pregnancy

المعنى الإلهي التحرك من أجل التطوير










المعنى الإلهي التحرك من أجل التطوير 
...............................................................

يروق لمشايخ العصر - إلا من رحم ربي- وزبانيته أن يبقى معنى الله ميتا في قلوبنا، جامدا حد التحجر، خافتا حد السكون.
يسر لهم أن نبقى نراوح في المكان بدعوى الإخلاص للشريعة فلا فكر ولا تقدم ولا معاصرة، ولأجل حصانة النفس من الهوى لا تهوى شيئا ولا تتفرغ لعمل، ولأجل درء المفاسد لا تجرب ولا تحاول ولا تتفلسف. ولأجل السلام علينا أن نخنع، ولأجل الولاية علينا أن نطيع الكبير والصغير، الصالح والطاغي. 
يصبح المؤمن معهم إمّعة وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وبقية الأنبياء، فعليه أن يسمع وأن يطيع، ولا من صوت له؛ وليس من احتجاج أو انتقاد، حتى إذا ما تراكم الضغط وتفاقم تحول المرء من أمعة نفاق إلى قنبلة مدوية قاتلة تدمر من حولها.
يفرح المتاجرون بالدين بالقبح فكلما طالت اللحى وتعاظم الزهد والبعد عن الحياة والمواكبة تعمق الدليل على الإيمان وعلى التشدد والتحرف.
لكن الله تعالى (تعالى عما يصفون ويهولون ويقبحون) أجمل من خيالاتهم، وألطف من غلواءهم، أكثر تواضعا من خيلاءهم، ففي الحديث القدسي (اذا أحببت عبدا أصبحت عينه التي ترى ..... وقدمه التي تسير).
هذا الحب العظيم الذي منحنا الله اياه، هذا المدد، تلك الحرية في الاختيار يقابلها من يدعون أنفسهم بأنهم (وكلاء الله على الأرض) بالحنق، بالغل، بالكراهية، بالجمود، بالتقوقع والانغلاق، والحقد على البشرية والعالم.

لقد ارادنا الله تعالى متحركين عاملين بالخير لكل الجهات الأربع، لكل العالم واقفين في وجه الظلم، مطورين للعلم؛ ارادنا محبين، غير متبجحين بأننا ملاك الحقيقة، بل متواضعين نملك المحبة والحكمة معا؛ شريعتنا عصا في يدنا نتكئ عليها وليست سيفا قاتلا في أعناق غيرنا.
ارادنا الله الجمال نفسه فلا نقبح أنفسنا بالمراءاة، ولا بالتقليد الأعمى، ولا بالشطط.
الايمان الحقيقي ليس بالعبادات فقط بل أيضا بالتطور والتطوير، فمعاني الألوهية تتجسد في كل تطوير يهدف إلى بناء الإنسان والمجتمع.
الربانيون الحقيقيون ليسوا أهل الصوامع والانعزال عن المجتمع والمتباكين لرحمة الغيب بل هم أهل العلم والعمل وأصحاب المعرفة المنخرطون في مشاكل المجتمع وفي محاربة عوائق نهوضه، لا يفرون من آلام الواقع ومهازله إلى الزوايا والقباب والمعابد بل يشعلون ليلهم ونهارهم بحثا عن خيوط الأمل والضوء وإمكانية العمل.
الإيمان الحقيقي لا يرضى بالخنوع أو النفاق أو التواكل بل بثورة على الذات، على الضعف والعزلة والكسل والجهل والكبرياء الأصم.
قبل أن ننعتق من كل هذا الألم والظلم المحيط بنا علينا الانعتاق أولا من أنفسنا ومن أفكارنا الجاهزة المتوارثة حول أنفسنا وحول الآخرين من حولنا، علينا أن نعيد بناء إيماننا من جديد خارج أسوار التحنيط والتكفير والجمود والتعصب والاستكانة.
إيماننا الحقيقي بالله يعني أننا عياله (كلكم عيال الله)وأننا نتحمل أمانتنا التي أبتها الجبال ومسؤوليتنا عن أنفسنا وعن كل ما يحيط بنا في هذا العالم 

علي حسين الحموي

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...