""المجدليّة"، 1602، للرسّام الإيطالي دومينيكو تنتوريتو"
.....................................................................................
بيضاء بجسد عاجي وشعر نحاسي وملامح أوربيّة حزينة ومثيرة في آن. وبالرغم من أن المسيح وأمه وأتباعه عاشوا في فلسطين، الشرق أوسطية، والتي يتمتع أهلها بملامح مميزة واضحة ومُختلفة كليا عن الملامح الأوربية للرجل الأبيض، لكننا لا نجد لجسدهم الشرق أوسطي أي أثر يذكر في لوحات عصر النهضة.
وبالطبع، فإن العدد الضخم للوحات الأنبياء والشخصيات المُقدسة التي ظهرت كلها في هيئة أوربية وربط الملائكية بالعرق الأبيض لا تنم عن مصادفة. فقد كشف الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر عن السبب في محاولات الاستعمار الدؤوبة في ربط الدونية بالبشرة السوداء والطهرانية بالبشرة البيضاء حين أورد في تقديمِه لكتاب الفيلسوف الاجتماعي فرانز فانون "مُعذبو الأرض:"
"لمّا كان لا يستطيع أحد أن يسلب رزق أخيه أو أنّ يستعبده أو أنّ يقتله إلا ويكون قد اقترفَ جريمة فقد أقر المُستعمِرين هذا المبدأ: أنّ المُستعمَـر (الواقع تحت الاِستعمار) ليس شبيه الإنسان. وعهد إلى قواتنا بمهمة تحويل هذا اليقين المُجرد إلى واقع. صدر الأمر بخفضِ سُكان البلاد المُلحقة إلى مستوى القرودِ الراقيَة مِن أجل تسويغ أنّ يُعاملهم المُستوطِن مُعاملة الدواب. إنَّ العنف الاستعماريّ لا يُريد المُحافظة على اِخضاع هؤلاء البشر المُستعبَدين، وإنّما يحاول أن يُجردهم مِن إنسانيتهم."
فالجسد الأسمر أو الحنطي، وفقا للنظرة الاستعمارية، ليس به من الجمال ما يستحق التخليد. والأكثر مِن ذلك، فإن الفضيلة والأخلاق والطهرانية النبوية للرُسل لا يُمكن أن توجد إلا في جسد أبيض.
منقول
"The Penitent Magdalene", 1602, by the Italian painter Domenico Tintoretto, (1560 – 1635).
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء