pregnancy

التعلم الذاتي











التعلم الذاتي 

ماذا تعرف عن التعَلم الذاتي وأهميته؟ وكيف تُصبح متعلمًا ذاتيًّا ؟

“التعلم الذاتي، كما أعتقد بصلابة، هو النوع الوحيد الموجود من التعلم”

بتلك الكلمات وصف المؤلف الأمريكي الروسي إسحاق عظيموف التعَلم الذاتي، حيث إن التعَلم الذاتي هو عملية أخذ المعلومات، ومعالجتها وفَهمها، والاحتفاظ بها، ثم المداومة عليها دون الحاجة إلى شخص، يقوم هو بمعالجتها عوضًا عنك وشرحها إليك. يعتمد التعَلم الذاتي اعتمادًا كُليًّا على الدوافع الذاتية لدى المتَعلمين، ورغبة كل منهم في التعَلم واكتساب المعلومات، ومهارات التعَلم المختلفة، ثم تطوير الذات، والمداومة على النجاح. في هذا التقرير سنقوم بتناول أهم المعلومات التي يَجب أن تعرفها عن التَعلم الذاتي، من يستطيع التعَلم الذاتي؟، وأين ومتى يُمكنه التعَلم بنفسه؟، ومن ثَم فوائد التعَلم الذاتي، وتأثيره على العقل والتفكير، وأخيرًا نَضع لك الخطوات الرئيسية حتى تُصبح مُتعلمًا ذاتيا تستطيع تَعليم نفسك بنفسك.

إذًا فمَن الذي يستطيع أن يُصبح مُتعلمًا ذاتيًّا؟

 “كل ما تعلمته، تعلمته من الكتب”

هذه إحدى كلمات الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لينكون، وهذا يدل على أن أي شخص يُمكنه أن يُصبح متعلمًا ذاتيًا دون أي قيود، حيث إن أي فرد لديه الدافع والرغبة في التعَلم وحب المعرفة بالتأكيد هو متعلم ذاتي. في الغالب لا يعتمد هذا النوع من التعَلم على دراسة الوحدة، لكن يُعتمد بدرجة كبيرة على جمع المعلومات المختلفة من مصادرها الموثوقة، وتعلمها ودراستها. أصبحت الآن المقررات الدراسية بأعرق الجامعات مُتاحة على شبكات الإنترنت مجانًا وبدون أي مقابل، لأي شخص يريد دراستها، لا تقتصر على طلبة الجامعة فقط.

لكن أين ومتى يستطيع الشخص أن يُعلم نفسه بنفسه؟

يوجد العديد من الآليات المشتركة بين كل من التعَلم الذاتي، والعمل المستقل؛ فالتعَلم الذاتي يُمكن أن يتم في أي مكان سواء المنزل، المكتب، المكتبات العامة، أو في الحدائق. كالعمل الحر تمامًا، فهو غير مُحاط بحدود معينة كالتعليم التقليدي الذي يقتصر دوره داخل الجامعة أو أسوار المدرسة. أيضًا يستطيع المتعَلم أن يتعَلم ذاتيًّا متى أراد، ووقتما شاء، اليوم أو غدًا أو بعد يومين أو أسبوعين. فقط ابدأ عندما تَكُون مستعدًّا لذلك، ابدأ ببطء لا تتسرع أبدًا حتى لا تنفر من التعَلم، عندما تبدأ تدريجيًا وتُحقق تقدمًا، أفضل بكثير من أن تبدأ مُسرعًا بكميات كبيرة، ثم بعد فترة وجيزة لا تستطيع المداومة والاستمرار. النقطة الأساسية دائمًا هي الدافع لدى المتعلم، الدافع هو من يجعَلك تبدأ وتُحقق تقدمًا تفخر به. لكن دائمًا وضع خطة لأي شيء، وتنظيم الوقت هما الأداة الأساسية للنجاح والتقدم في أي شيء، إذا فعليك وضع خطة منتظمة للتعَلم، فقط حدد ماذا تريد أن تتعلم، والوقت المستخدم لذلك، وابدأ في التنفيذ بدون مماطلة، حدد موعدًا ثابتًا للتعَلم يوميًّا، افصل نفسك بعيدا عن مؤثرات التَشتت واقضِ هذا الوقت في التعَلم، التعَلم واكتساب المعلومات المعرفية فقط.

التعًلم الذاتي.. مُميزات وعيوب

على عكس التعليم التقليدي داخل المدرسة أو الجامعة، يُعتبر التعليم الذاتي هو الأفضل بكل المقاييس لما يتمتع به من مُميزات تجعله الأفضل من بين جميع طُرق التعليم، لا تقتصر مميزاته على حرية المكان والوقت الذي تبدأ فيه التعَلم فحسب، لكن يتَمتع بالعديد من المميزات الأخرى والتي منها: –

التعَلم الذاتي أكثر مُتعة، لأنك تتعَلم ما تهتم به، دون حفظ معلومات ليس لها أي أهمية.
يُصبح المتعلم مُفكرًا مستقلًا، ويتعَلم تحَمل المسؤولية.
يَحظى المتعَلم بحرية التعلم بدون قيود.
يُصبح المتعَلم لديه الشجاعة الكافية لدراسة مجال اهتمامه دون انتظار مُعلم يشرح له.
التعَلم الذاتي لا يترك مجالًا للأعذار، فلا يكون خطأ أحد غيرك إن لم تتعَلم.
يُعتبر التَعلم الذاتي المستقبل في مجال التعليم، لكثرة المعلومات المتاحة لدينا الآن.
ضعف احتمالية الحصول على المعلومات الخاطئة، على عكس أنواع التعَلم الأخرى.
يُتيح التعَلم الذاتي المزيد من فُرص العمل وزيادة الدخل المادي عبر الإنترنت من خلال العمل الحر.
بسبب اعتماد التعَلم الذاتي في المقام الأول على الدافع لدى المتعلمين، قد يرى البعض أن هذا من عيوب التعلم الذاتي، لكن بطريقة علمية لا توجد أي عيوب تُذكر حتى الآن للتعَلم الذاتي، طالما قمت باختيار المعلومات من مصدرٍ موثوق، ولديك الدافع والرغبة في التعَلم.

الآن، كيف تُصبح متعَلمًا ذاتيًا تُعلم نفسك بنفسك؟

إن كنت تُريد أن تُصبح متعلمًا ذاتيا قادرًا على الحصول على المعلومات من المصادر المختلفة، ومعالجتها، والإبقاء عليها وفهمها دون الحاجة لشخص يقوم بشرح المعلومات لك، فَعليك اتباع هذه الخُطوات.

1- أوجد الدافع

لابد من التأكد من وجود الدافع في التعلم، والرغبة في اكتساب المعلومات، تأكد من أنك فعليًّا تُريد أن تتعلم من أجل التعلم، أوجد السبب والدافع وراء التعلم، اسأل نفسك في البداية، ماذا تُريد أن تتعَلم؟، ثُم لماذا؟

2- ابحث عن المعلومات التي قد تحتاجها للتعَلم

الآن، انظر في المعلومات المتاحة لديك، فإن كانت لا تكفي ابحث عن المزيد من المعلومات، اجمع كل ما قد تحتاج إليه لاحقًا، جميع الكتب، ملفات الفيديو، والمواد التي تستخدمها، البعض لا يُفضل جمع كل المعلومات، ويُفضل البحث عما يحتاجه في كل مرة يقوم فيها بعملية التعَلم.

3- ابدأ في التعَلم

الآن بعدما أصبح لديك المعلومات اللازمة، قم بالبدء في التعَلم، افهم المعلومات جيدًا، ابدأ تدريجيًّا ولا تتسرع.

4- ابدأ في الممارسة والتطبيق

إن كُنت تريد تعَلم التصميم، أو البرمجة، أو غيرها من الأشياء التي تتطلب الممارسة، قم بالممارسة وتطبيق المعلومات والخبرات التي تعلمتها، هذا بالتأكيد لا يمنع من الإبداع، والتجديد لكن الممارسة هي جزء هام جدًا لا يُمكن التخلي عنه لإتمام عملية التعَلم الصحيح.

5- تركيز الوقت في التعَلم

لابد من إنفاق المزيد من الوقت في عملية التعَلم، إن إتقان أي شيء يترتب على الوقت الممنوح له، فلا تترك يومًا يمضي دون التعَلم أو الممارسة والتطبيق ولو قليلا من الوقت.

6- نَظم عملية التعَلم الخاصة بك

لابد من التنظيم، لابد من مراجعة المحاضرة السابقة، ممارسة ما قُمت بتعلمه سلفًا، وكذلك التحضير لما ستتعلمه في المرة القادمة، فالتنظيم من الخطوات الأساسية نحو النجاح.

الآن أصبحت مصادر التعلم كثيرة، عربية، وغير عربية، بالإضافة إلى مواقع الجامعات الغربية العريقة وما تتيحه من مواد تعليمية على مواقعها على شبكة الإنترنت. حدد أولًا ما تريد أن تتعلمه، ولماذا تُريد أن تتعلم ذلك؟، فإن كُنت تريد أن تتعلم من أجل الحصول على فرصة عمل، يُمكنك تعَلم تصميم المواقع، البرمجة، تطوير الويب، ريادة الأعمال، التسويق، أو تصميم الجرافيك من خلال أكاديمية حسوب، ثم الحصول على فرصة عمل “فريلانسر” من مستقل. كما يُمكنك أيضًا الحصول على دورات أكاديمية في شتى المجالات من كثير من مواقع الانترنت التي ذكرناها سابقاً. 
منقول
شكرا لتعليقك