نداء الروح
تنقلت بين الروابي
جلت بين الربوع
حدائق غناّء رائعة التكوين والتلوين
ورودٌ تفيّت بظلّ الغيوم
يمرّ عليها نسيم الصَبا فيقطف منها الشذا ويضوع
على ضفاف البحيرة يتأود الصفصاف فرحاً
وتصفق الجداول نشوى حين ينتنهد الفجر ضياء
وتميس المروج رقةً ودلالا
قوس قزحٍ يلّف الأفق بألوانه الزاهية.
شمس الأصيل مالت نحو الغروب
تودع الشفق الوردي.
طيورٌ تغرّد على أفنانها ثم تؤوب إلى أعشاشها
تنتعش روحي حينما أطوف في الغابات أشّم رائحة الأرض
أسمع اغاني الريح حين تعزف على الغصون
ألحاناً شجيةً تتنسم في حنايا الروح نجوى
فتأخذني الغبطة إلى دنىً سحريةً منوّرة بالنعمى،
غنية بالرؤى، وردية الأحلام
أيتها الغابات، تحت ظلالك أودعت روحي
كي تغتسل بالنور الإلهي وتتطهر من أسمال الحياة
فتسمو إلى عوالم الروح وتبتعد عن الضلال ومهاوي الأثم
أيتها الغابات اقبليني في مساكنك
كوني رجائي وعوني في خلاصي من الأسى
لقد أحببت مثواك وروعة سكينتك وطيب هواك
والهجوع تحت أفيائك
فلطالما أنست الهدوء وحننت للوحدة
إنني أشتاق إليك كاشتياق الزهور للندى
والعاشق المدنف إلى لقاء حبيبته بعد طول فراق
وكما تهفو النفس الحزينة إلى أضمومة أملٍ واعد
بفرحٍ قريب
فإنّي أتوق إليك وأهوى حماك.
أيتها النفس التي رنّقها الحزن
اسرحي بين حنايا الغابات كطيور السماء
أرهفي السمع لهمس الغصون
ملّي النظر بالشفق الوردي حين الغروب
اشرقي مع أنوار الضحى
افتحي نافذة الروح للأمل المحيي للنفوس
وابتهجي
فالحياة ... أمل
* من كتابي خواطر للريح
أ.ظافر بشور
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء