،لا يستفيد منها سوي اللوبي اليهودي - الأمريكي من ناحية ،ومن ناحية أخري كان ممكنا للعرب - لو كانوا سياسيا وعسكرياأقوياء- أن يفرضوا علي أرضهم وثروتهم ،قوة وجود تكفل للسلعة البترولية ثمنها .
ولكن ما حدث في (كامب ديفيد ) وبعدها وما حدث في لبنان أثبت أن القوة العربية قد تفتتت نتيجة لواقع عربي قبلي متخلف ،وخطة ذكية بالغة الذكاء من أعداء أكثر تطورا بكثير ،وأن تقوم إسرائيل وحلفائها بمجزرة صبرا وشاتيلا وبيروت علي مرأي واستكانة معظم الحكومات العربية وحكمائها ،لم يكن استعراضا للعدو فقط ولكنه كان أيضا تسجيلا دقيقا لمدي الضعف الذي أصاب حكومات العرب .
ولهذا لم يكن غريبا أن تحدث أيضا في اجتماعات (الأوبك )مذبحة بترولية لا تذبح فيها الكيسنجرية " الرمز المجسد للتحالف الصهيوني الإمبرالي ضد العرب وضد العالم " وكما حدث في صبرا وشاتيلا أيضا ،تنوب مخالب القطط المعادية عن العدو في القيام بالمذبحة البترولية ،كما قامت بالمذبحة في صبرا وشاتيلا .
وإذا راجعت الصحف الأمريكية والأوروبية فسوف تدرك مدي الشماتة التي يحسها الغرب تجاه العرب وبلادهم البترولية ،ومدي التلذذ الذي تحسه صحافة الغرب بينما تتولي العرب بأنغسهم تصفية سلاحهم البترولي -بعد أن دخلوا شرك الخطة .
إن الصورة العربية الكاريكاتورية للرجل العربي الفظ الذي يحمل حقائب المال ويرتدي العقال ويكشف عن فم مزود بأنياب وكأنه الوحش أو الشيطان القادم ليهتك أعراض نساء الغرب وحضارة الغرب بجشعه وتخلفه -قد أزالت تماما صورة "شايلوك " اليهودي الذي يقتطع رطلا من الجسد البشري سدادا لدينه .بمعني أن الصهيونيه في مرحلتها الكيسنجرية قد نجحت في إزاحة صورة يهوديه مقيته وإحلال صورة عربية شديدة البشاعة ،ولم يكن ذلك إلا تمهيدا بحيث حين يهزم الغرب العرب عسكريا وسياسيا في (كامب ديفيد ) وعسكريا مرة أخري في لبنان ،وبتروليا في اجتماع ( الأوبك ) لا يحس الرأي العام الأوروبي أو الأمريكي إزاء العرب المهزومين إلا بالشماتة والتشفي .
وأيضا -وهذا هو المهم حقا- يمهد الغرب لعدوان غاشم كادت ترتكبه الولايات المتحدة ضد الجماهيريه الليبية الشقيقة والمحاولة السافلة للإيقاع بينها وبين مصر في الأحداث الأخيرة من (نيميتز ) و( الاواكس ) ومحاولة الانقلاب المزعومة .
...............................
إلي هنا يكون قد انتهي المقال وبالرغم من أنه مقال قديم إلا أنني أظن أنه يفسر الكثير من الأحداث الحالية في وطننا العربي الجريح للأسف .
اعداد :
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء