شعوذات_استشراقية_(مقدسة)_وتلفيقات_استعمارية_(مدنسة)
.......................................................................................
يقول الباحث الدكتور أحمد داؤود في كتابة تاريخ سوريا الحضاري القديم 1-المركز، في ص546-547.
أن الغرب قد زوّر جغرافيا أحداث التوراة والإنجيل فنقلها من مواقعها في مغاور جبل غامد من شبه جزيرة العرب إلى فلسطين لأسباب وأغراض سياسية واستعمارية مكشوفة، ثم لمّا بدأ يدرس هذه الجغرافيا المزوّرة لم يستطع تقبّل ما يزدحم فيها من تناقضات قبيحة وشعوذات استشراقية وتلفيقات عنصرية تربك كل عقل صحيح، وعوضاً من أن يعود إلى تصحيح ما سبق أن زوّره فقد أخذ يعلن لا معقولية الأحداث.. ففي منتصف القرن التاسع عشر أسست «الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية» بهدف دراسة طبيعة ومناخ الأرض التي ترغب بريطانيا ضمّها لمستعمراتها، وهذه الجمعية ما لبثت أن تطور عملها من المسألة المناخية والجغرافية إلى خدمة الصهيونية، فقد أسس اليهودي الثري «شابيرا» «البنك الملّي اليهودي» الذي انبثق عنه العديد من الهيئات المالية مثل «صندوق اكتشاف فلسطين» الذي، بدوره، تعاقد مع الجمعية الجغرافية البريطانية لدراسة مناخ وجغرافيا بلاد الشام: سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، كما ساهم بتمويل تكاليف الدراسات الجغرافية التي قامت بها الجمعية البريطانية بغاية وضع «جغرافيا الكتاب المقدس»، ووضع خارطة للأماكن التي دارت فيها أحداث الكتاب المقدّس، العهد القديم والعهد الجديد، وتغيير أسماء المدن والقرى العربية في فلسطين وغيرها إلى أسماء ما دعوه حديثاً ودجلاً وكذباً بــ «عبرية»، أو إسقاط بعض الأحداث على أسماء المواقع التي تتشابه مع الأسماء الواردة في التوراة.
ونتيجة لتقرير الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية وضع «أطلس» و «قاموس الكتاب المقدس»، وبذلك ثبتت المفاهيم التوراتية بذهن الغرب، مما خلق أساساً معنوياً لأن يأخذ دعم الغرب لليهود بعداً جديداً هو ما دعي بالبعد التوراتي.
لقد اعتدنا على «وقفات» الباحثين في الغرب في الطريق المسدود أمام ما قاموا هم أنفسهم بتزويره، ولقد صحّحنا في كتابنا الثاني «العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود» الجغرافيا المزوّرة لأحداث التوراة والإنجيل.
منقول_بتصرف.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء