pregnancy

في السياسة.. ٢٠١٩...وحافة الهاوية....عام قد لا يكتمل







في السياسة..
٢٠١٩...وحافة الهاوية....عام قد لا يكتمل
..................................................................................
كنت اود كعادتي أن انشر خاطرة أو ما تكسر من اشعار ولكن القاعدة والمبدأ القائل ....
للضرورة أحكام يتقدم على غيره في أكثر الأحيان..فماذا يجري في عالم اليوم بين الدول الكبرى التي ازدهارها أو انكماشها،تفاهمها أو صراعها يصيغ  ويشكل حياة ومصير الإنسان اليوم وفي قادم الزمان..
   إن ما يجري هو الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية للآن.. فالمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة يحاول بشتى الطرق و الوسائل الالتفاف حول منجزات الشعب الصيني للأربعين سنة الماضية أو ينوف ليجهض جهوده وتتطلعات قيادته في الحلول مكان الولايات المتحدة في  قيادة العالم الاقتصادية والمالية والسياسية في المستقبل القريب،وهذا الاحتمال وارد جداً حسبما توصل إليه العديد من المحللين والجهات،لذلك نرى تضافر جهود بريطانيا والولايات المتحدة لإثارة مواجهة هامة اواشتباكات عسكرية مع روسيا بهدف تقليم أظافر الصين عن طريق عزلها عن حليفتها الطبيعية في عالم الآن وكذلك تحطيم القوى العسكرية الأكبر والمنافسة لها في العالم أي روسيا..
وعل ضؤ ذالك نلاحظ الأحداث والظواهر التالية..
١)الهجمة التجارية على الصين من خلال رفع التعرفة الجمركية على بضائعها للولايات المتحده مما يؤثر بشكل أو بآخر على دخلها من الدولارات،اضافة الى الاستفزازات العسكرية الأمريكية لها في بحر الصين وأخيراً وليس اخرا دفع اليابان الى تبني انفاق عسكري هائل للسنوات الخمس القادمة (حوالي ٤٩٠ بليون دولار) في إشارة واضحة لتنامي قوة اليابان العسكرية بمواجهة الصين..وامور أخرى أيضاً منها إتهام الصين بسرقة الاختراعات والأن بالتجسس على الغرب بواسطة الهواتف الصينيه أو قطع غيارها في التلفونات الامريكة ،وفي النهاية تحميل كل ذلك للقشة التي قد تقسم ظهر البعير واقصد إعتقال أحد أهم اعلام الصناعة الصينية في كندا تنفيذا لأوامر امريكية.
٢)هناك عدة جبهات ساخنة عسكرية أو شبه عسكرية على امتداد العالم اليوم اذكر منها..
الجبهة السورية واليمنية والأفغانية والأوكرانية بالإضافة إلى إحتمال فتح الجبهة الكورية والإيرانية والفنزولية والاكوادورية على صعيد امريكا اللاتينيه..
٣) الحرب الإعلامية الضروس ضد روسيا خاصة،هذه الحرب التي تأكدت واشتدت مع سقوط الطائرة المدنية الأوروبية فوق أجواء اوكرانيا والتي تم اتهام روسيا بإسقاطها مباشرة أو بالواسطة.. مرورا بالحرب الإعلامية ضدها في سورية،ثم اتهامها مؤخرا بتسميم المدعو سكرابل مع ابنته ثم اتهامهم بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى تدخلهم في انتخابات الكونجرس الأخيرة و مخالفة العقوبات الدولية والأمريكية..ثم..ثم وثم..
مما يؤكد النويا المبيتة لتجريم روسيا في أية قضية في العالم ومن ثم تهيئة الرأي العام بأن روسيا دولة مجرمة،خارجة على القانون وبالتالي تستحق العقوبات والدمار،لتقبل فكرة القيام بعمل عسكري ضد روسيا أو سواه..
٣) الجبهة الأوكرانية/ الروسية وهي الاهم والأكثر سخونة وخطورة في العالم،ذلك أن جميع الجبهات الأخرى لا تمس وتهدد الأمن القومي الروسي مباشرةً،خاصة إن تذكرنا أن روسيا وضعت قواتها النووية الاستراتيجة في حالة طواريء  حين تم تغيير النظام في اوكرانيا(٢٠١٤) مما دفعها لاحتلال جزيرة القرم ومن ثم تم توحدها مع روسيا باستفتاء شعبي.
هذا وحيث أنه من المعروف أن الدول الصغري _خاصة إذا كان وجودها أو نظام حكمها يعتمد على قوة دولة كبري_لا تتصرف منفردة أي بمعزل عن موافقة وبركات الدولة الأكبر،نستطيع تحليل تصرفات الدولة الأصغر اي المركبة وبين حاملة الطائرات..وعليه ومنذ إسقاط النظام الصديق لروسيا سنة ٢٠١٤ واكتمال حصارها من قبل قوات حلف الناتو والقوات الأوكرانية الصديقة لها.. أخذ الوضع بالتوتر والتصعيد..
ولتوضيح الأمور أذكر التطورات التالية..
١) تجري الآن إستعدادت عسكرية كبري من  قبل اوكرانيا على حدود روسيا و المناطق الأوكرانية الموالية لها..
٢) قامت قوات بحرية رمزية أوكرانية بالتعدي على سيادة روسيا والابحار في مياهها الإقليمية مما دفع روسيا بمهاجمتها واسرها مع طواقمها..(رواية روسيا..تناقضها رواية اوكرانيا)
٣)تم اعلان الأحكام العسكرية في معظم أنحاء أوكرانيا..(تم إلغاءها أمس).
٤)تم تقديم مشروع قرار لمجلس النواب الأوكراني ينادي بإعلان حالة الحرب على روسيا..
٤) إضافة إلى أنه يتم بحث قطع العلاقات الدبلوماسية وكافة طرق المواصلات مع روسيا..
٥) والأهم هو..
أن الدولة الأخطر في حياكة المؤامرات والأخطر في رسم السياسة الدولية ،بريطانيا تؤيد حكومة اوكرانيا دون تحفظ لا بل تشجعها لإتخاذ الاكثر..ولقد أعلنت مؤخراً عن قيامها باءرسال سفينة عسكرية إلى بحر ازوف محل الصراع في تحدي واضح وصريح لروسيا معلنة نيتها في هذا الخصوص.. بالإضافة إلى التصريحات النارية والاستفزاية التي أطلقها وزير دفاعها  لروسيا ومنها ضرورة مراقبة وملاحقة القوات البحرية الروسية وبأن الطموح الروسي في التوسع هو الأكبر منذ إنهيار الاتحاد السوفيتي..
٦) تقديم مشروع قرار للكونجرس الأمريكي بإعلان بحر ازوف (وهو بحر داخلي مقصورضة السيادة فيه على كل من روسيا واوكرانيا)مياه دولية مفتوحة يحق للجميع الإبحار فيه بحرية وسلام.
٨) إعلان اوكرانيا مؤخراً عن نيتها في إرسال سفينة حربية أو أكثر تحمل مراقبين من حلف الناتو للمرور  في المياه التي تعتبرها روسيا مياهها الإقليمية في تحدي سافر لروسيا.
٩) قرار الهيئة العامة للأمم المتحدة بإدانة روسيا في موضوع القرم..واسرها للسفن الحربية الأوكرانية..
بالإضافة إلى ما تعتبره روسيا الأهم وهو عزم الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مما يهدد  الإخلال بميزان القوى الاستراتيجية في أوروبا ويمنح الولايات المتحدة إمكانية قصف روسيا بالصواريخ في وقت قصير جداً مما يحرم روسيا من الوقت المناسب للدفاع عن نفسها والرد.. وكذلك إعلان الولايات المتحدة عزمها على عدم تجديد اتفاقية الأسلحة النووية المعقودة مع روسيا..
١٠) إعلان الرئيس بوتين مؤخرا... أننا نمر في مرحلة تقودنا اكثر واكثر الى نزاع نووي..
        إن كل من الأحداث التي سقتها يشكل كل منها سحابة على إنفراد،وإن تجمعت تصبح غيمة قاتمة سوداء تنبيء  بالأسوأ..
          فهل سيهب على عالمنا إعصار يحرق الأخضر واليابس وينهي الإنسان والمكان....!!؟
    سؤال يتأرجح  الجواب عليه، بين سوابق التاريخ في الحربين العالميتن الأولى والثانية والتي كان السبب والدافع الأهم لهما هو الاقتصاد والمال ،وبين خوف قيادات الناس من أن مثل تلك الحرب النووية لا جدوى ولا طاءل من ورائها،اذ نتيجتها دمار كوكبنا الجميل وما فيه من حياة.
فالتاريخ إذا يرجح احتمال الحرب والخوف يلجم القيادات ويبعد هذا الاحتمال.. فالأمر إذا بيد الإنسان..  فمصير عالم اليوم بيد رجل واحد اسمه....ترامب..
إما أن يمنع أو يرضخ لمراكز القوة وأدوات الضغط في الولايات المتحدة التي تطالب بالنتيجة باستاءصال روسيا بشكلها الحالي من المسرح الدولي للانفراد بالصين أو ربما  لن يكمل سنة١٩ في الرئاسة.مما سيؤجل ولكنه لن ينهي الحسم..والنزاع..
إن ترامب بالنتيجة بشر ،عرضة للظروف والضغوط والأحداث..فكم مؤسف وكم خطر..وكم محزن،وكم مخزي أن يتجمع مصير الإنسانية بيد فرد..
ولكنه الإنسان هذا ما بناه وهذا ناتج يديه..
غسان دلل.
شكرا لتعليقك