pregnancy

مشاهدات المواطن رقم 14في المشفى الوطني سلمية









مشاهدات المواطن رقم 14 في المشفى الوطني بسلمية
...............................................

رأيت كما يرى النائم .الحالم بسورية المتجددة.لا الناقم الذي يعمل لتجزئتها واضعافها .عندما كنت في زيارة لصديق.
مالم أكن أتوقعه. رأيت كيف يتسابق الكادر الطبي بدءا من الطبيب مرورا بالممرضين والممرضات وانتهاء بالفنيين العاملين في أقسام التصوير والتخدير. والصيدلة لتقديم الاسعافات الأولية التي تبعد خطر الموت عن المريض. ورأيت النظافة التي توازي أرقى المشافي العامة والخاصة. وكيف يستقبلون المرضى الجدد بالبشاشة إياها. وكيف تعمل جميع الأجهزة ذات التقانة العالية. على مدى 24 ساعة مع فنييها وبالمجان. وكل ماهو متوفر من دواء أيضا يقدم للمريض عند الحاجة .بلا محسوبية. ولا تمييز بين مريض وآخر.عدت إلى البيت وكلي ثقة أن شعبا بهذه اللهفة. والإحساس بالمسؤولية. والانتماء الوطني الأصيل. والإيمان بالعمل بروح الفريق الواحد. لم ولن تنال منه تلك الكوارث التي خلفتها تلك السنوات السبع العجاف الماضية. وسيكتب تاريخه بحروف من غار .بغزة وفخار. 
قبل أن أخلد للنوم وقف المواطن رقم 14 قائلا : لماذا لم تقم بزيارة غرف المشفى وترى تلك الأسرة والوسادات والمفارش البالية التي أكل الدهر عليها وشرب؟ وكذلك تلك الطاولات القديمة. والأدوات الأخرى البالية التي يحتاج إلى استعمالها المريض عند تناوله الطعام. ؟والنوم على سرير طبي مريح؟ قلت؛ معك حق لم يتسن لي ذلك. لكنني أتمنى على الإدارة الجديدة أن تسعى لتحقيق ذلك. وإذا تعذر أن يتنادى أبناء البلدة من خلال مجلس المدينة الذي انتخب مجددا إلى تأمين هذه اللوازم للمريض . بالطرق التي يراها مناسبة. 
بوركت الأيدي العاملة والخيرة المعطاءة التي تساهم في نهوض سوريانا وشعبنا إلى المستوى اللائق بانساننا العربي السوري الأصيل المكابر على الجراح والآلام. والمتطلع إلى تحقيق مايصبو اليه من أحلام ليست مستحيلة عندما تتوفر الإرادة .وحب الوطن. والعمل. والتعاون. والتشاركية. ........
.المواطن رقم 14.

د.حسين الحموي
اللوحة للدكتور ناصح عيسى 
شكرا لتعليقك