pregnancy

أبو فراس الحمداني ..






من الشعراء " أبو فراس الحمداني"
.......................................................................................

هو الحارث بن سعيد بن حمدان , ابن عم سيف الدولة . كان فردَ دهره , وشمس عصره , أدباً وفضلاً , وكرماً ونُبلاً , ومجداً وبلاغة وبراعة , وفروسية وشجاعة , وشعرهُ مشهور سائر بيّنٌ الحسن والجودة , والسهولة والجزالة , والعذوبة والفخامة , والحلاوة والمتانة , ومعه رُواء الطبع , وسمة الظرف , وعزّة الملك , ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز , وأبو فراس يُعدّ أشعر منه عند أهل الصنعة ونقدَة الكلام , وكان الصاحب بن عباّد يقول : " بُدىء الشعر بملك , وخُتم بملك " يعني امرأ القيس وأبا فراس , وكان المتنبي يشهد له بالتقدّم والتبريز , ويتحامى جانبه فلا ينبري لمباراته ,وكان سيف الدولة يُعجب جداً بمحاسن أبي فراس , ويميزه بالإكرام عن سائر قومه ,ويستخلفه على أعماله . 

الروميّات من غُرر ابي فراس : 

لما أدركت ابا فراس حرفة الأدب , وأصابته عين الكمال , أسرته الروم في بعض وقائعها , وهو جريح , وقد أصابه سهمٌ بقي نصله في فخذه , وحصل مُثخناً بـ " خرشنة" , ثمّ بـ "قسطنطينية ", وتطاولت مدته بها لتعذّر المُفاداة وقد كانت تصدر أشعاره في الأسر , والمرض , وفرط الحنين إلى أهله وإخوانه وأحبائه . فمن أشعاره قوله من البحر " الكامل" : 

ما للعبيــــــــد من الذي......يقضي به الله امتنــــــــــــاع ُ

ذُدْتُ الأسود عن الفرا.......ئس ثم تفرسني الضبـــــــاعُ 

وكتب إلى والدته من البحر " الكامل" : 

لولا العجوزُ بمنبــــــــــجٍ ......ماخفتُ أسباب المنيّــــــــــة ْ 

ولكان لي عمّـــا سألـــــــــــــــــتُ من الفدى نفسٌ أبيّـــــــةْ

لكن أردتُ مُرادهــــــــا ......ولوِ انجذبتُ إلى الدنيّـــــــــةْ 

أمستْ بمنبجَ حُـــــــــرّةً .....بالحزن من بعدي حــــــــريّةْ 

فيها التقى والدين مجموعــــــــــان في نفسٍ زكيّــــــــــــةْ 

لازال يطرق منبجـــــــاً .....في كل غادية تحيّـــــــــــــة ْ 

يا أمتّا لاتحزنــــــــــــي .....وثقي بفضل الله فيّــــــــــــه

يا أمتا لاتيأســـــــــــــي .....لله ألطافٌ خفيّـــــــــــــــــــةْ 

أوصيكِ بالصبر الجميــــــــــــل فإنه خير الوصيّــــــــــةْ 

وكتب إلى غلاميْن له من " البحر الخفيف" : 

هل تُحسّان لي رفيقاً رفيقــــا ....يحفظ الودّ أو صديقاً صدوقـــــا ؟ 

لارعى الله ياخليليّ دهــــــراً ....فرّقتنا صروفهُ تفريقـــــــــــــــا 

كنت ُ مولاكما وما كنــــت إلا ..والداً محسناً وعمّـــــــاً شفيقــــا 

فاذكراني وكيف لاتذكراني .....كلما استخونَ الصديق صديقـــا ؟ 

بتّ ُ أبكيكما وإن ّ عجيبـــاً .....أن يبيتَ الأسيرُ يبكي الطليقــــا ؟

طيّب الله أوقاتكم بالخير

سلمية 5/4/2019 
ظهير الشعراني
شكرا لتعليقك