من مذكرات العجيلي : " هل تعرف الأباكوس؟

................................................................................

قلتُ لصديقي : هل تعرف الأباكوس ؟

قال : الأباكوس ؟ ربما كان اسماً لحيوان أسطوري ... او لعله شجرة من أشجار الغابات في أميركا الجنوبية ؟

ضحكتُ وقلتُ : الأباكوس آلة حاسبة , رأيت اليابانيين يستعملونها في مصارفهم ومتاجرهم , وأظنهم يستعملونها في المصانع والمخابر كذلك .

قال : إذن فهي أدق حاسبة الكترونية في العالم , سمعت كثيراً عن تقدّم اليابانيين في ميدان الألكترون , وفي التكنيك الحديث , وعن أن بضاعتهم في هذا المجال أغرقت أسواق أميركا وأوروبا .

قلتُ : ماتذكره عن التقدم التكنيكي لليابان صحيح , اليابانيون يبيعون العالم أدق الآلات الحاسبة , إلا أنهم في أعمالهم الخاصة يستعملون الأباكوس الذي ورثوا استعماله عن آبائهم وأجدادهم , وما الأباكوس غير محسبٍ صغير كالمحسب الذي يستخدمه الأطفال في تعلـّم الجمع والطرح : إطار خشبي تتعلق به أسلاك تدرج عليها كرات تمثل الأرقام العددية ....

قال صديقي : وهل هذا معقول؟

أجبته : نعم إنه معقول وواقع , رأيتُ الأباكوس في أكبربنوك طوكيو , وفي أصغر حوانيت التحف في كيوتو . يستخدم في حل العمليات الحسابية من بسيطة ومُعقدة , بسهولة وبسرعة , لو رأيت أصابع الفتيات اليابانيات , وهي تجري برشاقة على كرات الأباكوس لأعجبك المنظر .

قال صاحبي كالمستغرب : آلة حاسبة بدائية في نهاية القرن العشرين .

قلتُ : ماذكرته لك يرجع إلى تمسك اليابانيين بتقاليدهم في العمل والسلوك , والمغزى منه أن المدنية والتقدم ليسا في المظاهر الفارغة والبرّاقة , وإن التمسّك بالتقاليد ليس عيباً إذا لم تحُلْ تلك التقاليد دون حسن التصرّف وإتقان العمل .

ضحكتُ وأنا أشدّ على يد صديقي مودّعاً , فقد كان عليّ ان أتركه وقلتُ له :

ــ ربما كان لكلامي مغزى . فهل كُتبَ عليّ أن أقوله لك دوماً ؟ فتشْ عن المغزى بنفسك ياصاحبي .

نحن جيل الدرْبكــّة !!!!!

طيّب الله أوقاتكم بالخير

سلمية 9/3/2019

ظهير الشعراني