.. نجيب الريس صقر الصحافة السورية
.......................................................................................
نجيب الريس الاديب والكاتب السياسي الوطني الذي عاند المستعمر وحارب بالكلمة كل مشاريعه الدنيئه.....
عندما تصبح الوطنية مدرسة......
يكون المعلمون فيها قادة..
لروحك السلام .نجيب الريس......
.. نجيب الريس صقر الصحافة السورية
ولد نجيب الريس في مدينة حماة عام ١٨٩٨،وانتقلت عائلته إلى دمشق وهو في طفولته الأولى، وشقيقه منير الريس شارك وناضل في الثورة السورية الكبرى ١٩٢٥
ولم يزر نجيب الريس مدينة حماة إلا مرة واحدة للعزاء بوفاة عمه رياض نجيب الريس.
تزوج الريس ثلاث مرات، وكانت زوجته الأخيرة (راسمة سمينة) ابنة إبراهيم سمينة وهي من عائلة لبنانية طرابلسية، ذات أصول تركية، نزحت إلى دمشق أيام الحكم العثماني، سكن وتنقل مع أسرته في أحياء دمشق إلى أن استقر به الأمر في حي زقاق الصخر خلف كنيسة اللاتين في ساحة النجمة.
فتح نجيب الريس عينيه على أوضاع سياسية صعبة تمر بها البلاد، حيث تكالبت قوى الاستعمار على احتلال الوطن العربي وتقسيمه، وكان نجيب الريس في ريعان شبابه، فقام مع عدد من رفاقه الوطنيين بتنظيم التظاهرات ضد المستعمر، مطالبين بجلاء قواته، فكان بين الفينة والأخرى قيد الاعتقال أو السجن، ودخل سجن أرواد وهو لم يتجاوز العشرين، وفيه نظم قصيدته الرائعة ( ياظلام السجن خيم) التي لحنها محمد عبد الوهاب.
الريس الصحفي؛
أطلق الريس جريدته (القبس) في عام ١٩٢٨، وكانت لسان حال الحركة الوطنية، كما أصدر لها لاحقا ملحقا هزليا أدبيا أسماه ( طار الخرج) الذي لقي إقبالاً جماهيرياً، وقيل إن العدد الأول منه بيع بأضعاف ثمنه.
بقيت ( القبس) تصدر إلى عام ١٩٥٨.،وكان مقاله الإفتتاحي ينتظره القراء بفارغ الصبر، لما تميز به من جرأة في طرح المواضيع الوطنية متحديا سلطات الإحتلال الفرنسي، مما عرض جريدته مرارا للتوقف والإغلاق.
استطاع نجيب الريس أن يتربع على عرش الصحافة السورية في الأربعينيات، وكانت جريدته محط أنظار وإعجاب المواطن والمسؤول، حتى قيل أن القبس تستطيع أن تسقط الحكومة أو ترفعها.
كان الريس شديد الحرص على حرية الصحافة، حيث وقف تحت قبة البرلمان بتاريخ ٢١-١٢-١٩٤٤ وكان حينها نائبا عن دمشق زمن رئاسة فارس الخوري للبرلمان، وقف مدافعا عن الصحافة قائلا : ( إن الرقابة تشتد وتبالغ في اشتدادها، حتى أصبحت الصحافة لاتعرف ماذا تنشر، وماذا تحذف، وإني أطالب بإلغاء الرقابة عن القضايا الداخلية)، ونتيجة موقف الريس هذا اتخذ البرلمان قرارا بإلغاء كل أشكال الرقابة على الصحف باستثناء الرقابة العسكرية.
لقد كان رحمه الله لايساوم على الوطن ولا يهادن في قضاياه، كان الوطن بالنسبة إليه خطأ أحمر.
نهاية الرجل الوطني :
عند ظهر التاسع من شباط ١٩٥٢ وصل الصحفي اللبناني سعيد فريحة إلى مدرسة برمانا (لبنان) لبخبر التلميذ الداخلي رياض الريس أن والده نجيب الريس توفي فأخذه وأخاه الأصغر عامر إلى دمشق فب سيارته.
قابلت دمشق خبر وفاة نجيب الريس بالدهشة والحزن، ولم تمض ساعات قليلة على رحيله حتى بدأت الوفود تصل إلى دمشق من حمص وحماة وحلب واللاذقية والجزيرة، وكانت الأمطار والثلوج تغطي سوريا ولبنان، وأقفلت الطرق، ومع ذلك فقد وصلت إلى دمشق العديد من الوفود اللبنانية متحدية قسوة الطقس، وشيع نجيب الريس وتقدم الوكب أبناؤه وأفراد أسرته ورجال الحزب الوطني ورجال الصحافة السورية واللبنانية ووجهاء الشام وأعيانها، وكتبت الصحف حينها أن دمشق لم تشهد موكبا كموكب نجيب الريس، فقد استغرق الموكب من بيت الفقيد إلى المسجد الأموي فمقبرة الدحداح ثلاث ساعات.
شارك في تأبينه عند الضريح ظافر القاسمي عن الحزب الوطني، وكميل شمعون عن الصحافة اللبنانية، ونصوح بابيل عن الصحافة السورية، وألقى الشعراء فخري البارودي وبدر الدين الحامد (وهو شقيق الفقيد من والدته) قصائد رثاء بهذه المناسبة.
بعد وفاته اضطرت زوجته راسمة إلى تسلبم جريدة القبس إلى ابن أختها غسان ذكريا، حيث كان ابنه رياض صغيراً في السن،
رحمك الله نجيب الريس ورحم كل سوري عاش ومات لأمته ولعقيدته ولبلاده، والرجال الذين يعيشون كما عاش نجيب الريس يظلون دائما أقوى من النسيان.
بقلم الدكتور مدحت الريس
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء