مستقبل الدولة والمنظومة الدولية الدكتور خير الدين عبد الرحمن
....................................................................................
كان يفترض بالأنظمة الحاكمة الغارقة في وهم احتكار السلطة ان تراجع سياساتها و مواقفها إزاء تعاظم شعور الشباب العرب بالإحباط و التيه و القلق من المستقبل و عليه حتى في اكثر اقطار العرب ثراء واعلاها دخلا قوميا و فرديا لقد تضاعف هروب العقول والكفاءات العلميه العربيه واصحاب الخبره ف تعامت بعض الانظمه عن هذه الظاهره الخطيره ومدلولاتها بل على العكس ارتاح بعض الانظمه الحاكمه لهذه الظاهره وشجعتها لكي تتخلص من معارضيها أو منافسيها من دون ان تفكر في العواقب اللاحقه ما لم يدركه اصحاب العقليه التسلطيه المتخلفة المريضه التي تتوهم احتكار الصواب واحتكار الوطنيه واحتكار الوطن و بالتالي اقصاء الاخرين ولو كانوا غالبيه الشعب الساحقه و أنه مهما طال امد الهيمنة القائمه على القمع ونشر الخوف والرعب فإن حيويه المجتمع لا بد ان تستيقظ وتنتفض مفجرة طاقاته المكبوتة وتحرر ارادته المصادره وهنا تبرز لعبة اثارة الغرائز الطائفيه والمذهبيه والعرقيه والمناطقيه وتغذية تناقضاتها واللعب عليها سبيلا الى تعزيز التسلط وتبرير القمع وتأبيد حاكم لكن النتائج تكون مدمره على المدى البعيد وان بدت مغريه للحاكم و مغتصبي السلطه الى حين نتذكر هنا ما قاله ابن خلدون : ان الاوطان الكثيره القبائل والعصائب قل ان تستحكم فيها دوله والسبب في ذلك اختلاف الاراء والاهواء وأن واراء كل رأي منها وهوى عصبية تمانع دونها فيكثر الانتقاد على الدوله والخروج عليها لان كل عصبيه من تحت يدها تظل في نفسها منعة وقوة .. وفي المقابل .. بعكس هذا ايضا الاوطان الخالية من العصبيه يسهل تمهيد الدوله فيها ويكون سلطانها وازعاً لقلة الهرج والانتفاض ولا تحتاج الدوله فيها الى كثير من العصبيه كما هو الشأن في مصر والشام لهذا العهد .
مجلة المعرفة
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء