pregnancy

الوعي .فيزياء الخلق ..الحرية المجمدة





الوعي  
فيزياء_الخلق
.. الحرية_المجمدة 
.......................................................................................

حلت لنا وحدة الوجود مشكلة مهمة وهي مشكلة الحرية ، حيث أن الإنسان يشعر بالتمزق مابين أنه حر في افعاله واختياراته وبين أنه مسير على خط مرسوم له سلفا يجب أن يمر به إلى آخره ونسميه القدر ، ولسنا في حاجة لسرد  تفاصيل الصراع الفلسفي الذي مرت به تلك المشكلة على مدار التاريخ الإنساني بين مؤيد لكل طرفي الصراع وبين محاولات التوفيق بين الجانبين ، لكن يدهشنا أن دراسة عمليات التفكير في الدماغ البشري لم يستطع العلم حسمها إلى الآن ، إلا أنه يميل بعض الباحثين الآن إلى اعتبار أن الكون حاسوب ضخم زاخر بالمعلومات ، وبالتالي لو استطعنا حاسوب متقدم بشكل مذهل لتجميع المعلومات فيه أن نستخرج حسابيا حتمية الإختيار الإنساني لموقف معين دون آخر ...
بمعنى أنه يمكننا بإدخال المعلومات البيئية والزمنية والتكوين الجيني والظروف التي يمر بها انسان معين والمؤثرات على موقف ما بإمكاننا التنبؤ بأفعاله ...
هذا سيكون صحيح نسبيا لو افترضنا أن الكون يعمل بشكل سببي صرف ، لكن في الحقيقة كما نعلم أن فيزياء الكم حطمت لنا هذا التابو المقدس ، وأثبتت لنا أن الحتمية شبه مستحيلة ، خصوصا مع وجود شئ لا ندري كنهه في الدماغ حرة عن الفهم وتشط عن التنبؤ ... وعمليات الرصد الواعية التي يتفاعل فيها الإنسان يوميا مع الكون تغير ايضا في الواقع ، مما يجعل من المستحيل التنبؤ بالفعل .
وتلك الفكرة قد تكون هي مادفعت المعتزلة بالقول بخلق الأفعال لأن الرصد اصلا يصنع حالة تشبه الخلق لأنها تغير اتجاه العشوائية والاحتمالات اللانهائية إلى حالة محققة بعينها متجسدة  .
ورأي الأشعرية هنا يكون الأقرب للدمج المنطقي بين عالم السبب الصارم والكمية الإحتمالية إلا أنها تنتصر للسببية أيضا فتركت فجوة في الحل .
في حقيقة الأمر أن الكائن مشارك في قدره ، ووحدة الوجود تثبت ذلك ...حيث أن التفاعل بين المؤثرات السببية مع رصد الكائن لواقعه _ وهي حالة تؤثر في القياس بما يؤكد أن العزل التام مستحيل _ يقول أن الموقف الإختياري مدمج بين معطيات صارمة ومخرجات متغيرة حرة ...
علينا أن نضع في حسباننا أن في عالم الكم لا يوجد ما ندعوه بالزمن ، فلا معنى لا لماضي ولا حاضر ولا مستقبل ، ففي الكم انت تؤثر في الماضي من الحاضر ومن الحاضر للمستقبل ، وقد يكون هذا السبب الذي يجعل الإنسان يشعر بالسرمدية وأحقيته في الخلود ، وحتى أنه لا يستطيع أن يذكر كيف بدأ وجوده ... وكل منا يشعر أن وجوده هكذا حقيقة أزلية ، ومن هذا الشعور وجد الدافع المستميت للبحث عن أصل النشأة التي يراها ضبابية .
هكذا يتبين ان موقفنا الكمي منعدم الزمن يخلق لنا موقفنا الزمني الصارم ، ولكننا لا نشعر بذلك لأننا أسرى تلك السببية قياسيا ، وأحيانا كثيرة ننسى ما فعلناه في الماضي ونرى نتيجته الآن في حياتنا ولا نرى البناء السببي الذي صنعناه _ حتى من مجرد تأثير جناح الفراشة _ ثم نجدنا نلوم القدر ( لماذا يحدث لي أنا بالذات كل هذا ؟ ) .
إذا نحن من اختار قدرنا لأننا نتفاعل مع الوجود وهو يتفاعل معنا في وحدة كاملة ... نرسل له ما نريد فيرد علينا بماةنريده لكن في متظومة شبكية غاية في التعقيد بناء على مواقع الموجودات الأخرى غيرنا والتي تريد هي ايضا ليتشكل حدوث ما أردته بطريقة تناسب موقعك من الموجودات التي تصنع خريطة لمسار التحقق لتصب عندك في النهاية ... فما يختاره لك خالق الكون لم يكن في الحقيقة سوى اختيارك أنت ...
وقد يفسر ذلك أيضا ما يقوله بعض الصوفيون أن الإنسان اختار صفة من صفات الله يوم العرض عليه وقرر ان يكون كما هي فحقق له الله اختياره وبناء عليه سيكون تفاعله في الكون ومحاسبته ...
اذكر حديثا يؤكد وعي تلك الإزدواجية في اختيار الإنسان لمصيره كرمز يشرح الموقف لكن بإزدواجيته في صحيح البخاري :
[ إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ..
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ]
هذا لا يفسره إلا الوحدة حيث تتوحد إرادة المخلوق مع إرادة الخالق في ذاته ... والأمثلة كثيرة ...
هذا التفاعل الواعي بين الارادة ورصد واقعك خارج المنظومة الزمنية فقط يحتاج لتنظيم إداري داخل الكون ، وهذا النظام الإداري الذي يخضع لتحققه تفاعل الموجودات الأخرى وعللقاتها المتشابكة ، كإستجابة لتحريكك لتروسها من خلال ارادتك ، هي بالضبط تلك الحالة التي نسميها القدر ...
وبهذا نكون أحرارا في كل ما نريده ، وفي نفس الوقت مجبرون على تنفيذ ما اختارناه ...
بعد حل مشكلة الحرية بوحدة الوجود والوعي ... هناك تطبيق عملي آخر في مسار حضارات الأرض إلى الآن تكرارها لا يصدق ، ولا يمكن تفسير تلك الظاهرة في الوعي بالكون وحقيقته إلا بوحدة الوجود ....
كيف ذلك ؟

ماجد الحداد
اللوحة ل توماس_كوبيرا

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...