pregnancy

امرأة غيرت الشعر العربي .. تلك الطفلة .. هذه الصورة





امرأة غيرت الشعر العربي .. تلك الطفلة ..هذه الصورة
.......................................................................................
لم تكن طفلة اعتيادية بل كانت موهوبة منذ طفولتها ولفت انتباه العائلة اليها بحيث قام الوالدان باعفائها من اعمال البيت حتى تتفرغ لنبوغها الادبي.

ولدت في ( 23/8/ 1923 ) . وتوفيت في( 20 /6/ 2007 ).
- ولدت في العاقولية ببغداد بجانب الرصافة في دار كبيرة تملكها العائلة, ثم انتقلت الى الدار الجديدة في ابو اقلام بالكرادة الشرقية.

نظمت الشعر في طفولتها وكان شعرا عاميا ثم تدرجت الى الفصحى في السادس الابتدائي. [ ابو صادق ] يكتب الشعر لكنه يفتقد للموهبة فيه بالرغم من اجادته للنظم والوزن. وامها [ سليمة ] تكتب الشعر ايضا ولها ديوان شعر يتيم.
- تفوقت الطفلة باللغة العربية في المدرسة وكان ابوها استاذها فيها وكذلك بقية المعلمات كن يعاملنها معاملة خاصة لنبوغها ويوفرن لها كتب الادب حتى تقرؤها.

انتظمت في معهد الفنون الجميلة وكانت من الدفعات الاولى العام ( 1942 ) ودرست "العود" واجادت "العزف عليه" مع الغناء ايضا. وحفظت مئات الاغاني على يد استاذها عميد ومؤسس المعهد الشريف "محي الدين حيدر" صاحب المدرسة العزفية . وتخرجت من المعهد بعد ست سنوات وظلت تعزف لنفسها واهلها لكنها لم تظهر امام الجمهور الا في حفل واحد اقامته "جامعة وسكونسن" عندما كانت طالبة فيها العام ( 1955).

وكانت تضع لافتة صغيرة على غرفتها ( مشغولة لاتقاطعني رجاء ) حين تدخل في تأملها مع الشعر. 

في دار المعلمين العالية كتبت وقرأت الشعر في حفلاتها لكنها اغفلته في دواوينها لانها اعتبرته من شعر الصبا وليس ناضجا.
- وصدر اول ديوان لها العام ( 1947 ) اي بعد تخرجها من دار المعلمين بثلاث سنوات . وهي التي كتبت « قصيدة ارست الريادة الشعرية للشعر الحر في العراق » ولم تتوقف عن كتابة الشعر بشطرين لانها لاتؤمن ان يمحى تراث الشعر العربي. وتحتج على من يسمي شعر الشطرين بالشعر التقليدي.
كذلك درست "اللاتينية" بالرغم من انها غير مطلوبة في دراستها بل كانت تدخل في صفوف اللغة اللاتينية لتعلمها، كما درست "الفرنسية" في المعهد الفرنسي في بغداد و « قرأت شعر مولير وموباسان والفونس دوديه, بالاضافة الى دراستها واتقانها للانكليزية ».

في جامعة "برنستون" كانت الطالبة الوحيدة بين الطلبة الرجال وكان وجودها يثير الدهشة وهناك تعرفت على "ريتشارد بلاكمور" و"الان داونر" و"شوارتز" و"الن تيت".
في العام ( 1951 ) بدات تتجه لكتابة "النقد الادبي" ودعت الى "تحرير المرأة" واثارت ضجة في بغداد انذاك.

وقد هزها مشهد وفاة والدتها بين يديها في لندن وعذبها موتها عذابا شديدا. واعتكفت الحياة لسنوات. وقد اسعفها الحظ حين اختارتها مديرية البعثات العراقية كعضو في البعثة فخرجت الى اميركا وتعالجت على يد طبيب اعصاب.

بعد ثورة ( 14 ) تموز العام ( 1958 ) تأثرت كثيرا وغادرت العراق الى بيروت. في العام ( 1962 ) تزوجت من رفيق دربها "الدكتور عبد الهادي محبوبة" وعملا معاً في جامعة البصرة وفي مصر والكويت والاردن. 
- وقد كتبت الطفلة هذه المعلومات بخط يدها بطلب من "يوسف عزالدين" لضمها في كتاب شعراء العراق في القرن العشرين. باستثناء حديث اختها سهى الذي اضفته لاني سمعته منها شخصيا في أول ظهور اعلامي لها في المركز الثقافي البغدادي نهاية العام ( 2014 ).

توفي زوجها قبلها بخمس سنوات وعاشت بعده حياة عزلة كاملة في مصر العام ( 2007 ) ، في العام ( 1996 ) حصلت على جائزة ( مؤسسة البابطين لمؤسسة عبدالعزيز بن سعود ) كما كرمتها "دار الاوبرا" في مصر يوم ( 26/5/1999 ) لمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي.

بعد وفاتها شيعت في اليوم التالي ودفنت الى جوار زوجها في مقبرة العائلة بغربي القاهرة.

.. هذه الطفلة التي تبدو في الصورة بعمر سنتين هي : 
... { الشاعرة الكبيرة :  نازك الملائكة }  ...

منقول
شكرا لتعليقك