pregnancy

متحف جبران خليل جبران









ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺤﻒ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺑْﺸﺮِّﻱ
...
ﻓﻲ 25 ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ 1895 ﻭﺻﻞ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻓﺄ ﺇﻳﻠﻴﺲ ﺁﻳﻼﻧﺪ ‏( ﺃﺳﻔﻞ ﻣﺎﻧﻬﺎﺗﻦ – ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ‏) ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ 12 ﺳﻨﺔ، ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺃﻣﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺑﻄﺮﺱ ﻭﺷﻘﻴﻘﺘﻴﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ ﻭﻣﺮﻳﺎﻧﺎ .
ﻭﻓﻲ 10 ﻧﻴﺴﺎﻥ 1931 ﺍﻧﻄﻔﺄ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﻗﺎﺩﻳﺸﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﻰ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﻣﺮﻳﺎﻧﺎ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﺩﻳﺮ ﻣﺎﺭ ﺳﺮﻛﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺮﺍﺣﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﻤﺴﻲ ﻣﺘﺤﻔﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢّ ﺇﺭﺛﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .

ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ؟
ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﻋﻨﺪ ﻟﺤﻒ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﻳﻠﻔّﻚ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﺑﺔ ﻭﻳﻤﺘﺪّ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻭﺍﺩﻱ ﻗﺎﺩﻳﺸﺎ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﻧﻌﻴﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ " :1927 ﺃﻣﻨﻴﺘﻲ، ﻳﺎ ﻣﻴﺸﺎ، ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺭ ﻭﺍﺩﻱ ﻗﺎﺩﻳﺸﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ."
ﻧﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﻓﻲ ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ، ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﻱ . ﺍﻟﻨﺎﻱُ ﺍﻷﺣﺐُّ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﺟﺒﺮﺍﻥ . ﻭﺗﻄﺎﻟﻌﻨﺎ ﻋﺮﺍﻗﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .
ﻳﺸﺮﺡ ﻟﻨﺎ ﻭﻫﻴﺐ ﻛﻴﺮﻭﺯ ‏( ﻋﻴّﻨﺘﻪ ﻟﺠﻨﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﻣﻨﺬ 17 ﺁﺏ 1971 ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ‏) : " ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺴﺔ ﻣﺎﺭ ﺳﺮﻛﻴﺲ . ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ . ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ، ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻠﻘﻨﺼﻞ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺼﻴﻒ . ﻭﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺒﺸﺮﺍﻭﻳﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﻣﻠﻴﻴﻦ ﻟﻴﻜﻤﻠﻮﺍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﺩﻱ ﻗﺎﺩﻳﺸﺎ ﻭﺍﻷﺭﺯ . ﻋﺎﻡ 1701 ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺷﻴﺪﻭﺍ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒﺴﺔ، ﺍﻟﺪﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻵﻥ .
ﻭﻇﻠﻮﺍ ﻳﺨﺪﻣﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﺣﺘّﻰ .1908 ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻭﻋﻰ ﺟﺒﺮﺍﻥ : ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﻗﺎﺩﻳﺸﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ."

ﻳﺴﻜﺖ ﻭﻫﻴﺐ ﻛﻴﺮﻭﺯ . ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ . ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺣﻜﺎﻳﺔً ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺟﺒﺮﺍﻥ .
ﺗُﺮﺍﻩ، ﻋﺎﻡ 1895 ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﻣﻊ ﺃﻣﻪ ﻭﺷﻘﻴﻘﺘﻴﻪ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﺑﻄﺮﺱ ﺇﻟﻰ " ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ " ، ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻤﺘﻪ : " ﺳﺄﻋﻮﺩ " ؟
ﻭﻫﻮ ﻓﻌﻼً ﻋﺎﺩ . ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ‏( 1902 -1898 ‏) ، ﻭﺗﻤﺘﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﻘﺎﺩﻳﺸﺎﻭﻳﺔ ﻟﺘﻨْﺰﺭﻉ ﻓﻲ ﺭﻳﺸﺘﻪ ﻭﻗﻠﻤﻪ ﻃﻮﺍﻝ " ﻣﻨﺂﻩ " ﻓﻲ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ . ﻭﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻴﻨﻬﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ !
ﻋﺎﻡ 1926 ﻛﺘﺐَ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮّﺍﻭﻱ ﻳﻮﺳﻒ ﻃﺮﺑﻴﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﻭﺽ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﻣﻠﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﺒﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﺮ، ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺪﻓﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺻﻮﻣﻌﺔ ﻟﻔﻨّﻪ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﻣﻠﻴﻴﻦ ﻣﺤﺮﻣﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ . ﻟﻜﻦ ﺷﻬﺮﺓ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻹﻗﻨﺎﻉ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺒﻴﻊ، ﻃﻤﻌﺎً ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ .
ﻭﻋﺎﺩ، ﺇﻧﻤﺎ ... ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ . ﻋﺎﺩ ﺟﺜﻤﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺗﺎﺑﻮﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻮﺩﺗُﻪ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ : ﻳﻮﻡ 23 ﺗﻤﻮﺯ 1931 ، ﻭﻓﻲ ﻃﻘﺲ ﺣﺰﻳﻦ ﻳﺒﻠّﻠﻪ ﺭﺫﺍﺫ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲٌّ ﺧﻔﻴﻒ، ﺗَﻢّ ﻧﻘْﻞ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻮﺳﻄﻦ ‏( ﻣﺪﻓﻦ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺳﻴّﺪﺓ ﻟﺒﻨﺎﻥ ‏) ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻓﺈ ﺑﺮﻭﻓﻴﺪﻧﺲ ‏( ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻭﻻﻳﺔ ﺭﻭﺩ ﺁﻳﻼﻧﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻳﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ‏) ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻠﻌﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ " ﺳﻴﻨﺎﺭﺍ " ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻕ .
- 21 ﺁﺏ : ﺭﺳﺖ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺮﻓﺄ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺠﺜﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺭﺳﻤﻲٌّ ﻭﺷﻌﺒﻲّ .
- 22 ﺁﺏ : ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺑﺸﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻑ ﺍﻟﺒﺸﺮﺍﻭﻳﻴﻦ ﺗﺘﻘﺪّﻣﻬﻢ ﻣﺮﻳﺎﻧﺎ ﺍﻟﻤﻔﺠﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ، ﺑﻤﺎﻝ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻭﻭﺻﻴﺘﻪ، ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﺮ . ﻭُﺿِﻊَ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻳﺮ ﻣﺎﺭ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻣﺆﻗﺘﺎً، ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﺳﺘﺼﻼﺡ ﺩﻳﺮ ﻣﺎﺭ ﺳﺮﻛﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ .1931
ﻧﺘﺠﻮّﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺮ . ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ 16 ﻏﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ . ﻏﺮﻓﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﺗﻀﻢّ ﻛﺘﺐ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻭﻛﺘﺒﺎً ﻋﻨﻪ . ﺛﻢّ ﻏﺮﻓﺔ " ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ " ﺗﺴﻘﺴﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻴﺎﻩ ﻋﺬﺑﺔ ﻣﻦ ﻧﺒﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺼﺨﺮ . ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻣﻦ " ﺻﻮﻣﻌﺔ " ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ‏( ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ 51 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻏﺮﺑﺎً ‏) ﺣﻴﺚ ﺃﻣﻀﻰ ﺁﺧﺮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‏( -1911 1931 ‏) . ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ : ﺻﻨﺪﻭﻗﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ، ﻛﺮﺳﻲ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮِّﺟْﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ، ﻛﺮﺍﺱٍ ﻋﺘﻴﻘﺔ ‏( ﻛﺎﻥ ﺣﺘﻤﺎً ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﻧﻌﻴﻤﺔ ﺧﻼﻝ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ " ﺍﻟﺼﻮﻣﻌﺔ " ﺍﻟﻨﻴﻮﻳﻮﺭﻛﻴﺔ ‏) ، ﻣﺮﺁﺓ ﻋﺘﻴﻘﺔ، ﺭﻛﻮﺓ ﻗﻬﻮﺓ ‏( ﻛﺎﻥ ﻳُﺤِﺐّ ﺃﻥ ﻳﻬﻴِّﺊ ﺑﻴﺪﻩ ﻗﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻟﺰﻭﺍﺭﻩ ‏) ، ﺃﻭﺍﻥٍ ﻋﺘﻴﻘﺔ، ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﺏ .
ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، ﺗﺘﻮﺯﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻌﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ . ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺑﺨﻂ ﺟﺒﺮﺍﻥ : ﺧﺮﺑﺸﺎﺕٌ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭٌ ﻭﻣﻘﺎﻃﻊُ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕٌ ﻣﻨﺜﻮﺭﺓٌ ﻭَﺟَﺪَ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ .
ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻣﻄﻠﻊ ﻗﺼﺔ " ﺍﻟﺮﻓﻴﻘﺔ ﺍﻷﺛﻴﺮﻳﺔ " ﺑﺪﺃ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ . ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺘﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ : ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ " ﺍﻟﺼﻮﻣﻌﺔ :" ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻛﺒﺎﺭ ﻭﻓﻼﺳﻔﺔ ﻭﺃﺩﺑﺎﺀ . ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻬﺪﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺨﻂ ﺍﻟﻤﺆﻟّﻒ .
ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺗﺒﻠﻎ 160 ﻋﻤﻼً ﺑﻴﻦ ﺯﻳﺘﻲ ﻭﻣﺎﺋﻲ ﻭﺭﺻﺎﺻﻲ ﻭﻃﺒﺸﻮﺭﻱ . ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻳﻘﺪّﺭﻫﺎ ﻭﻫﻴﺐ ﻛﻴﺮﻭﺯ - ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ - ﺑﻨﺤﻮ 420 ﻋﻤﻼً .
ﺛﻢ ... ﻧﺰﻭﻻً ﻓﻲ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻟﻮﻟﺒﻴﺔ ﻣﺆﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺖ، ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺪﻫﻠﻴﺰ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﺀﻫﺎ ﻣﺪﻓﻨﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮ .
ﻫﺎ ﻧﺤﻦ " ﻋﻨﺪﻩ " ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺭﻓﺎﺗﻪ .
ﺗﺎﺑﻮﺗﻪ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻔﻀﻲ ﻫﻨﺎ، ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺼﺨﺮ : ﻣُﺰَﻧَّﺮٌ ﺑﺴﻠﺴﻠﺘﻴﻦ ﺗﺤﻤﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﻏُﻼﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ . ﻫﻨﺎ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﻳَﻌُﻮﺩﻩ ﺯﻭﺍﺭُﻩ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ . ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﺏ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ . ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺗﻜَّﺎﻳﺎﺕ ﻣﻠﻮَّﻧﺔ .
ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺆﻟّﻔﺎﺗﻪ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﺘﺮﻓﻪ ‏( ﻭﻟﻪ ﻋﺪﺓ ﺻﻮﺭ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ‏) ﺛﻢّ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﺟﻮﺍﺭﻳﺮ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻳﺸﺎﺕ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺷﻬﺎﺩﺓ : " ﻫﺬﺍ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﺒﺮﺍﻥ . ﻭﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﺗﻢ ﺗﺤﻨﻴﻄﻪ ." ﺍﻹﻣﻀﺎﺀ " : ﻗﻨﺼﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ." ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﺘﺮﺗﺌﺬٍ ﺗﺤﺖ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ .

ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ؟
ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﺗﻢّ ﻓﺘﺢُ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻡ .1974 ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﺗﻌﺮَّﺽ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻫﺘﺮﺍﺀ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﻭﻫﻴﺐ ﻛﻴﺮﻭﺯ .
ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ " ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ " ، ﻭﺻﻠَﺖ ﻣﻦ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻋﺎﻡ 1932 ، ﻭﺗﻢّ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻣﺆﻗﺘﺎً ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ، ﺛﻢّ ﺗﻨﻘَّﻠﺖ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ‏( ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ‏) ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﻮﺻﻴﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ 13 ﺁﺫﺍﺭ 1930 ﻭﺍﺳﺘﻮﺩﻋﻬﺎ ﻣﺤﺎﻣﻴﻪ ﺇﺩﻏﺎﺭ ﺳﺒﺎﻳﺮ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ . ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ : " ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺘﺮﻓﻲ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻡٍ ﻭﻛﺘﺐٍ ﻭﺳﻠﻊٍ ﻓﻨﻴﺔٍ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﺍﺕ، ﺃﻭﺻﻲ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﺎﺭﻱ ﻫﺎﺳﻜﻞ ﻣﺎﻳﻨﺲ ... ﻭﺃﺭﻏﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﺍﺳﺘﻨﺴﺒﺖ ﺫﻟﻚ، ﺃﻥ ﺗﺒﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺗﻲ ﺑﺸﺮﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﻳﻊ ﻛﺘﺒﻲ ."
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ... ﻭ " ﺍﺳﺘﻨﺴَﺒَﺖ " ﻣﺎﺭﻱ ﺫﻟﻚ، ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪّﺱ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺃﻭ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺟﺒﺮﺍﻥ .
ﻭﺣﻴﻦ ﻋﻴّﻨﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﺍً ﻟﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1971 ، ﻛﺸﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ، ﻭﻭﺟﺪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻴﻦ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﺩﻳﺮ ﻣﺎﺭ ﺳﺮﻛﻴﺲ . ﻭﺃﺳﻨﺪﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺇﻟﻰ ﻭﻫﻴﺐ ﻛﻴﺮﻭﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻤﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻭﻓﺎﺀ ﻛﺒﻴﺮ .
ﻣﻨﺬ ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ، ﻭﺯﻭّﺍﺭﻩ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻌﻮﻥ . ﺗﻢّ ﺇﻗﻔﺎﻟﻪ ﻓﻲ 17 ﺗﻤﻮﺯ 1975 ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﺛﻢّ ﺃﻋﻴﺪ ﻓﺘﺤﻪ ﻋﺎﻡ 1992 ﻓﺘﻮﺍﻓﺪ ﺍﻟﺰﻭّﺍﺭ ﺑﺎﻵﻻﻑ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺇﻗﻔﺎﻝ .
ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﺭﻭﺍﺩﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮ 60 ﻟﻐﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻰ ﻣﺘﺤﻔﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨْﺰﻭﻱ ﻣﻐﺎﺭﺓً ﻓﻲ ﻟﺤﻒ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﻴﻦ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﻳﻠﻔﺘﻬﻢ ﻭﺍﺩﻱ ﻗﺎﺩﻳﺸﺎ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ .
ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ، ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ، ﻭﺭﺍﺀﻧﺎ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻛﻼﻡ ﻭﻫﻴﺐ ﻛﻴﺮﻭﺯ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺗﻬﻴﺐ ﺧﺎﺷﻊ . ﻓﻬﻮ ﻳﻼﺯﻡ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻣﻨﺬ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﻋﻨﻪ " : ﻋﺎﻟﻢ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ " ‏( ﺟﺰﺀﺍﻥ ‏) ، " ﻋﺎﻟﻢ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ " ، " ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻔﻪ " ، ﻭ " ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ : ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻋﺼﺮ ."
ﻭﺃﻳﺔ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺪﺍﺭِ ﻣﻦ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺯﻗﺎﻕٍ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻛﻲ ﺭﻫﻴﺐ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ، ﻭﻇﻞّ ﻳﺘﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﺳﻜﻮﻥ ﺑﺸﺮﻱ ﻭﻫﺪﺃﺓ ﻣﺎﺭ ﺳﺮﻛﻴﺲ، ﻭﺣﻜﺎﻳﺎﺕٍ ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻛﻢ ﺭَﻭَﻯ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺭﻱ ﻫﺎﺳﻜﻞ، ﻭﺧﺒَّﺄَ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺻﻤﺘﻪ .
ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻓﻲ ﻇﻞّ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻣﺎﺭ ﺳﺮﻛﻴﺲ، ﺗﺴﺘﻌﺎﺩ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕٌ، ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﺃُﺳﻄﻮﺭﻱٌّ ﻭﺑﻌﻀُﻬﺎ ﺍﻵﺧَﺮ ﻭﺍﻗﻌﻲّ، ﻋﻦ ﻓﺘﻰ ﺣﺎﻟﻢ ﻏﺎﺩﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺤﺼﺎﺩ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﺎﻣﻼَ ﻭﺯﻧﺎﺕٍ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
..
عدة مصادر
شكرا لتعليقك