pregnancy

ولادة العلم ...





ولادة العلم
.......................................................................................
في مؤلفات كارل ماركس ..وفريدريك انجلز ..

يحاول بعض العلماء البرجوازيين شرح الظاهرة الاجتماعية، المعقدة والمتطورة تاريخيا، من خلال خصائصها من  بين أبرز الاكتشافات هناك النظريات الذرية التي طورها كل من ديموقريتس وأبيقور.
عند النظر إلى العلاقة بين الفلسفة والعلم، يمكن القول إن التاريخ يبدأ باليونان القديمة.
 ماذا نعني بهذا؟ بالطبع إن للفلسفة والعلم -والديالكتيك أيضا- تاريخ من الأنواع التي تعود إلى أبعد من المجتمع اليوناني القديم، حيث يمكن العثور على عناصر الديالكتيك في الفلسفة الطاوية والهندوسية. 
وبالفعل فإن تراكما هائلا للثقافة الإنسانية والمعرفة العلمية في كل المجالات من الرياضيات إلى الكيمياء هو الذي عبّد الطريق للحضارة اليونانية نفسها. 
ومع ذلك ففي جميع التقاليد السابقة لليونانيين القدماء، ظلت الفلسفة والعلوم مرتبطة بالدين والتصوف.

لم تبدأ الفلسفة والعلوم الحقة، أو الفلسفة الطبيعية، إلا عندما بدأ البشر في تفسير العالم دون اللجوء إلى التأثير الخارجي أو الباطني. ومع اليونانيين القدماء حقق العلم والفلسفة ازدهارا لا مثيل له. 
من بين أبرز الاكتشافات هناك النظريات الذرية التي طورها كل من ديموقريتس وأبيقور. 
وفي غياب مسرعات الجسيمات الحديثة أو غرف الضباب (cloud chambers)، 
كان عمالقة الفكر العلمي المبكر هؤلاء مجبرين على الاعتماد على أقل الإشارات شأنا لكيفية اشتغال العالم وكمّ هائل من التخمينات.
 لا يمكن للعالم الحديث أن يدرس كتابات الشاعر الذري في روما القديمة، لوقريتيوس، دون الإعجاب بسذاجته الطفولية وبساطته. 
لكن وبالرغم من كل سذاجة لوقريتيوس وغيره، فإن تلك الكتابات تحتوي على بريق العبقرية.

طور أناكسمندر، وهو شخصية بارزة أخرى، نظرية التطور البيولوجي قبل آلاف السنين من رحلة داروين على متن سفينة بيغل (Beagle)، دون القدرة على الوصول إلى تلك المجموعة الكبيرة من العينات التي وفرتها لداروين مثل تلك الرحلة؛ 
لم يكن لدى أناكسمندر سوى أجنة في مراحل مختلفة من تطورها وبعض التخمينات العبقرية للغاية. 
ومن تلك الأدلة الضئيلة، خلص بشكل صحيح إلى أن البشر لم يكن لديهم دائما الشكل الذي يملكونه حاليا، وأن أصلهم يمكن أن يعود إلى الأسماك أو الكائنات الشبيهة بالبرمائيات.

وفي حين غالبا ما تتعرض العديد من اكتشافات اليونان القدماء إلى الدحض في ما يخص تفاصيلها، فإنها، في استنتاجاتها العامة على الأقل، لم يتم تجاوزها حتى عصر النهضة، بينما ما زال بعضها يحتفظ بصحته لحد الآن.
 إلا أن ما يلفت الانتباه في كل هذه الحالات هو ضعف استفادة تلك الاكتشافات من التطورات التقنية للمجتمع آنذاك، مقارنة مع ما تزودنا به التطورات الحديثة في التقنية من تيليسكوبات وميكروسكوبات وغيرها من الأجهزة المتطورة. وعلاوة على ذلك فإن اكتشافات هؤلاء المفكرين  لم تؤدِّ إلا تطوير ضعيف لقوى الإنتاج في المجتمع.

بالطبع لقد كانت تطورات الفلسفة والعلوم اليونانية القديمة مرتبطة بشكل كامل، في آخر المطاف، بالنظام الاجتماعي الاقتصادي الذي كان المجتمع اليوناني القديم يقوم عليه، أي النظام العبودي. في الواقع لولا عمل العبيد لتوفير الغذاء والملبس والمأوى لما كان هناك لا أبيقور ولا أرسطو ولا لوقريتيوس. 
لقد كان العلم والفلسفة والفكر النظري، بالنسبة إلى الإغريق والرومان القدماء، وما زال كذلك إلى حد بعيد، ملكا لطبقة حاكمة صغيرة ومتميزة. 
وتميل هذه الطبقة إلى رفع دورها الخاص في المجتمع واحتقار العمل اليدوي ونسيان اعتمادها عليه.

ومع ذلك فإن الاعتراف بالحقيقة الواضحة التي مفادها أن تطور العلم يعتمد، في التحليل الأخير، على التطورات العامة التي يعرفها المجتمع ككل والعلاقات الاقتصادية بين أعضاءه، لا يعني إنكار أنه يمكن للعلم أن يتطور في حدود معينة حسب ديالكتيكه المستقل الخاص به..

من مصادر 

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...